ياسر أيوب يكتب: اللاعبون الكبار والإعلام الرياضى

نقلًا عن جريدة “المصري اليوم”

الإتفاق الجديد الذى تم بين قناة أون تى فى ووكالة بروموميديا .. أو بين أحمد أبو هشيمة ونجيب ساويرس .. لا يعنى فقط أن الدورى المصرى بداية من الموسم الجديد أصبح حصريا على شاشة أون تى فى .. إنما سيؤدى هذا الإتفاق إلى كثير من التغييرات والتحديات التى لابد أن يواجهها الإعلام التليفزيونى الرياضى فى مصر أو ينتبه لها على الأقل ويستعد لعصر جديد سيلزمه فكر وإدارة مختلف ورؤى ليست تقليدية أو مكررة .. ففى الماضى كان النجاح مقصورا ومشروطا فقط باستوديو تحليل مباريات الدورى وما سيقدر هذا الإستوديو بكل نجومه على جمعه من مشاهدات وإعلانات .. وكانت كل القنوات أو معظمها قبل بداية كل موسم تسعى وتضغط وتقاتل ليس من أجل الفوز بالحق الحصرى لبث الدورى وإنما لإقتسام هذا الدورى .. وكانت الدولة بكل قواها تتدخل فى نهاية الامر لتضمن وترعى هذا التقسيم والمشاركة لتعيش مصر سنوات كثيرة ماضية وهى الدولة الوحيدة فى العالم التى تملك خمسة وأحيانا سبعة استوديوهات تحليلية لمباراة كروية واحدة أيا كانت أهمية هذه المباراة وقيمتها.

وكان الجديد هو ما جرى الموسم الماضى بقصر الأمر على أون تى فى والحياة مع التليفزيون المصرى .. كانت مجرد بروفة لما سيجرى هذا الموسم الجديد حيث سيذاع الدورى على شاشة واحدة غير التليفزيون المصرى .. وقريبا جدا لن يبقى التليفزيون المصرى يمتلك كل هذه الحقوق بشكل تلقائى أو بقوة الدولة وأحيانا غطرستها لفرض الأمر على الجميع .. ولأن هذا التغيير يحدث وقد تغيرت خريطة كل الإعلام المصرى بشكل عام وباتت الساحة الإعلامية المصرية ملعبا للكبار والأقوياء والأغنياء .. أون تى فى مع أبو هشيمة وساويرس وعمرو أديب.

اللاعب الجديد دى إم سى بما وراءه من مال وقوى وقد تتحالف معه إعلانيا قنوات الحياة .. إم بى السى بما تملكه من مال وإمكانات وطموحات .. تحالف سى بى سى والنهار فى محاولة للصمود والمحافظة على البريق والنفوذ القديم .. فكيف سيلتفت هؤلاء اللاعبون للرياضة وكرة القدم بعد أن انفردت أون تى فى بالدورى .. ما هى أفكارهم ومشروعاتهم خاصة أن الدولة كلها أصبحت تميل أكثر للترفيه وبات الكثيرون يريدون الهرب التليفزيونى من أشواك وجروح واقعهم .. وتم اختصار الترفيه الدرامى فى رمضان فقط ليبقى الترفيه الكروى هو المتاح طول السنة مع برامج المسابقات المستوردة .. فمن المؤكد أن اللاعبين الكبار يحتاجون لشكل رياضى جديد ومختلف ومعهما قناة الأهلى القائمة وقناة الزمالك القادمة .. فالناديان لن يملكا حقوق مبارياتهما مثلما هو حاصل فى العالم كله والقنوات التى تملكها أندية أوروبية كبيرة وقادرة.

وبالتالى يحتاج الأمر من الجميع إلى معاناة ابتكار أشكال جديدة لينال الإعلام الرياضى حصة مناسبة من الحصيلة الإعلانية التى ستصبح على الأرجح ثلاثة مليار جنيه سنويا .. ولا أظن أن الأمر صعب لكنه فقط يتطلب عدم الإستسهال والتكرار والتقليد والجمود .. وفى كل الأحوال فإن الرياضة المصرية كلها ستستفيد من هذه الحروب وتلك التحديات وليس فقط إعلامها الذى أصبح مضطرا ومطالبا بالثورة والتغيير.

نرشح لك

[ads1]