هبة محمد علي – عبد الحافظ حمدي
في أول ظهور له على خشبة المسرح، قدم الشاعر أحمد شبكة العديد من قصائده خصوصا التي صدرت ضمن ديوانه الأخير “كلام بالوقة” بمصاحبة المطرب محمد صقر وفرقة “تربيعة” وبمشاركة المطربين محمود بدراوي وإسلام فهمي، وذلك على هامش معرض الكتاب المقام في ساقية الصاوي وبدعوة من الناشر سيد شعبان مؤسس دار تشكيل للنشر والتوزيع.
إعلام دوت أورج يقدم لكم قصة مصورة تلخص ما جاء في الحفل منذ الدقيقة الأولى حتى اللحظات الأخيرة.
فى كواليس الحفل وقبل دقائق من بدايته اختار الشاعر أحمد شبكة ركنا هادئا من أركان الساقية المطلة على نيل القاهرة ليسترجع أبيات شعره التي سيلقيها في الحفل بعد قليل، مبتعدا عن الصخب ومستعينا بالموبايل في المراجعة النهائية.. الورقة والقلم كانا أدوات شبكة للتذكرة، لكن الـ تي-شيرت الذي أهداه له أحد معجبيه والمطبوع في منتصفه اسم ديوانه “كلام بالوقة” كان خير محفز على صناعة ليلة مختلفة وليس مجرد حفل توقيع ديوان، لذا أبقاه شبكة معه واصطحبه معه على المسرح.
الليلة إسكندرانية بامتياز، ورائحة هواء بحر إسكندرية ممزوجا بأغاني سيد درويش كان حاضرا بقوة في الحفل، لذلك كان من الطبيعي أن يرحب الشاعر الإسكندراني المهموم بهوية المحروسة بضيوفه بأحب القصائد إلى قلبه والتي تعبر عن تجربته الأولى ونزوله من الأسكندرية إلى القاهرة لإلقاء الشعر (إسكندراني لو إن الكلمة مهروسة.. اسكندراني وجايلك مدد يا محروسة.. في الإيد دي بيرم وإيدي الثانية شيخ درويش.. وكلام في قلبي نطق أطلقني عايز أعيش)..
أحمد خليل شاب صغير السن جلس في الصفوف الأمامية للحفل، عرّف نفسه لي بأنه كاتب رواية مبتدئ يلقى الدعم والتشجيع من (عم أحمد شبكة) كما يفضل أن يسميه، السعادة البادية على وجهه ليس سببها بالطبع حواره معي، لكن كلمات الإطراء والحب التي كان يصفه بها شبكة على المسرح كانت هي السبب الرئيسي في لمعة عينيه… أحمد خليل هو صاحب مفاجأة الـ تي-شيرت الذي أسعد شبكة وأسعد جمهوره أيضا.
ساحة المزيكا المستقلة مزدحمة بالوجوه الشابة التي يحمل بعضها موهبة من طراز فريد، إسلام فهمي أحد تلك الوجوه، فطريقته في أداء أغنياته المليئة بالغزل بطريقة طربية في خلفيتها إيقاعات وتوزيعات موسيقية مختلفة، تجعل مما يقدمه تركيبة سماعية مختلفة أسرت كل الحضور.
“أحمر يا شال متشال على كتافها، تسبي عيون الحر إن شافها” كلمات يعرفها شبكة جيدا ويحفظها عن ظهر قلب لأنه هو من ألفها، لكن يبدو أن لها بصوت إسلام فهمي وقع مختلف.
ليس من الضروري أن تكون القصائد تعبر عن تجربة واقعية للشاعر، ولكنها تبدو أكثر صدقا وحميمية عندما تكون كذلك، قصيدة جندي مجند كتبها شبكة لابنه أثناء قضائه فترة خدمتة العسكرية، تأثره بها على المسرح يشعر المستمع أن الابن لا يزال في الطريق إلى وحدته (كبر الولد واستوى وطلع له تفاحة.. والصوت بقى له شنب بس العيون واحة.. وزمانه واقف مزنهر عرقه بالل ريق.. كل اللي شايفه وشايفه للسلامة طريق.. جندى مجند وصالب طول وشبه البدر.. يا شمس لو ناوية تقسي اقسي بالراحة)..
إلقاء قصيدة جندي مجند كان مختلفا، ليس فقط للأسباب التي تم ذكرها في التعليق على الصورة السابقة، ولكن أيضا لأن شبكة أداها ملحنة بمصاحبة فريق التربيعة الذي عزف له موسيقى زادت من شجون الحضور، شبكة اعتبر نفسه بعد إلقاء القصيدة مطربا، حيث مازح الحضور بأنه (طالع بمنظرين في الحفلة دي).
المقاعد الخاوية المتناثرة في القاعة هنا وهناك كانت بهذا الشكل في العشر دقائق الأولى من الحفل، لكن جرب عزيزي القارئ أن تجلس على إحداهم وسيفاجئك صاحب المقعد المجاور بأنها محجوزة لصديق قادم في الطريق أو يبحث لسيارته عن (ركنة) الأمر ثبت صحته قبل نهاية الربع الأول من الحفل، حيث امتلأت القاعة بالحضور، وفضل البعض متابعة الحفل واقفا على بوابات القاعة هربا من الزحام ومن حرارة الجو أيضا.
(تربيعة باند) فريق مختلف جدا وصفهم شبكة بأنهم (عفاريت غنا) ومنح كل واحد من أعضائه الستة وصفا خاصا به، ( الرغاي الصامت.. صاحب أشيك دقن في مصر.. الدكتور اللي بيبنج مرضاه بالكامنجا)، كانت تلك بعض صفات شبكة التي أطلقها على الفريق، والتي أبهجت الحضور، لكن البهجة الحقيقية في التفويض الشفهي الذي أعطاهم إياه ( اللي يعجبكوا من كلامي غنوه)..
أعضاء فريق تربيعة والسيجارة قاسم مشترك في السلطنة
محمود بدراوي مسك ختام للحفلة و”الرزق يحب الخفية”
الديوان صمم غلافه وليد طاهر، وهو الثالث لـ شبكة بعد ديواني (عصير قصب) 2014، و(شيش دو) 2015، والديوان يحمل عنوانا فرعيا هو (توثيق الحلم) ويجلس في الركن الخاص بدار نشر تشكيل داخل الساقية في انتظار الموقعين.
كانت الغلبة للفتيات في الحفل وبالتالي من الطبيعي أن يحاط شبكة بمجموعة كبيرة من الجنس اللطيف بعد انتهاء فعاليات اليوم طلبا لتوقيعه على نسخة من ديوانه “كلام بالوقة”.
نرشح لك
أحمد شبكة.. الإسكندراني المهموم بهوية المحروسة
[ads1]