رغم تعدد لقاءات الأهلي والزمالك فى مسابقة كأس مصر حيث التقوا 30 مرة فاز الاهلى فى 16 والزمالك فى 9 وتعادلوا فى 5 ، وكانت الاهم بالطبع لقاءاتهم فى نهائى البطولة وهى 19 مباراة نهائية تعادلوا فى 3 وفاز الاهلى فى 9 والزمالك فى 7، ورغم كذلك ان الكثيرين لا يمكن ان ينسوا نهائى الكأس التاريخى موسم (2006-2007) والذى فاز فيه الاهلى بعد وقت اضافى (4-3)، بل يعتبره البعض من اكثر المباريات النهائية لكأس مصر اثارة وربما يعتقدون انها امتع ديربى بين الاهلى والزمالك حيث ذهبت المباراة وعادت بين الفريقين سبعة مرات، الا اننى بشكل شخصى لا يمكن ان انسى اطلاقاً المباراة التاريخية فى دور الثمانية لكأس مصر فى صيف عام 1985 بين الاهلى والزمالك، واعتبرها واحدة (ان لم تكن اهم اللقاءات بين الفريقين) سواء من حيث الظروف التى احاطت بها او فى احداث المباراة نفسها او الاجواء الشخصية التى صاحبت تلك المباراة.
فقد ظهر ادراكى مبكراً لكرة القدم عام 1984 وكان سنى سبع سنوات فقط، وقد اكون شاهدت مباريات متقطعة قبل 84 ولكنى لا اتذكرها ولذلك فانى اؤرخ لتاريخى مع متابعة الكرة بداية من عام 1984، على مستوى المنتخب الوطنى اذكر جيداً مباراتنا مع نيجيريا فى الدور قبل النهائى لبطولة الامم الافريقية فى كوت دى فوار وكيف تعادلت نيجيريا بعد ان تقدمنا بهدفين، فقد احتسب الحكم ضربة جزاء ظالمة ضد مصر وبعدها خسرنا فى ضربات الترجيح، وكذلك اذكر اوليمبياد لوس انجلوس ومبارياتنا الاربعة بها حتى خسرنا فى دور الثمانية امام فرنسا (0-2).
اما على مستوى الاندية فقد تحولت وقتها لزملكاوى بعد فترة من الهزار والتأرجح بين الكبيرين لكسب الحلويات والرضا من اقاربى الزملكاوية والاهلاوية معاً !! ربما اكون شجعت الزمالك عنداً فى شقيقى الاكبر الاهلاوى المتعصب وقتها، وربما لانى كنت استفز من حظ الاهلى وانتصاراته فى اللحظات الاخيرة وكنت اعتبرها نوع من سرقة مجهود الفرق الاخرى، وشهدت فى تلك الفترة بداية تألق الزمالك فى بطولة الاندية الافريقية ومباراته التاريخية مع جيت الجزائرى، وكذلك هدف “ايمن يونس” فى المباراة التى فاز الزمالك فيها على الاهلى (1-0) فى الدورى موسم (83-84).
وكانت دائماً مباراة القمة فى منزلنا اشبه بالمعركة الحربية بينى وبين شقيقى، وكانت والدتى (رحمة الله عليها) تستعد لهذا اليوم بطريقة خاصة، لانها كانت تشعر بالشفقة تجاهى خاصة عندما ابكى بحرقة بعد خسارة الزمالك، فهى كانت تتعاطف معى لاننى الاصغر ويزيد من تعاطفها معى ان انها ليست كروية ولكنها كانت تدرك جيداً ان الزمالك لا يحقق نفس عدد انتصارات الاهلى!!
ولا انسى ان مباراة اغسطس 1985 كانت لها ظروف خاصة فقد علمنا ان الاهلى تقريباً اهدر فرص الفوز مبكراً عندما قرر ان يخوضها بمجموعة من اللاعبين المغمورين امام عتاولة الزمالك، وقد كان وراء ذلك قصة طويلة واحداث متعاقبة اختلف الكثيرون فى تفسيرها وفق وجهة نظرهم، ولكن اغلب الروايات اجمعت على انه قبيل المباراة بايام نشب خلاف بين المدير الفنى للاهلى “محمود الجوهرى” ومجلس ادارة النادى برئاسة “صالح سليم” حول عودة اللاعب “محمد عباس”، حيث فضل “الجوهرى” اعطاءه فرصة اخرى بينما كان رأى الادارة ضرورة استبعاده اقراراً للمبادئ، وتطورت الاحداث بسرعة وتقدم “الجوهرى” باستقالته وقبلها مجلس الادارة فتضامن معه 16 من لاعبى الفريق الكبار وهم “شريف عبد المنعم”، “محمد عامر”، “حسام البدرى”، “مدحت رمضان”، “ماهر همام”، “خالد جاد الله”، “زكريا ناصف”، “مختار مختار”، “رمضان السيد”، “محمد حشيش”، “ضياء السيد”، “اسامة عرابى”، “هانى عبد اللطيف”، “ايمن شوقى”، “سمير فوزى”، “حمدى ابو راضى” وتدربوا جميعاً فى نادى الشمس مع المدرب المستقيل، واصدر الدوليون بياناً لتأييد مدربهم وزملائهم وهم “اكرامى”، “ثابت البطل”، “احمد شوبير”، “ربيع ياسين”، “محمود صالح”، “مجدى عبد الغنى”، “علاء ميهوب”، “طاهر ابو زيد”، “مصطفى عبده”، “محمود الخطيب” وكانوا موجودين مع المنتخب فى المغرب لاداء مباراة العودة فى الجولة قبل الاخيرة لتصفيات افريقيا المؤهلة لكأس العالم بالمكسيك، واخيراً كان القرار التاريخى من الادارة بايقافهم جميعاً وخوض المباراة الهامة ضد الزمالك بمجموعة من لاعبى فريقى تحت 19 ،21 سنة، وبعد جلسة صلح وافق “الجوهرى” (رغماً عنه) ان يعود للتدريب على ان يضع الخطة والتشكيل لفريق الشباب.
وقد كان تشكيل الفريقين وحده كافياً لاضافة جو من الاثارة على المباراة وبث الطمأنينة لدى ومعى كل جماهير الزمالك وبث الرعب لدى شقيقى ومعه كل جماهير الاهلى، فقد ضم تشكيل الاهلى حارس المرمى “احمد شوبير” (رقم ثلاثة فى الترتيب وقتها والوحيد من الدوليين)، وفى الدفاع “علاء عبد الصادق”، “احمد جمال”، “ضياء عبد الصمد”، “محمد سعد”، وفى الوسط “بدر رجب”، “حمادة مرزوق”، “محمد السيد”، “محمد عبد العزيز” وفى الهجوم “حسام حسن”، “شمس حامد”، وفي المقابل ضم تشكيل الزمالك في حراسة المرمى “ناصر عبد اللطيف”، وفى الدفاع “محمد صلاح”، “هشام يكن”، “سعيد الجدي”، “بدر حامد”، وفى الوسط “فاروق جعفر”، “أحمد عبد الحليم”، “أشرف قاسم”، وفى الهجوم “طارق يحيى”، “أيمن يونس”، “كوارشى” وغاب عن الزمالك للاصابة “عادل المأمور”، “ابراهيم يوسف”.
وبالحاسة السادسة للام ادركت والدتى انها امام يوم عصيب لدرجة انى اذكر انها اصرت بعد تصاعد احداث المباراة ان يشاهدها كلاً منا فى غرفة منفصلة، خاصة اننى كنت غير مصدقاً ما اراه عندما باغت هولاء المغمورين الجميع وسجل “حمادة مرزوق” فى الدقيقة الثالثة، ووسط الاحتفالات الاهلاوية الصاخبة سجل “فاروق جعفر” التعادل للزمالك ولكن اشبال الاهلى صمدوا، وعادوا ليتقدموا في الدقيقة 56 بهدف “محمد السيد” ثم عادل “كوارشي” النتيجة فى الدقيقة 65، واحتكم الفريقان للوقت الاضافى الذى كان اقصى طموح الاهلاوية وقتها، ولكن المفاجأة ان البديل “طارق خليل” سجل هدفاً ثالثاً للاهلى فى الدقيقة 5 من الشوط الثالث، وكاد الزمالك ان يتعادل بعد ثلاث دقائق لكن “شوبير” انقذ ركلة جزاء سددها “سعيد الجدي”.
وانتهت المباراة العصيبة بفوز الاهلى واصابنى منذ يومها (وربما حتوليد رشاد يكتب: جايين السوبر ليه؟! هو إنتوا كسبتوا إيه؟!ى الان !!) مزيج من الحزن والذهول وعدم التصديق فلا استطيع ان انسى احداث تلك المباراة التى ترسخت فى ذاكرتى كواحدة من اسوء هزائم الزمالك امام الاهلى، والطريف ان معظم اللاعبين اصحاب انتصار الاهلى دخلوا فى دائرة النسيان ولم يبق منهم سوى “علاء عبد الصادق”، “بدر رجب”، “طارق خليل” كاسماء غير مستقرة فى تاريخ الكرة المصرية، ولم يدخل منهم التاريخ الا العميد “حسام حسن” !!!!
نرشح لك
وليد رشاد يكتب: جايين السوبر ليه؟! هو إنتوا كسبتوا إيه؟!
[ads1]