كالعديد من متابعي أوليمبياد ريو دي جانيرو المقامة في البرازيل هذا العام، نترقب بشغف جدول الأبطال المصريين المشاركين في الأوليمبياد، وسرعان ما يتم تداول توقيت إذاعة إحدى المباريات عبر حسابات السوشيال ميديا، ليتكون من هذا الاهتمام مدرج “افتراضي” من المشجعين.
ما حدث مع هداية ملاك، لاعبة المنتخب الوطني للتايكوندو، المشاركة في أوليمبياد ريو 2016، هو أنها استطاعت أن تخطف قلوب وأنظار المتابعين، بعد أن لعبت عدة مباريات أمس الخميس، وحتى عندما هزمت أمام منافستها الإسبانية “ايفا كالفو”، لم يفقد الجمهور حماسه و”إحساسه” بأنها ستضيف ميدالية جديدة لمصر في البطولة.
بالرغم من أن الكثيرين لا يعرفون قواعد لعبة التايكوندو إلا أننا تابعنا أمس تكرار جملة “فازت بالنقطة الذهبية”، وهي النقطة التي فازت من خلالها هداية بالميدالية البرونزية بعد أن تغلبت على منافستها البلجيكية رحيلة أسيماني.
استطاعت هداية أن تسرق انتباه المتابعين حتى ممن لا يعرفون قواعد لعبة التايكوندو، بل ربما من لا يحبون متابعتها ممن يكتفون بمشاهدة كرة القدم، اللعبة التقليدية في مصر، لكن براءة وجهها وحماسها الشديد، الذي ظهر عقب الفوز، جدير بأن يتحول الشعب المصري بأجمعه إلى عشاق للعبة التايكوندو.
لم تكتف هداية بأن تخطف الميدالية البرونزية، بل صارت منذ لحظة بكائها عند الفوز، مثار حديث رواد مواقع التواصل، الذين تداولوا عدة مشاهد لفوز هداية من بينها طريقة احتفالها بالفوز، وتقبيل يدها من قبل مدربها الإسباني ألونسو، واحتفالها مع أسرتها في المدرجات.
هداية ملاك من مواليد عام 1993، بدأت ممارسة التايكوندو في سن السابعة مع شقيقيها بنادي الصيد في القاهرة وحصلت على أكثر من ميدالية ذهبية في مستويات الناشئين لتنضم لمنتخب مصر في الفئات العمرية المختلفة وصولا لمنتخب الكبار.
شاركت هداية في أولمبياد لندن 2012 وهي في عمر الـ19 وودعته من دور الثمانية على يد الفرنسية مارلين أورنوا، وحصدت برونزية دورة ألعاب البحر المتوسط في تركيا عام 2013.
ومن المواقف التي تحسب لـ”نقطة مصر الذهبية” هداية ملاك، ما قامت به في مارس الماضي خلال البطولة الإفريقية لذوي الاحتياجات الخاصة حيث لم يكن هناك لاعبون في وزن 62 كجم سوى المصنفة الثانية المغربية رجاء قرماش وهو ما سيحرمها من فرصة التتويج بالذهب، الأمر دفع الاتحاد المصري للتايكوندو لمخاطبة هداية التي وافقت على الفور على خوض المباراة لمنح المغربية ذهبية البطولة.