سما جابر
روت الكاتبة والناقدة الفنية ناهد صلاح تفاصيل وكواليس الكتاب التذكاري الذي تقدمه عن الفنانة الكبيرة شويكار، والصادر عن المهرجان القومي للسينما في دورته المقبلة، مُشيرة إلى أنها عندما قال لها المخرج سمير سيف إن المهرجان سيُكرّم شويكار، وطلب منها كتابًا يرصد مسيرتها الفنية، شعرت “صلاح” بالسعادة الشديدة، مُضيفة: “اكتشفت اني بحبها، فهي من أيقونات البهجة والفرح في السينما المصرية”.
ناهد صلاح أكدت في تصريح لـ إعلام دوت أورج أنها انبهرت بـ”شويكار” خلال لقائها معها والذي استمر أكثر من ثلاث ساعات متواصلة، لافتة إلى أنها كانت تنظر لها بنظرة أحادية، حيث تراها المرأة الحسناء والكوميديانة الرقيقة فقط، دون النظر للجانب العميق في شخصيتها، قائلة: “كنت أتعامل معها بمنطق السيدة البسيطة الساذجة، لكنها فاجئتني أنها ليست بسيطة على الإطلاق فهي ذكية وقوية وصاحبة إرادة صلبة وقادرة على التركيز في كل شيء ومراوغة أيضًا، فكانت تجيب على أسئلتي بأسئلة أخرى”.
أشارت “صلاح” إلى أنها سترصد خلال الكتاب مشوار شويكار الفني وأهم أدوارها، وتطورها من مرحلة تقديم الأدوار الكوميدية مع الفنان فؤاد المهندس، إلى تقديم الأدوار التي اتسمت بالنضج الفني كدورها في أفلام “الكرنك، السقا مات، بيت القاضي وطائر الليل الحزين”، مؤكدة أن الكتاب سيخرج بشكل غير تقليدي في تقديم شويكار، وعبارة عن “بورتريهات”، كل بورتريه سيصف جزء من شخصيتها، كما ستتحدث في الكتاب عن كواليس حوارها معها، وكيف استغلت شويكار ذكاءها في مراوغة ناهد صلاح في بعض الإجابات.
الناقدة الفنية أبدت إعجابها بشخصية الفنانة القديرة والتي لم تتوقع أنها بهذا القدر من التواضع، والعمق والثقافة أيضًا، حيث روت لها أنها قرأت الأدب الفرنسي بحكم دراستها الفرنسية، كما كانت تقرأ في شبابها لبعض الأدباء مثل نجيب محفوظ ويوسف إدريس ويوسف السباعي، ما عدا طه حسين التي لم تقرأ له سوى رواية “دعاء الكروان” نظرًا لصعوبة لغته عليها.
كما لفتت “ناهد” إلى أن عدد كبير من المعلومات المتداولة عن شويكار، معلومات خاطئة، مثل تاريخ ميلادها وعدد ابنائها، مؤكدة أن هناك استسهال من بعض الصحفيين في عدم التأكد من صحة هذه المعلومات بالرجوع لصاحبة الخبر نفسها.
وعن أخر أعمالها السينمائية، وهو فيلم “كلمني شكرًا” قالت شويكار في حوارها المطول مع ناهد صلاح: “أحببت المخرج خالد يوسف لأنه نشيط جدًا ووافقت على دوري في الفيلم بسببه، لكني شعرت بالغربة، فالأبطال من جيل مختلف تمامًا عن جيلي”.
وفي سياق حديثها عن الفن والفنانين واصلت “صلاح” حديثها لـ إعلام دوت أورج ، قائلة إنها وجهت لها سؤالًا حول تصريح انتشر على لسانها -شويكار- في الفترة الأخيرة وهو أن “الفنانين هيدخلوا الجنة حدف”، لترد عليها شويكار بالتأكيد على هذا التصريح، قائلة لها إن الفنانين تسبببوا في سعادة جمهورهم وتقديم الأعمال الفنية التي أمتعتهم، لذلك سيكونوا من أهل الجنة، كما أشارت إلى أن أكثر ما أثار استغرابها في هذا الجزء من الحوار هو حديثها عن المخرج محمد خان وتأكيدها أكثر من مرة على أنه من المخرجين الذين أمتعوا الجمهور بأعمالهم لذلك سيكون من أهل الجنة، لافتة إلى أن الحوار الذي أجرته معها كان قبل وفاة المخرج الراحل بثلاثة أيام فقط.
لفتت الكاتبة، إلى أن شويكار ذكرت أسماء بعض الفنانين والمخرجين الراحلين التي ترى فيهم أنهم أمتعوا الجمهور وقدموا لهم فن راقي، مثل عاطف الطيب، لكنها توقفت كثيرًا عند محمد خان، قائلة: “بذمتك واحد زي محمد خان ميدخلش الجنة حدف؟! ده عمل أفلام أسعدت الجمهور زي أحلام هند وكاميليا، وخرج ولم يعد، وسوبر ماركت… لأ محمد خان لازم يدخل الجنة حدف”.
في سياق أخر قالت الناقدة الفنية إنها تتمنى وجود العديد من الكتب التي تتناول مسيرة رواد الفن الكبار حتى يعرف الجمهور تأثير الفن على الحياة العامة وتاريخ بلدهم من خلال معرفة تاريخ الفن والفنانين، وحتى لا ينظر الناس للفن بنظرة سطحية، متمنية أن تكون هناك نسخ شعبية عن كتاب “شويكار” متاحة للمصريين وغير مقتصرة فقط على الصحفيين والنقاد.