وليد رشاد يكتب: جايين السوبر ليه؟! هو انتوا كسبتوا ايه؟!

أحب أن أسجل وجهة نظري قبل ساعات من مباراة نهائي كأس مصر بين الأهلي والزمالك لأنني أعتقد أنه في حال فوز الأهلي بنهائي الكأس وجمعه بين بطولتي الدوري والكأس (رؤية شخصية بحتة) فإنه يجب أن يفوز أيضاً بالتبعية بلقب السوبر ولا داعي لإقامة المباراة أصلاً، وبالمناسبة كان هذا هو نفس رأيي العام الماضي حتى لا يفهم أحد المقال على أنه تطاول على الزمالك أو رغبة في حرمانه من حقه في المشاركة. لأن الهدف من بطولة السوبر هو تكريم بطلي الدوري والكأس بإهدائهم فرصة الحصول على بطولة سهلة من مباراة واحدة فقط، وبالطبع لا يمكن أن نغفل الهدف التجاري والتسويقي من تنظيم مباراة استعراضية بين بطلي الدوري والكأس، وقد يكون الهدف منها أيضاً حسم الصراع الكلاسيكي بين بطلي الدوري والكأس حول من الأفضل؟! حيث يروج كل طرف دائماً لصعوبة حصوله على بطولته لأن بطل الدوري يرى أنه لا بطولة إلا الدوري، والتي يحصل عليها بعد شهور من المعاناة واللعب تحت ضغوط مع ضرورة الحفاظ على المستوى وتوافر البديل الجيد والأهم الصبر موسم كامل، بينما يرى بطل الكأس أنه يكفيه فخراً تجاوزه مفاجآت الكأس ونجاحه في عبور مطباتها المختلفة، وكذلك يرى أن مشواره عبارة عن مباريات صعبة ومكثفة مع أندية جريئة لديها طموح الفوز وتطمع في خطف البطولة السهلة (بخلاف الدوري الذي يعلم الجميع أنه بطولة النفس الطويل وبطولة صعبة على الأندية الصغيرة والمتوسطة والتي تستسلم فيها مبكراً جداً)، وأرى أن الفارق بين بطل الدوري وبطل الكأس هو نفس الفارق في الرياضات النزالية بين من يفوز بتجميع النقاط ومن يفوز بالضربة القاضية الخاطفة، ومما سبق يتضح أن تلك الأهداف من الصعب تحقيقها في حال حصول نادٍ واحدٍ على الدوري والكأس كما حدث العام الماضي مع الزمالك وما قد يحدث هذا العام إذا فاز الأهلي بالكأس.

الغريب أن الزمالك لم يفز على الأهلي مطلقاً في كأس السوبر المصري وخسر اللقاءات الأربعة التي خاضها ضد الأهلي في البطولة حينما كان بطل الدوري موسم (2002-2003) أو بطل الكأس موسمي (2007-2008)، (2013-2014) أو حتى بطل الدوري والكأس معاً موسم (2014-2015)، ففي عام (2003) كان الزمالك بطل الدوري وخسر من الأهلي بضربات الترجيح (1-3)، ثم خسر حينما كان بطلاً للكأس موسم (2007-2008) بهدفي “أحمد حسن”، “معتز إينو”، ثم خسر أيضاً حينما كان بطلاً للكأس في موسم (2013-2014) بضربات الترجيح (4-5)، وأخيراً خسر السوبر الأخير (2-3) حينما كان بطلاً للدوري والكأس معاً في موسم (2014-2015) وسجل للزمالك “عمر جابر”، “محمود كهربا” وسجل للأهلي “عبد الله السعيد” هدفين، و”مؤمن زكريا”. لدرجة أن “حسام حسن” وشقيقه “إبراهيم” خسرا كأس السوبر كلاعبين مع الزمالك أمام الأهلي بضربات الترجيح (1-3) عام (2003)، وخسرا نفس البطولة بعد أكثر من 10 أعوام ولكن كمدربين أمام الأهلي بضربات الترجيح أيضاً (4-5)، حينما نجح رئيس نادي الزمالك المستشار “مرتضى منصور” في شراء أفضل لاعبي الدوري المصري وتكوين فريق ذهبي للزمالك، فاز بعدها بالدوري والكأس ولكنه أخفق في مباراته الرسمية الأولى أمام الأهلي في كأس السوبر عام (2014) بقيادة التوأم.

ويبقى أن نعرف أن الزمالك لم يفز بكأس السوبر سوى في المرة الأولى أمام غزل المحلة ثم الثانية أمام المقاولين العرب في الوقت الذي تعمد فيه الأهلي الاعتذار عن المشاركة في البطولة، ومنذ بدأ الأهلي الاشتراك في البطولة ولم ينسحب منها حقق البطولة تسع مرات كادت أن تكون متتالية لولا الكأس الذي خطفه حرس الحدود من الأهلي عام (2009).

وأخيراً فإنني أرى أنه في حال فوز الأهلي بكأس مصر وفي ظل إصرار اتحاد الكرة على أداء مباراة السوبر تحت أي ظروف لأسباب تجارية بحتة (وبالمناسبة ليس لتلك الأسباب أي علاقة بقواعد التنافس الرياضي المحترم)، وقتها سوف يكون من حق جماهير الأهلي أن تخاطب جماهير الزمالك بهتاف “جايين السوبر ليه؟! هو إنتوا كسبتوا إيه؟!!” وهو نفس هتاف جماهير الزمالك في إستاد “هزاع بن زايد” في الإمارات قبل بداية مباراة السوبر العام الماضي، وقد كانت جماهير الزمالك وقتها محقة في هتافها ولذلك أرى أن جماهير الأهلي سوف يكون أيضاً من حقها تكرار نفس الهتاف.

وليس من المنطقي (في حال فوز الزمالك بمباراة السوبر إذا خسر نهائي الكأس) أن تفرح جماهيره بمجرد حصد بطولة تافهة عبارة عن مباراة واحدة فلا يوجد أي بطولة محترمة تتكون من مباراة يتيمة يمكن أن يفوز بها وصيف الدوري والكأس، ولذلك فإن الفرحة الساذجة والمبالغ فيها التي اجتاحت جماهير الأهلي العام الماضي بعد الفوز بكأس السوبر كان الهدف منها (في الغالب) التغطية على فشل الأهلي الذريع العام الماضي وخروجه صفر اليدين من الموسم الكروي بلا دوري أو كأس أو حتى بطولة الكونفيدرالية، وبصراحة كان السؤال وقتها منطقياً جداً “جايين السوبر ليه؟! هو إنتوا كسبتوا إيه؟!”

نرشح لك

وليد رشاد يكتب: “محمد رمضان” واللامبورجيني والرولز رويس

[ads1]