1
في الصف الثالث الثانوي كنت أتابع بشغف برنامج “البيت بيتك”؛ التوك شو الأول في مصر والأهم تقريبا كان برنامج الدولة الذي يقدمه محمود سعد وتامر أمين وتعاقب عليهم الكثير من خيري رمضان إلى منى الشرقاوي والكثير ممن لا أتذكرهم، كان ظهور تامر أمين على التلفزيون كفيلا بأن يجعلني أذهب لأذاكر دروسي لذا أنا مدين بحصولي على مجموع عال لتامر أمين. في إحدى الحلقات عرض محمود سعد فيديو لنجاة الصغيرة وهي تغني لمجموعة من الشباب -غاب عنهم التركيز ولم يغب عن نجاة الإبداع- في إحدى الولايات الأمريكية، وكانت تغني على ما أذكر “ده قاللي في يوم يا حبيبتي خدي القمر.. وروحت معاه وما اداني إلا السهر” ، وبكى يومها محمود سعد وهو يخطب في رئيس الوزراء (أحمد نظيف حينها) أن يعيد نجاة إلى مصر ويعطيها عشرة أمثال ما تتقاضاه هناك لأنها ثروة قومية ولا يجب أن تستمر مصر في إهانة رموزها، ذهبت لأبي حينها وأخبرته فقال لي: ولا هيهتموا.. لو عندهم دم كانوا رجعوا سعاد حسني.
نرشح لك – رحاب خالد: نجاة ليست بطلة قصيدة “لا تكذبي”
٢
قام الكاتب الصحفي الراحل فكري أباظة بالكتابة عن نجاة وقال عنها “إنها الصغيرة التي تحتاج إلى رعاية حتى يشتد عودها، وفي حاجة إلى عناية حتى تكبر وهي محافظة لموهبتها، مبقية على نضارتها” وفي عام 1949 قدم محمد عبد الوهاب شكوى ضد حسني البابا والد نجاة لمنعها من الغناء في السن الصغيرة حفاظا على صوتها، تخيل مطربا يدخل الآن إلى قسم شرطة ليشكو والد فتاة ليمنعها من الغناء حفاظا على صوتها وتخيل ردة فعل الضابط حينها.. رد الفعل الذي جاء في رأسك هو سبب كاف لتتأكد أنها أصبحت أشلاء دولة بالفعل.
3
(لا تكذبي).. قالوا الكثير عن قصة هذه الأغنية، منها أن الشاعر كامل الشناوي كان معجباً بنجاة الصغير لكنها لم تبادله الإعجاب، بل وكانت على علاقة، حسب ما يزعم الكثيرون، بالكاتب يوسف إدريس، وإذا كان إعجاب الشناوي بنجاة ليس صعب التصديق، فإن ما يصعب تصديقه هو وجود تلك العلاقة بين نجاة ويوسف إدريس، إذ لا يوجد شيء واضح يؤكد ذلك، وقد شاهد الشناوي نجاة مع يوسف إدريس وهما يضحكان في عيد ميلادها فخرج غاضبا وقبل أن ينام اتصل بها قائلا (لا تكذبي إني رأيتكما.. إني سمعتكما.. عيناكِ في عينيه) فقالت له وهي تنهي المكالمة (حلوة هغنيها)، فكانت لا تكذبي.
4
احتفل جوجل منذ أيام بمولد الفنانة نجاة وتناست الدولة ممثلة في مؤسساتها الرسمية أن تذكرها، لن تتمالك نفسك وأنت ترى الصورة التي أرفقها جوجل لنجاة، كانت الصورة مقسمة إلى نجاة التي أحبها الملايين بشعرها الناعم وملامحها المصرية وصورة لها في أواسط العمر وصورة أخرى في عمرها الحالي والتي بدت فيه كهلة لكن ملامحها بها شيء تحبه.
5
عندما رحل خان قامت صحيفة القاهرة بعمل ملف كامل عنه مع أنه لو رأى هذا الملف عنه وهو في حياته للامس السحاب، هذا الملف الذي كتبه النقاد كثورة حب في خان تساءلت لماذا لم يكتب النقاد عن خان وهو حي يرزق ولماذا تهمل الدولة نجاة هل تنتظر مصر أن ترحل نجاة حتى تكرمها وتسكنها مكانتها؟، هل لنا أن نستظل بظل نجاة وهذا حق أصيل لنا ولها أن تظل في البلد التي غنت بها ولها؟، علينا أن نتوقف عن تذكر الراحلين فقط عند رحيلهم.. علينا أن نتحلى بقدر من الإنصاف وقدر من رد الجميل.
6
وفي يوم صحيت على صوت فرح بصيت من الشباك
زينـه وتهـاني وناس كتيـر دايـرين هنـا وهنـاك
شاورولي بإيديهم وقالولي عـقـبـالك
هللت من الفرحه . .. وسألت .. قالوا جارك .. حبيبك .. حبيبي اللى ساكن قصادي . . . وبحبه
7
كل سنة وإنت طيبة يا ست الكل.. وعاشت أنفاسك تلهم الدنيا حبا وحياة يا قيثارة الغناء العربي.
نرشح لك
[ads1]