منذ الإعلان عن الخبر المثير (حينها) عن تعاون المخرج يسري نصرالله والمنتج أحمد السبكي وأنا لدي فضول لمشاهدة التجربة وخاصة أنهما يختلفان بشكل كبير للغاية فكريا وسينمائيا ولكن يبدو أن سوق الإنتاج فيه كل شيء ممكن.
فيلم (الماء والخضرة والوجه الحسن) ضم كتيبة من النجوم والنجمات ليلى علوي ومنة شلبي وصابرين وباسم سمرة و أحمد داود ومحمد فراج واختار الحديث عن عالم خارج القاهرة الفلاحين وتحديدا أصحاب مهنة الطبخ وهم فئة تتواجد في قرى مصر شمالا وجنوبا ( لكنها بدأت تنقرض منذ سنوات) وهذه الفئة مسؤولة عن إعداد الولائم لافراح ومناسبات كبار عائلات القرية وهو ما يشعرك أن هذا الفيلم يعود بك لعشرات السنين! منذ بداية الأحداث تجهد نفسك وأنت تبحث عن قصة وشخصيات (جيدة البناء) للفيلم فلا تجد شيء محدد بل ممكن ان تقارنه بحلقة في مسلسل تليفزيوني،ورغم وجود كوكبة من الممثلين المهمين تحت إدارة مخرج سينمائي (مهم) لم يقدم أحدهم أي ابداع في مشهد تتذكره بعدما تغادر دار العرض ربما تتذكر الممثلة التي جسدت مشهد إغراء جلال (أحمد داود) بحرفية كبيرة وتقريبا معظم خيوط الشخصيات غير واضحة المعالم والمدهش ان الفيلم يقتبس مشهد من فيلم (اوشن١٤) وهو وضع (الحشيش) بالخطأ في أكواب القهوة ليكشف الرغبات الجنسية لدى البطلات وبالطبع المخرج كان يريد من وراء إضحاك صالة العرض ولكنه خرج باهتا ويتم النقل من هذا المشهد الهزلي إلي مشهد عنف وقتل بشكل مفاجيء ودون تمهيد من السيناريو!
يبدو ان المخرج لم يجد مفر من قبول رغبات المنتج احمد السبكي والذي له رؤية سينمائية معينة يتم وضعها في جميع أعماله دون إستثناء ( الراقصة والمطرب الشعبي) فشاهدنا في فيلم الأستاذ يسري نصرالله المشهد المكرر في السنوات الأخيرة المطرب محمود الليثي مع راقصة تتغير من فترة لأخرى وهذه المرة كانت شاكيرا! والتي مثلت أيضا بعض المشاهد وجاء تمثيلها أفضل من رقصتها التي أثارت ضحك قاعة العرض! إلي جانب (حشر) شخصية لمطرب أخر يتقمصها أحد الأخوة ليقدم موسيقى المهرجانات! تابلوهات غنائية تقطع الأحداث! لجذب الجمهور.
الملل يتسرب إلي المشاهد لذلك بدأ الجمهور القليل في دار العرض التي شاهدت بها الفيلم بعد مرور نصف الوقت في (السخرية) والقاء بعض الجمل فيما بينهم وبعضهم كان يتوقع عمل أفضل مما شاهده.
لفت نظري تصريحات للمخرج يسري نصرالله يقول فيها أتحدث عن قصص الحب في أعمالي !؟ لكننا لم نرى قصة حب مكتملة الأركان تثير المشاعر والاحاسيس لدى المشاهد بل شخصيات لديها (هوس) جنسي منذ بداية الأحداث يسعين لممارسته في أي مكان وأي وقت ! وشبه قصة حب بينهما عقد زواج عرفي ، لا أعرف عن أي حب يتحدث الاستاذ في رأيي التجربة تسيء لمشوار يسري نصرالله السينمائي (القصير) في إنتاجه نحو ثمانية أفلام في 20 سنة منذ قام بتأليف وإخراج أول أعماله (سرقات صيفية) 1988 ويلاحظ أنه كتب أو شارك بالكتابة في معظم أعماله وتظل تجربته السينمائية (باب الشمس) هي الأفضل في مشواره.
الفيلم لن يحقق الايرادات الكبيرة التي أعتاد عليه المنتج أحمد السبكي ولكنه ربما أقدم على هذه التجربة لتقديم عمل يقدمه كمنتج للمهرجانات خارج مصر معتمدا على أسم يسري نصرالله .
وتبقى واقعية صلاح ابوسيف وعاطف الطيب هي الأهم جماهيريا في تاريخ السينما المصرية .