كيف تصبح أيمن حفنى فى 10 خطوات!

محمد حمدى سلطان

أيًا كان انتماؤك الكروى ، أعتقد أنك لن تختلف معى كثيرًا فى أنه أفضل من يلمس الكرة الآن فى مصر ، فنحن لدينا ندرة فى المواهب العادية فما بالك بموهبة خارقة للطبيعة مثل الحاوى على حفنى عبد الله حسنين ، إبن البدرشين الشهير بأيمن حفنى ، ذلك اللاعب الموهوب إلى درجة أنك ستشعر فى بعض الأحيان أن أغلب اللاعبين فى الدورى المصرى يلعبون كرة قدم بينما هو بمفرده يلعب كرة قدم أخرى بقوانين خاصة لا يعلمها أحد سواه .. !

من منا لم يحلم يومًا بأن يكون أيمن حفنى ، بأن يكون لاعب كرة قدم وليس أى لاعب ، بل دائمًا ما حلمنا بأن نكون اللاعب الأمهر والأهم ، من تهتف الجماهير باسمه ويتأثر فريقه إذا غاب ، من منا لم يتخيل نفسه يقوم بمراوغة كل اللاعبين ليسجل هدف ( مارادونى ) إنه حلم الطفولة الأبدى الذى فشل أغلبنا فى تحقيقه ولم نصبح لاعبى كرة قدم ، ولكن المفاجأة السارة أن الفرصة لم تفوتك بعد فى أن تصبح أيمن حفنى ولو بعيدًا تمامًا عن ملاعب الكرة ، فأيًا كان مجال عملك تستطيع ببساطة أن تصبح أيمن حفنى ، فقط إذا اتبعت هذه الخطوات العشر :

1- اعرف موهبتك

الخطوة البديهية الأولى هى أن تكتشف قدراتك الحقيقية وتعرف موهبتك ، فإذا كان البعض قد يملكون مواهب لا يعلمون عنها شيئًا فالبعض الآخر – وهذا النوع منتشر بشدة للأسف – يعتقد فى نفسه موهبة هو لا يملكها من الأساس ، فلو كان إهمالك لموهبتك مأساة ، فادعائك بامتلاكها وهى غير موجودة مأساة أكبر ، لأن أى مجهود ستبذله فى هذه الحالة لن يجدى نفعًا ، قد تنجح فى مجتمع يعطى الفرصة لأنصاف الموهوبين إذا امتلكوا أشياءً أخرى لكنك لن تصبح أبدًا أيمن حفنى ، أما إذا كنت لا تملك أيَّة موهبة من أى نوع وتتعامل مع هذه الحقيقة فاعترافك لنفسك بعدم امتلاك أى موهبة هو فى حد ذاته موهبة خاصة جدًا ، موهبة تجعلك جديرًا بأن تصبح أيمن حفنى فى مجال عملك مهما بدا هذا العمل بسيطًا او لا يحتاج إلى قدرات خاصة ..

2- حب ما تعمل واعمل ما تحب

لاتؤمن بمقولة ( حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب ) فإذا كان الجزء الأول منها صحيحًا وهو أن تحب ما تعمل ، ومقصودًا منه أن تتقبل عملك وتحبه لتستطيع أن تتأقلم عليه حتى إن رأيته أقل من طموحك أو قدراتك ، ولكنك لست مضطرًا أبدًا أن تظل منتظرًا ( حتى ) تعمل ما تحب .. بل داوم على ممارسة ما تحب ولو على سبيل ( الهواية ) ، وكن مؤمنًا أن بدايتك ولو كانت فى البدرشين ستصل بك يومًا ما إلى الزمالك ..

3- لا تتعجل الفرصة

بدأ أيمن حفنى ممارسة كرة القدم فى نادى البدرشين وعمره 14 عامًا ، وانتقل لنادى مصر المقاصة عام 2006 وعمره 21 عامًا ، ولعب لأول مرة بالدورى الممتاز وعمره 26 عامًا ، وانتقل للزمالك فى صيف 2014 وعمره يقترب من 29 عامًا ، وهو الانضمام الذى تأخر 4 سنوات بسبب مشكلته مع التجنيد والتى أجبرته على اللعب لفريق طلائع الجيش ، لعب حتى الآن موسمين مع الزمالك حقق خلالهم 3 بطولات مرشحين للزيادة فى الفترة القادمة ، والأهم أنه أصبح نجمًا جماهيريًا بامتياز ودخل قلوب عشاق مدرسة الفن والهندسة بمهاراته وإبداعاته الخاصة والتى تمثل أولوية لدى جماهير الأبيض ، الخلاصة أن كل هذه الخطوات المتأخرة فى مسيرة حفنى لم تمنعه فى أن يصل فى النهاية إلى ما يريد ، وليس معنى ذلك أن تظل منتظرًا الفرصة ، بالعكس يجب أن تستغل حتى أنصاف الفرص التى تُتاح لك ، ولكن إن تأخرت حاول ألا تجعل تأخرها يصيبك بالإحباط لأن فعلًا محدش عارف الخير فين ..

4- ما تبقاش موظف

ليس المقصود هنا الوظيفة فى حد ذاتها أو من يعمل بها ، فمن المؤكد أن هناك الكثيرين منهم يجيدون عملهم ، ولكن المقصود هو الانطباع السائد لدى الجميع عن الأجواء الروتينية العقيمة والمملة التى تحكم مهام العمل نفسها أى العقلية الوظيفية بشكل عام ، ولذلك مهما كان العمل الذى تقوم به نمطيًا فحاول ألا تكن تقليديًا وضع بصمتك الخاصة التى تميزك عن الآخرين ، ببساطة حاول أن تلعب الكرة التى يلعبها أيمن حفنى وليس تلك الكرة التى يلعبها باقى اللاعبين الموظفون ..

5- استمتع بما تفعل

ألم تستمع يومًا إلى أغنية جميلة ولكنك لم تحبها ، ألم تشاهد يومًا فيلمًا لم تعرف له عيبًا واضحًا وبرغم ذلك ظللت تنتظر نهايته بفارغ الصبر ، ألا يوجد لاعب كرة قدم تعترف بموهبته ومع هذا لا تهتم بمتابعته أو تشعر بأى استمتاع وأنت تشاهد مبارياته ! قد يمتلك كل هؤلا الموهبة ولكنها لا تثير شغفهم بالقدر الكافى ، يجب أن تستمتع انت أولًا بموهبتك حتى يصل ذلك الإحساس إلى الناس ، بل يجب أن تنسى الناس وكأنك تبدع لنفسك فقط ، حينها ستلفت انتباههم وتثير إعجابهم ويستمتعون بإبداعك ..

6- الهدوء والثقة والثبات

الزمالك يلعب مع الصفاقسى التونسى بملعب بتروسبورت فى أولى مبارياته بدور المجموعات ببطولة الكونفيدرالية فى العام الماضى ، نصل إلى الدقيقة 90 ولازال التعادل السلبى مسيطرًا على المباراة ، تأتى ضربة ركنية للزمالك ، يلعبها عمر جابر قصيرة إلى أيمن حفنى الذى يأخذ الكرة ويدخل بها منطقة الجزاء وهو معطيًا ظهره للمرمى ، ثم يقوم فجأة بكل هدوء وتمكن بتمريرها بباطن قدمه إلى الخلف أو عكس اتجاه جسمه ، لتذهب لعمر جابر مرة أخرى الذى يلعبها عرضية على قدم عبد الله سيسيه ليحرز هدف الفوز القاتل ، الدرس المستفاد أنك إذا أردت أن تكون أيمن حفنى يجب أن تتحلى بالهدوء والثبات والثقة وفى أصعب المواقف أكثر من أى وقت آخر ..

7- المخ قبل العضلات

غالبًا ما ستجد اللاعبين العباقرة أمثال أيمن حفنى لا يتمتعون بأجساد قوية ، ولكن ستجد لديهم ما هو أهم فكلهم بلا استثناء يتمتعون بذكاء فطرى يبرز موهبتهم العريضة ، فلا قيمة لأى موهبة دون عقل ذكى يتوجها ، ستجد اللاعبين الأقوياء غالبًا ما يلعبون فى خط الدفاع ، يتلخص دورهم فى إفساد الهجمات ولا يتمتعون بأى شعبية مهما بذلوا من مجهود ، ، أما الموهوبون فهم من يتحكمون فى زمام المباراة ، من يحرزون الأهداف أو يصنعونها ، من يخطفون الأضواء من الجميع وتهتف الجماهير بأسمائهم ، وتذكر أن الأذكياء هم من يحكمون العالم ويقودن المعركة وقت الحرب ، ويجنون ثمار النصر إذا تحقق بمفردهم ، بينما أصحاب العضلات يشكلون وقودها وغالبًا ما يموتون فيها دون أن يلحظ وجودهم أحد ..

8- دع عملك يتحدث عن نفسه

على مدار موسمين لعبهما فى الزمالك ، لا أذكر أننى رأيت أيمن حفنى يتكلم فى أى مكان ، سواء على الشاشة الصغيرة أو على صفحات الجرائد ، لم ألحظ له وجودًا يتناسب مع حجم ما حققه من شعبية ونجاح فى العامين الآخيرين ، أى لاعب آخر كان سيملأ الدنيا ضجيجًا ويخرج ليتحدث كل يوم عن نفسه وكلنا رأينا هذه النماذج كثيرًا ، هو لا يتعمد عدم الظهور بل هى طبيعته ، فأمثاله من أصحاب المواهب النادرة يحبون الهدوء ويفضلون العزلة ولا يجيدون التحدث عن أنفسهم ، ولم يقلل هذا أبدًا من نجوميتهم أو ترك أى تأثير سلبى على شعبيتهم بل زادهم حبًا واحترامًا من الجميع ، لذلك فأنت لست مضطرًا أبدًا أن تتحدث عن إنجازاتك ، فلو كانت إنجازات حقًا سيشعر بها الناس ويتكلمون عنها من تلقاء أنفسهم ..

9- كن صاحب فضل على الآخرين

أن يراك الجميع لاعبًا أنانيًا وفى نفس الوقت لا يستطيعون اتهامك بذلك صراحةً بسبب ما تصنعه لزملائك من أهداف ، فتلك معادلة غريبة لا يتقنها سوى لاعبون أمثال أيمن حفنى ، الذى يحتفظ بالكرة كثيرًا وبتمريرة واحدة حاسمة يصنع هدفًا يقلب الموازين ، ولذلك حاول أن تنجح وأن تساعد الآخرين أيضًا على النجاح ، أن تسجل الأهداف وتصنعها لغيرك فى نفس الوقت ، فكونك صانعًا للأهداف وصاحب فضل على من حولك سيجعلهم يغفرون لك أنانيتك الزائدة عن الحد فى بعض الأحيان ..

10- كن زملكاويًا

كونك زملكاويًا لن يضمن لك النجاح ، بل على العكس سيجعل تحقيقه أصعب وأكثر مشقة ولكنه على الأقل سيضمن لك إذا نجحت أن تنجح على طريقة أيمن حفنى ، فمن الصعب أن تهتم بتلك اللمسة الإبداعية مثل اهتمامك بتحقيق النجاح نفسه ما لم تكن تشجع الزمالك ، ومالم تكن تحمل بداخلك جينات الرقم السحرى للفريق الأبيض ، الرقم 14.

نرشح لك: محمد سلطان محمود يكتب : شاهد الدوري الإنجليزي الممتاز