اهتمام إعلامي وتجاهل رسمي أمريكي لوفاة زويل

نعت سفارة مصر في واشنطن ببالغ الحزن والأسى العالم المصري الراحل، الدكتور أحمد زويل أمس الخميس، معربة عن خالص تعازيها لأسرة زويل ولكل المصريين الذين فقدوا واحداً من رموز المجتمع المدني المعاصر.

قامت السفارة بالتنسيق مع القنصلية العامة في لوس أنجلوس والقنصلية العامة ف نيويورك، باتخاذ كافة الترتيبات لتيسير إجراءات نقل جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير في القاهرة، حسب ما ذكر موقع المصري اليوم.

وقالت قنصل عام مصر في لوس أنجلوس، السفيرة لمياء مخيمر، إنه تم نقل جثمان الدكتور زويل من مدينة لوس أنجلوس، إلى المركز الإسلامي فى جنوب كاليفورنيا، وأضافت أن السفارة أقامت عزاء الفقيد، مساء أمس، بحضور أعضاء القنصلية العامة في لوس أنجلوس، الذين كانوا في استقبال المعزين مع أسرة الفقيد، وستقام الصلاة على الجثمان بالمركز الإسلامي لجنوب كاليفورنيا عقب صلاة الجمعة.

ونعت وسائل إعلام أمريكية العالم الراحل، وذكرت صحيفة «وشنطن بوست» الأمريكية، أن زويل عمل لعدة سنوات على توليد الاهتمام السياسى، قبل أن يدشن مشروع مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، عام ٢٠١١، لوقف هجرة العقول الموهوبة في مصر إلى الخارج.

وأشارت الصحيفة إلى أن زويل كان يرغب في أن توجه المعونة السنوية التى تتلقاها الحكومة المصرية من نظيرتها الأمريكية والبالغ ١.٣ مليار دولار، إلى «التعاون العلمى والصناعى» بدلا من شراء المعدات العسكرية.

وذكرت مجلة «فوربس» الأمريكية إن عمل زويل لم يكن قاصرا على المعامل فقط، ففى عام ٢٠٠٩، اختاره الرئيس الأمريكى باراك أوباما سفيرا للعلم إلى الشرق الأوسط، كما دعا زويل إلى الاستثمار فى التعليم وفى الأبحاث الأساسية، لاسيما فى العالم النامى، وطالما قال إن الفضول طريقة تقود للإبداع أكثر من الأهداف المحددة سابقا.

وقالت الإعلامة مارجريت وارنر، فى تقرير نشرته على موقع شبكة «بى بى إس» التليفزيونية الأمريكية، إن العالم العربي الملىء بالعنف والصراعات الآن، سيحتاج لمزيد من الأبطال من أمثال زويل، فالحضارة العربية التي قدمت للعالم في عصرها الذهبي بين القرنين الثالث عشر والثامن عشر، الجبر والخوارزميات، لا تنتج الكثير من أمثال زويل في الوقت الراهن.

وتحدثت وارنر عن لقائها الأول بزويل، في أعقاب ثورة يناير ٢٠١١ فى مصر، وقالت إنه على الرغم من انتقاله منذ سنوات طويلة للعمل والعيش فى الولايات المتحدة، إلا أنه أحب مصر وسارع للعودة ليشاهد ويساعد وطنه فى وقت الأزمة.

وأشادت وارنر بإقامة جنازة عسكرية للعالم الفقيد، وقالت إنه تكريم كبير لا يمنح عادة لغير الشخصيات العسكرية البارزة، وأضافت «إن التكريم الحقيقي لزويل هو جعل رؤيته لمصر مختلفة تتحقق».

فى المقابل، تجاهلت المؤسسات الرسمية الأمريكية، بما فيها البيت الأبيض ووزارة الخارجية، خبر وفاة الدكتور زويل، أو تقديم العزاء فى رحيله، بعد نحو ٤٨ ساعة من إعلان وفاته، رغم أن أوباما كان اختاره فى ٢٠٠٩، كأحد أعضاء مجلسه الاستشارى للعلوم والتكنولوجيا، ومبعوثه الخاص للعلوم والتكنولوجيا فى منطقة الشرق الأوسط فى الفترة من ٢٠٠٩ حتى ٢٠١٣، فيما كانت السفارة الأمريكية بالقاهرة نعته أمس الأول.

وكان الدكتور زويل، الذى وافته المنية الثلاثاء الماضي، ضمن مجلس مستشاري العلوم والتكنولوجيا التابع للبيت الأبيض، الذي يضم ٢٠ عالمًا مرموقا في عدد من المجالات، وكان البيت الأبيض وصفه بأنه شخصية علمية متميزة وتتمتع بدرجة عالية من الاحترام على مستوى العالم، وأن هذا ليس فقط بسبب عبقريته العلمية، وإنما لأنه يمثل صوت العقل في منطقة الشرق الأوسط.

نرشح لك

[ads1]