في الوقت الذي يعاني فيه المجال الصحفي من “العناوين المضللة”، والتي تدفع الكثيرين إلى توجيه اتهامات للصحافة حول محاولة جذب القراء حتى على حساب القواعد المهنية، إلا أننا الآن نواجه أزمة جديدة في المهنة، وهي “المحتوى المُضلل”، وهو ما جاء في تقرير لموقع “المصري اليوم لايت”، تحت عنوان “سبّاحة فرنسية تحاول إغراق منافستها في الأوليمبياد: حُرمت من الميدالية”.
أول أمس الثلاثاء، نقلت القنوات الرياضية ومن بينها bein سبورت، فاعليات سباق 10 كم في المياه المفتوحة، ضمن منافسات أوليمبياد ريو دي جانيرو المقامة في البرازيل، وهو السباق الذي علقت عليه الإعلامية لمياء نبيل، وبعد مرور ما يقرب من الساعتين، شهدت نهاية السباق، تصارعا من قبل السباحة الفرنسية والإيطالية على لمس اللوحة في محاولة من السابحتين لاقتناص المركز الثاني.
القوة البدنية هنا كان لها عامل كبير، حيث تصارعت كل من السباحة الفرنسية والإيطالية على المركز الثاني، لكن القوة البدنية لسباحة فرنسا غلبت على منافستها الإيطالية ومكنتها من إزاحتها للمس اللوحة، وبالفعل حصلت في البداية على المركز الثاني، لتحل الإيطالية في المركز الثالث ثم البرازيلية في المركز الرابع، وهو ما يعني خروجها من التنافس على ميدالية.
الإعلامية لمياء نبيل، علقت بسخرية على الموقف، مؤكدة أن الفوز للأقوى، لكن بعد ثواني من إعلان النتيجة تقدمت إيطاليا بشكوى إلى الحكام، بدعوى أن لاعبة فرنسا قامت بإزاحتها للحصول على المركز الثاني.
مُعلقة bein سبورت، أعلنت عن هذا التعديل، لكنها علقت عليه بأنها ترى هذه الخطوة، محاولة لإرضاء صاحبة الأرض، وإعطاء ميدالية للسباحة البرازيلية، عن طريق نقل ترتيبها من الرابع إلى الثالث.
المشكلة هنا ليست في إبراز الواقعة، ضمن العديد من الوقائع التي تتناولها الصحف والمواقع خلال أوليمبياد ريو 2016، ولكن في تعمد أن يظهر المحتوى بصورة تشير إلى أن السباحة الفرنسية حاولت “إغراق” منافستها الإيطالية، وكأنها تريد “قتلها”، ولكن الحقيقة أنها حاولت “إعاقتها” فقط، وتم استبعادها على هذه الأساس.
المحتوى المضلل الذي نشرته “المصري اليوم”، دفع مواقع أخرى لتناقل الخبر، وهو ما حدث مع موقع جريدة “الوفد”، التي لم تكتف بنقل الخبر، لكنها قررت وضع “التاتش بتاعها”، حيث نشرت الخبر على حسابها بمواقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بعنوان “شاهد.. سباحة فرنسية تحاول قتل منافستها للفوز بالذهب”.
بغض النظر عن أن الوفد قررت أن توجه اتهام “شروع في قتل” إلى السباحة الفرنسية، لكنها نشرت عنوانا خاصا بحسابات السوشيال ميديا أكثر إثارة عن العنوان الموجود داخل الخبر، بالإضافة إلى نشر معلومة مغلوطة وهي أن السباحتان كانتا تتنافسان على الميدالية الفضية وليس الذهب.
يذكر أن نفس الخطأ قد وقع فيه موقع إعلام دوت أورج حيث استخدمنا جملة “شروع في قتل” قبل أن يقرر مجلس تحرير الموقع حذف الخبر برمته.