حميدة أبو هميلة
بحياء بالغ قدمت مؤسسة “بي بي سي” العريقة نفسها للقارئ “الجديد”، حاولت أن تخطو الخطوات الأولي في لعبة “الترافيك”، تخلت عن وقارها قليلًا، وحافظت على جديتها وتجهمها، فلا أحد سينجو من موقعة “الترافيك”!
العنوان على موقعها الرسمي جاء هكذا: “خمسة أشياء قد لا تعرفها عن جلد المدون السعودي رائف بدوي”، لا تريد هيئة الإذاعة البرياطنية صاحبة التاريخ الطويل من المصداقية التي كادت ألا تشوبها شائبة أن تخدع قارئها بأي حال مع كل هذا، حيث تشير إلى أن النقاط الخمس “لاحظ خمس كتبت بالأحرف وليس 5″، قد لا يكون هو على علم، وقد يكون عليما بها أيضًا، فلم تتسرع مثلما يحدث غالبًا في وصف تلك النوعية من المعلومات، حيث لايتردد جنود “الترافيك” في القول:”10 معلومات لاتعرفها عن …”.
التقرير الذي بدا دسمًا ومهمًا، ويستحق اهتمامًا أكبر من المتابعين، يعاني أصحابه من أزمة الجدية والصرامة، ولا يعرفون ماذا يفعلون وسط هذا الكم الهائل من العناوين الخفيفة الجذابة التي يعرف أصاحابها كيف يأتون بالقارئ حيثما كان.
المؤسسة المهمة المحتارة والمغلوبة على أمرها لاتبدو بأفضل حال ربما مع كل تلك المنافسة، لكن أيضًا على رواد فن المعلومات “الحصرية” أن يرأفوا قليلًا بالقارئ الذي يتصادف أنه للأسف، يعرف أغلب المعلومات التي يتم تصنيفها على أنها نادرة، وحصرية، وتنشر لأول مرة.
صحافة المنوعات تدخل في كل أنواع الأخبار “ساسية وفنية، واقتصادية، وغيرها”، وانتشارها بهذا الشكل مؤخرًا يمثل نقل حقيقية للقارئ والمحرر معًا، ولكن يمكن وصف المعلومات المختارة بأوصاف أخرى حقيقية فليس من الطبيعي أن كل المعلومات سوف تذهل وتصدم القارئ، وتسبب له لوثة عقلية.. قليل من الدقة لن يضر أحدًا.
اقرأ أيضًا: