نشرت جريدة “الوطن” في عددها الصادر اليوم الأحد تقريرًا عن مواطن مسيحي يُدعى “المعلم عياد”، الذي يتواجد في منزله بقرية طنها الجبل في محافظة المنيا المصحف بجوار الصليب، حيث أنه كان المعلم الأول لأهل قريته للقرآن الكريم.
وتعود قصة “عياد” إلى أربعينات القرن الماضى؛ حيث كان يعيش الفتى ابن معلم الكنيسة الأثرية بالقرية “مارمينا العجائبى”، وتعلم داخل المدرسة الحرة بالكنيسة، وفى عام 1948 حصل على الابتدائية من مدرسة أقباط المنيا، وتخرج فى قسم اللغة الإنجليزية، وعاد لقريته حتى جاء له التكليف بالتعيين فى مدرسة الروضة بمدينة الروضة وهى شرق نهر النيل، ولكنه رفض أن ينفذ القرار بسبب مرض والده.
والد “عياد” نصحه بأن يكون معلم أهل القرية وبدأ وقتها فى تعليم صغار أهل البلد من المسيحيين فى كتاب فتحه فى الطابق الثانى من الكنيسة، حتى لقى شهرة واسعة، وبدأ يكون محل ثقة للمسلمين الذين أرسلوا أولادهم إلى كتابه لكى يعلمهم، ويقول بصوت متهدج: “كان عندى المسلمين أكتر من المسيحيين”، ويتقاضى عن الطفل الواحد عشرة قروش: “سواء معاه أو معهوش كنت بعلمه”.
ويقول “عياد” أنه ورث حفظه للقرآن الكريم من أبيه الذي كان علي علاقة وطيدة بشيخ أزهري، يذهب معه في مآتم المسلمين لكي يقول كلمة تعزية: “آية من القرآن الكريم، وسفرة من الإنجيل”، مؤكدًا أن أهل القرية كانوا دائما كالبنيان المرصوص محبين لبعضهم البعض، لا تفرقة بينهم بسبب الدين.
أما عن المصحف الموجود بمنزل “عياد”، فقد أهداه إمام الجامع بالقرية الشيخ “أحمد جرجاوي” لـ “عياد”من مكة المكرمة، عندما دفع “جرجاوي” ببناته إلي “عياد” وأتمو حفظ القرآن الكريم، ليضع المصحف بجانب الصليب وتجاورهم السبحة.