نقلا عن المصري اليوم
فى السنوات القليلة الماضية .. اعتادت ريو دى جانيرو مشاهد التوتر والإضطراب والخوف والإرتباك والغضب .. حتى أن بعضهم كانوا بين الحين والآخر أثناء المظاهرات يرفعون لافتة كتبوا فوقها .. أهلا بكم فى الجحيم بدلا من أهلا بكم فى ريو ..
وعادت الصحافة الصينية منذ أول أمس تنشر هذه العبارة أو ترفع هذه اللافتة بعد أن كاد ستة صحفيين صينيين يموتون قبل افتتاح الدورة الأوليمبية فى ريو .. ففى منطقة مارى فافيلا فى شمال ريو دى جانيرو .. كان هؤلاء الصحفيون الصينيون يستقلون الأوتوبيس الخاص بهم عائدين للقرية الأوليمبية بعد أن كانوا فى المطار لتغطية وصول المنتخب الصينى لكرة السلة ..
وفجأة يتوقف الأوتوبيس فى الشارع وسط تبادل إطلاق النيران بين بعض أفراد العصابات .. وسقط ستة مواطنين برازيليين عاديين قتلى نتيجة هذا الرصاص ولم يصب أى صحفى صينى بأى أذى جسدى لكنه من الممكن تخيل مشاعر وأحوال هؤلاء الصحفيين النفسية بعد أن شاهدوا بأنفسهم الدم والموت فى الشوارع وسقوط القتلى حولهم وأمامهم .. وأن هؤلاء مضطرون لمواصلة أعمالهم ومشاويرهم التى تفرضها عليهم مهنتهم .. وهو ما يجعلنى الآن أتوجه بتحية الإعزاز والتقدير والشكر والإمتنان لأبناء المهنة وكل صحفى وصحفية الآن فى ريو لتغطية وقائع ونقل حكايات دورة الألعاب الأوليمبية ..
فهؤلاء الصحفيون هم البعثة الوحيدة فى ريو المضطهدة دائمة والمظلومة والمنسية أيضا .. فكل الناس يحتاجون لهؤلاء الصحفيين لمعرفة ما الذى يجرى أو جرى ولماذا وكيف جرى .. وينشغل الناس بمن فاز أو خسر من اللاعبين والنجوم .. والإنتقاد أو التصفيق للجنة المنظمة ورجال الأمن ومسئولى البعثات الرياضية الذين أجادوا أو اخفقوا .. ولا أحد سيتذكر هؤلاء الذين فى الملاعب والشوارع ينقلون كل ذلك للعالم مهما كان التعب أو الخوف أو القلق ..
فهناك صحفى صينى آخر تمت سرقة حقيبته وفيها التليفون والكاميرا والكمبيوتر بينما كان يحاول حماية أحد اللاعبين من واقعة سرقة بالإكراه ..
وهناك زملائى الصحفيون المصريون الذين قضوا أيامهم الأولى فى ريو دون فنادق وترتيبات إقامة ورغم ذلك حرصوا على القيام بواجبات مهنتهم رغم كل معاناتهم ..
وهناك الزملاء فى النيويورك تايمز الذين فوجئوا بلاعبات فريق التجديف الأمريكى يسخرون منهم لأنهم كتبوا فى جريدتهم عن سوء أحوال الحياة والعمل فى ريو ..
ووقائع أخرى تعرض لها الصحفيون من اعتداء إلى تهديد أو سرقة مسلحة أو عذاب فى التنقل أو الإقامة وممنوعات ومحظورات .. لدرجة أن الهيئات الصحفية الدولية اضطرت لتحذير كل الصحفيين من أمور كثيرة جدا وأعادت تذكير الصحفيين بالإنتباه حتى لا يتعرضون لما جرى أثناء مونديال الكرة البرازيلى قبل عامين حين جرى الإعتداء على بعضهم أو القبض على بعض آخر لأنهم قاموا بتغطية المظاهرات الغاضبة فى ريو دى جانيرو ..
وانتهى المونديال وتحدث الناس عن الذى فاز وخسر دون أن يتذكر هؤلاء المقبوض أو المعتدى عليهم من الصحفيين .. وهو ما قد يحدث من جديد أثناء الدورة الأوليمبية الحالية .. ولا أحد سيتذكر هؤلاء الصحفيين أو يوجه لهم حتى كلمة شكر واحدة.
نرشح لك
[ads1]