ما أعتقدش إنك ممكن بـ سهولة تلاقي فيلم مرتبك ومشوش زي فيلم “المصير”.
في تقديري الشخصي إن يوسف شاهين كان بـ يبدع ويتألق لما يبقى فيه سيناريست يسوق الحكاية، ويخلي لها عمود فقري، بـ عكس لما هو كان بـ يسوق، أو لما فترة ما كان بـ يساعد في السواقة خالد يوسف، هنا بـ يبتدي الـ … مش عايز أقول العك، بس مش لاقي كلمة تانية.
في “عبد الناصر صلاح الدين” (بـ غض النظر عن التاريخ) مكنش مشروع شاهين أصلا، في “باب الحديد” كان فيه عبد الحي أديب، في “الأرض” كان فيه حسن فؤاد، في “عودة الابن الضال” كان فيه صلاح جاهين، في “إسكندرية ليه” كان فيه محسن زايد، وهو ده الفرق.
علشان ما نبقاش بـ نصدر أحكام في المطلق كده، خلينا نبص على الفيلم، وحاول تلاقي فكرة جنب أختها، أو مشهد جنب أخوه، ونبدأ من الفكرة اللي هي المفروض تكون المركزية: الإرهاب.
فيه خلط غريب في الفيلم بين الإرهاب والتصوف والدروشة، ودي سمة من سمات يوسف شاهين، اللي كان بـ يتعامل مع الشأن العام كده، مثلا في فيلم “هي فوضى” كانت مشكلته إنه خد وقت أثناء صناعة الفيلم عقبال ما يفهم الفرق بين وكيل النيابة والظابط، هو بـ يتعامل مع الحاجات، بـ منطق “الناس اللي جايين من الحتة دي” بـ صرف النظر إيه “الحتة دي”.
تعال نشوف مثلا الغنوة الأساسية اللي كان المتطرفين بـ يغنوها: “يا ربنا ليس لنا من أمرنا إلا السكوت”، أو نشوف تعاملات المتطرفين مع أمير الجماعة، كل دي ملامح تصوف واضحة، مالهاش علاقة خالص لا بـ التطرف ولا بـ الإرهاب، صح أو غلط، دي قصة تانية.
والصورة على بعضها، حتى إذا مفيش الخلط ده، بـ توصلنا لـ الصورة الحكومية التسعيناتية البائسة عن الإرهاب والتطرف، شوية شباب فقرا مضحوك عليهم من ناس عايزين خراب البلد وممولين من الخارج، لازم حكاية ممولين من الخارج دي، تحس كـ إن الفيلم معمول علشان يتعرض على القناة الأولى وقتها، أيام ما كان التلفزيون قناتين.
الشيخ رياض، اللي بـ يغذي الجماعات المتطرفة (أحمد فؤاد سليم) هو عميل لـ الأسبان، عميل وش، مش بس بـ يخدم عليهم، ولا بـ يصب في مصلحتهم، لأ ده بـ يتلقى منهم أوامر، وفيه بينهم مكاتبات سرية، فـ الإرهاب هو مؤامرة خارجية على الشباب الساذج اللي مش بـ يرقص ولا بـ يقرا ابن رشد المعتدل!
الصورة دي أنا بـ أعتبرها مسئولة بـ شكل ما عن استفحال التطرف والإرهاب لـ الحد اللي وصلناله دلوقتي، لـ إنها تعامت عن أصل المشكلة، وهي إن “الدودة في أصل الشجرة”، تقسيم الحكاية لـ شيوخ متطرفين متآمرين، في مواجهة شيوخ معتدلين بـ يحبوا الحياة، ما خدمتش غير جهة واحدة طول الوقت هي الأزهر.
علشان كده ما تستغربش خالص لما تلاقي الأزهر في فيلم “المصير” هو اللي حمى كتب ابن رشد، مع إن الأزهر وقتها كان شيعي أصلا، وده محصلش خالص، لكن هل كانت مصادفة؟
لما سألت خالد يوسف وقتها: ليه خليتوا الأزهر هو اللي حمى “الفكر المستنير”، وجبتوها منين، كان رده: أنا عارف إن ده ماحصلش، بس اعتبرها شوفينية مني.
أيوه يعني إنت عايز تتعصب لـ مصر، فـ اعتبرت إن مصر هي الأزهر؟ اللي هو المعتدل المستنير؟ طب والنتيجة كانت إيه؟ والاعتماد على الأزهر جاب إيه غير اللي حضرتك شايفه دلوقتي؟
رد إنت يا حسين
نرشح لك
مؤمن المحمدي يكتب : ألف مشهد ومشهد (74) أونكل ابن رشد
[ads1]