علي طريقة لا تخرج قبل ان تقول سبحان الله طالعتنا أمس مواقع (الترافيك) بعناوين من العيار الثقيل و كأنهم علي صلة بعفاريت الست ريهام او الاستاذ جامايكا اشهر عفريت فى الوسط الفنى عن الوصية الأخيرة فى حياة سيدة الشاشة و أخر اللحظات فى حياتها و أخر كلماتها ( باختصار مواقع بنت جنيه).
كان التخبط واضحا منذ إنطلاق خبر رحيل سيدة الشاشه فاتن حمامة، حيث اطلت علينا المواقع إياها ما بين مؤكدا للخبر و نافيا له، فلا الذي أكد الخبر ذكر مصادره ولا الذي نفى اعتمد على مصادر موجودة داخل منزل فاتن حمامة فاستمر التخبط لمدة ساعتين على الأقل، والهدف طبعا حصد أكبر عدد من القراءات في أقل وقت ممكن ولتذهب الحقيقة إلى الجحيم .
اللافت هنا أنه بعد دقائق من تأكيد خبر الوفاة الحزين، انطلق سيل أخر من الأخبار و”الروابط” أي اللينكات بلغة “الترافيك”، أخبار من نوعية “اللحظات الأخيرة في حياة سيدة القصر” أو” أخر وصية لفاتن حمامة” ، أي أنه خلال أقل من ساعة على تأكيد الخبر رسميا كانت كل هذه المعلومات متاحة أمام جميع المواقع رغم أن تلك المواقع هي التي لم تكن متأكدة من خبر الوفاة الذي هو أصل كل الأخبار التالية له.
أما المضمون فيثير الغيظ أكثر من العنوان، لأنك بمجرد أن تضغط على اللينك تشعر وأن أحدهم قال لك “عليك واحد”، فلا يوجد إنفراد ولا وصية ولا يحزنون، من يحزنون هم فقط جمهور فاتن حمامة الذي يبحث عن أي جديد يخصها فيقع في مثل هذه المقالب من مواقع الترافيك.
على سبيل المثال، يقول موقع : فاتن حمامة أوصت بعدم اقامة عزاء لها، فيأخذ موقع أخر الخبر تحت عنوان : الوصية الأخيرة لفاتن حمامة، فيشعر القارئ أن هناك معلومة جديدة وعندما يدخل للخبر يكتشف أن هو هو نفس الخبر الأول، لا حرف زاد ولا حرف نقص، فلا يجد أمامه سوى القول ..سعيكم مشكور وذنبكم يا أصحاب مواقع الترافيك غير مغفور.