سما جابر
قد يكون الحدث الأبرز في العرض الخاص لفيلم “الماء والخضرة والوجه الحسن” الذي أقيم بالأمس، ليس فقط حضور عدد كبير من النجوم، أو الاحتفال بفيلم مهم في تاريخ صُناعه، أو ظهور الفنانة ليلى علوي بإصابة في يدها اضطرتها أن تستخدم رباطًا طبيًا، لكن الحدث الأهم كان الحضور غير المتوقع للدكتور خالد عبد الجليل رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، لأحد العروض الخاصة، ليس ذلك فقط، بل أيضًا صورته مع المنتج أحمد السبكي التي كانت محل جدل في الأوساط الفنية والصحفية على الرغم من الخلافات الفنية بينهما.
صورة “عبد الجليل” التي أصر على التقاطها مع السبكي للرد على ما تردد في الفترة السابقة لعرض الفيلم حول اعتراض الرقابة على مشاهد تجمع أحمد داود والممثلة زينة منصور، واعتراضها على بعض المشاهد الموجودة في فيلم “جواب اعتقال” من إنتاج أحمد السبكي أيضًا، وذلك وفقًا لبعض التصريحات الصحفية؛ أثارت العديد من التساؤلات منها، هل يمكن لرئيس الرقابة حضور العرض الخاص لأحد الأفلام؟ وماذا عن بقية الأفلام التي تُعرض؟، لماذا لم يساوِ الرقيب بينها وبين “الماء والخُضرة والوجه الحسن” ويحضر العروض الخاصة بها؟… حتى وإن كان الأمر شخصيًا، وتربطه علاقة صداقة بينه وبين صناع العمل، إلا أنه من المفترض أن ينحي رئيس الرقابة المجاملات جانبًا، ويلتزم فقط بدوره الرقابي في مشاهدة الأفلام والحكم عليها.
نرشح لك: بالصور.. ذراع ليلى علوي يتصدر العرض الخاص لـ”الماء والخضرة والوجه الحسن”
لكن يظل السؤال هنا، هل حضور الرقيب العرض الخاص للفيلم وإصراره على التقاط صورة مع السبكي، الهدف منه الرد على الصحافة بأنه لا يوجد أزمة شخصية بينهما، والتأكيد على أن الأزمة فنية فقط بسبب فيلم “جواب اعتقال”؟ أم أن الصورة من الممكن أن تكون بداية لاتخاذ خطوات أخرى غير التي أكد عليها رئيس الرقابة أكثر من مرة، وتمرير الفيلم دون حذف المشاهد التي تسببت في الأزمة؟!
تصريحات “عبد الجليل” المتكررة بأن هناك قواعد وقوانين لا بد من تطبيقها على جميع المواد الفنية التي تعرض على الجهاز، جاءت متناقضة بعض الشيء مع أفعاله، فبحضوره العرض الخاص لـ”الماء والخضرة والوجه الحسن” لم يطبق بذلك قواعد وقوانين الرقابة على كل الأفلام، لكنه فضّل فيلمًا عن باقي الأفلام الأخرى، حتى وإن كان هذا بصفته الشخصية كصديق لمنتج العمل، كذلك حضوره يرسخ لدى البعض عدم اهتمامه بما فعله أحمد السبكي، حيث بدأ في تصوير “جواب اعتقال” دون أن يتم استخراج التصاريح اللازمة من الرقابة، أو الموافقة على السيناريو من الأساس.
أما عن المشاهد التي طالب جهاز الرقابة بحذفها من “جواب اعتقال”، مشهد في بدء الفيلم يظهر فيه محمد رمضان بشخصية “خالد الدجوي” أحد المنضمين إلى الجناح العسكري لجماعة إرهابية متطرفة، وهو ينفذ عملية إجرامية، إذ يقوم بقتل مجموعة كبيرة من عساكر الأمن المركزي أثناء تأدية واجبهم.
وهناك مشهد آخر عندما يتجه “خالد الدجوي” لقتل إمام مسجد وهو واقف على المنبر أثناء خطبة الجمعة، حيث رأت الرقابة أن هذه المشاهد تحض على العنف الرهيب، ويجب حذفها تماما من سياق الأحداث.
وفي كل الأحوال يتبقى على موسم عيد الأضحى حوالي 3 أسابيع، الأمر الذي سيشهد إما تصاعد الخلاف بين الطرفين قبيل التصريح بعرض الفيلم جماهيريًا، أو يشهد بداية ذوبان هذا الخلاف وقبول أسرة الفيلم شروط خالد عبد الجليل تقديرًا له، ولمجاملته لأحمد السبكي في العرض الخاص لفيلمه “الماء والخضرة والوجه الحسن”.