قال الكاتب السعودي أحمد عدنان إنه لا يمكن حل أزمة غزة من دون سيناء، لذلك فإن الحل هو عودة الفرع إلى أصله، أي عودة غزة إلى سيناء وبالتالي عودتها إلى مصر، وفق منطق التاريخ والجغرافيا معاً.
وأوضح “عدنان” في مقاله بموقع صحيفة “العرب” اللندنية، أن غزة تشبه مصر وسيناء أكثر مما تشبه الضفة، ورغم كل التوترات التي نعيشها اليوم على الصعيدين الغزاوي والسيناوي، بكل مسبباتها الداخلية والخارجية، إلا أنه لا مفر من عودة التاريخ إلى مجراه واتصال الجغرافيا بالسياسة.
فربما تكون أوضاع غزة قبل الانسحاب الإسرائيلي أفضل من أوضاعها بعده، وكما أن تاريخ غزة وحاضرها مرتبطان بمصر، فمستقبلها كذلك ليس منفصلا عنها، فمصر – بفضل الجغرافيا – هي ربطة العنق بالنسبة لغزة.
وأشار إلى أن سيناء بحاجة إلى مشروع تنموي عظيم وكذلك غزة، والحقيقة أنه لن يبني غزة وسيناء إلا أهل غزة وسيناء، وأوضاع مصر اليوم ليست معيارا، إنما مستقبلها هو المعيار، لافتاً إلى أن مبادرة بحل أزمة غزة تستحق ثمناً دولياً قيمته المشروع التنموي العظيم، فتنصبّ موارد الدولة المصرية وكوادرها على غرب قناة السويس.
أضاف “عدنان” قائلاً “لو خيرت الغزاوي بين حصار إسرائيلي أو بين مواطنة مصرية، يفترض أن يختار مصر، ولو خيرت المواطن المصري بين سيناء آمنة ومزدهرة وبين سيناء المشتعلة، يفترض أن يختار الأمان والاستقرار والازدهار”.
لذلك لا بد من انسحاب غزة من معاهدة أوسلو وإلحاقها بكامب ديفيد، لتعزز مصر موقعها الإستراتيجي بين القارتين، وتكسب مساحة جديدة على البحر الأبيض المتوسط، وهذا ما يعني أرباحا اقتصادية وسياسية ثمينة، في حين ستربح غزة مكاسب إنسانية لا تقدر بثمن، وأهمها الخلاص من الكابوسيْن الإسرائيلي والحمساوي.
وأوضح أن المتضرر الوحيد من هذا المشروع هو حركة حماس، فحل مشكلة غزة يعني، باختصار، نهاية حماس، وعودة غزة إلى مصريتها يعني نهاية حماس أيضا، لكن المطلوب ألا ننظر إلى مصلحة أفراد وميليشيات، إنما إلى مصلحة الإنسان والأوطان.