الحياة اليومية في برلين من خلال تطبيق رقمي بالعربية

دويتشه-فيله-المحتوي

طور أربعة طلاب عرب يدرسون بالجامعة التقنية في برلين تطبيقا رقميا باللغة العربية عن برلين، يشمل عناوين وفهرسات للعديد من المؤسسات والمكاتب والمحلات الخدماتية المفيدة للزائر وللمقيم العربي بالعاصمة الألمانية.

” نحن أربعة طلاب ندرس بالجامعة التقنية ببرلين. أردنا أن نطور تطبيقا يلبي حاجيات المواطن العربي في برلين”. هكذا بدأ الطالب التونسي يقص علينا نشأة فكرة المبادرة، وأوضح قائلا: “يتألف التطبيق الرقمي من عناوين متنوعة ، تشمل قطاعات الثقافة والاجتماع وفهرسا خاصا بالعيادات الطبية ومكاتب المحامين الناطقين بالعربية، إلى جانب عناوين لنواد عربية وكنائس ومساجد يقصدها العرب في المدينة”. محمد العثماني (29) ورفاقه المشاركون في هذا المشروع يدرسون بالجامعة التقنية في برلين.

كان هدفهم منذ البداية إبداع تطبيق باللغتين العربية والألمانية يمكن من خلاله تقديم خدمات رقمية عبر الشبكة العنكبوتية بالاستعانة بالهواتف الذكية التي باتت اليوم، كما يقول محمد، في متناول الجميع. ويضيف محمد: “إن التطبيق الذي نوفره حاليا مجانا لمستعملي الهواتف الذكية يتيح قراءة الصحف والمجلات العربية الصادرة في برلين دون عناء عبر هواتفهم الحديثة”. كان الطالب محمد، يقص علينا بحماس كبير كيف تبلورت الفكرة حتى أصبح مشروعا ملموسا، مؤكدا إمكانية استعمال التطبيق من جهة والتطلع بشكل سهل على مختلف العناوين والمواقع الموجودة بداخله من جهة أخرى.

“لم تكن غايتنا من خلال المشروع تسويق الفكرة والوصول إلى المال بقدر ما كان الهدف تقديم خدمة رقمية حديثة للجالية العربية في برلين. لقد لاحظنا وجود تطبيقات في برلين بلغات أخرى كالتركية والإيطالية، عدا باللغة العربية. حافز اللغة لعب دورا جوهريا في تطوير هذا البرنامج”. ثم يضيف وهو يحدق بعينيه السوداويتين الثاقبتين على شاشة هاتفه الذكي ليقول:” هذا هو التطبيق الذي بات اليوم مشهورا على الصعيد البرليني من قبل العديد من العرب ولكل من له علاقة بالثقافة العربية.”

تطبيق رقمي من أجل اندماج أفضل

لا يرى الشاب أمير المتلاوي البالغ من العمر 30 فإن: “هذا التطبيق هو ثراء رقمي للحياة العربية في برلين, فمن خلاله يتسنى لكل عربي أو ألماني الوصول إلى كل ما يطمح إليه من أخبار وفعاليات ومطاعم عربية…”K وأضاف أن منتوجهم الرقمي يشكل خدمة متميزة للمواطن العربي، وأن النجاح الذي لقيه عملهم من لدن سكان المدينة، يعكس الرغبة الجامحة للعرب ولغيرهم من سكان المدينة في الحفاظ على ثقافته العربية التي تمثل إثراء للمجتمع الألماني.

من جهته اعتبر الطالب أن “غايتنا من التطبيق أيضا هو أن يتعرف المواطن البرليني خصوصا والألماني عموما على الحياة العربية من خلال التطبيق . ونحن كطلبة عرب مطالبون عبر تطويرنا لهذا البرنامج الرقمي أن نكون همزة وصل بين الثقافة العربية والألمانية.”

كان صدى الجمهور العربي لهذه الخدمة الرقمية إيجابيا، إذ أن الضيوف العرب، عراقيين وسوريين، باتوا اليوم يستغلون هذه الخدمة لقضاء مآربهم اليومية ، خصوصا بعد انتشار خبره في المحيط العربي.

0,,19443904_401,00

محمد العثماني: لم تكن غايتنا من خلال المشروع تسويق الفكرة والوصول إلى المال بقدر ما كان الهدف تقديم خدمة رقمية حديثة للجالية العربية في برلين.

نجاح وتألق

ويؤكد مبتغى أمير على احتمال نشر المشروع في مدن ألمانية أخرى مثل هامبورغ وكولونيا وميونيخ، حيث يلاحظ قائلا:”بداية كان هدفنا يقتصر على برلين وحياة العرب فيها، أما اليوم فنحن نفكر في توسيع مساحة عملنا بالتعاون مع طلاب آخرين من مدن ألمانية أخرى”. ويضيف أمير أن بعض الشركات الألمانية في مجال العقار مثلا تود عبر التطبيق العربي عرض منتوجها للعرب، وكذلك الأمر بالنسبة للمطاعم ومدارس اللغة الألمانية ومكاتب المحامين ونوادي الاندماج.

ورغم هذه النجاحات يلاحظ المتحدث أن الأمر أصبح يتطلب مزيدا من الوقت من أجل إدماج تقنيات حديثة تعمل على استقبال وإدماج المعلومات المتزايدة بانتظام بطريقة آلية، فضلا عن تطوير برمجيات أخرى، حتى يبقى التطبيق حديثا ومواكبا للتطورات التقنية السريعة.”

نرشح لك

[ads1]