حسين إسماعيل يكتب : رسائل إلى حلمي النمنم

معالي وزير الثقافة / حلمي النمنم

ترددت كثيرا قبل أن أكتب إليك رسالتى هذه ، بل و أعدت صياغتها أكثر من عشرون مرة ، ليس لضعف لغتى ، و لكن لحفظ ما تبقي من أستقامة ذاتى خشية من أن تخوننى كلماتى و أنت فى مقام السلطان ، و أنا أخشى بطش السلاطين …

أخبرنى أحد أصدقاء السوء أن معاليكم قد أستبحت الخوض فى أعراض النقاد ، و أتهمتنا بالتقصير و أننا لسنا مثل أساتذتنا ، و أنه لم تعد هناك حركة نقدية حقيقية … فلم أصدق نفسي إلى أن قرأت ما قرأته من زملائي النقاد فى مجلة المسرح …

سأخبر سيادتكم ببعض المعلومات ، و يعلم الله أننى لم أكتب رسالتى هذه بغية التحدى أو أثبات أننى هنا …

1 – هلى تعلم سيادتكم أن خريجى دراما و نقد لا يوجد مكان لهم فى الجرائد و المجلات و أنه مازال من هم فوق الستين يكتبون فى أهم الأماكن ولا يقرأ لهم أحد و يكتبون فى الأصل عن أعمال لا يراها أحد ، لا أريد أن أنحى من هم فوق الستين ، لكن قاعدة الحياة أن نسلم بعضنا بعض ، و من يساعدونا بأن يسلموا لنا الريات ، لم يستلموا راية من أحد ، فقط هم يعطونا ما فقدوه .

2 – هل تعلم أنه فى المهرجانات السينيمائية و المسرحية يطلبون الممثليين لمجرد شهرتهم و الصحفيين لأماكنهم التى يكتبون فيها ، و نحن ننتظر فى أخر الصف ، مع العلم أن الحركة الفنية كاملة فى العالم يقودها الأن شباب ، فكيف لا يوجد نقاد شباب تدعمهم الوزارة بمنحهم نفس الفرص متساوية .

3 – هل لدى وزارة الثقافة الوعى الكامل أننا مثلنا مثل القوات المسلحة و الشرطة فى فكرة ( الندرة ) ، فالذين يتخرجون من أكاديمية الفنون لا يتعدون الـ 120 فرد سنويا فى كافة التخصصات ، و بسبب الأهمال الكامل سوف يتم سحب السجادة من مصر بسبب التقصير .

4 – هل تعلم أنه حتى المعينين فى الدولة يتقاضون 1090 جنيه فقط و هم باحثين على درجات مختلفة من الدبلومات و الماجستير و الدكتوراه .

5 – هل تعلم سيادتكم أننا كثيرا ما كنا نقترض ممن هم أغنى منا و مازلنا حتى اليوم لأننا حتى لا نملك أن ندخل السينيمات و أو نشترى الكتب لأن سعر طبق الكشري وصل 8 جنيه أقل حاجة ، و أقل بنطلون جينز وصل 120 جنية .

6 – هل تعلم يا سيادة الوزير أنه تأتى علينا أيام و قسما بالله لا نملك حتى أن نأكل ، و منا من هم فى غربة و ليس لديهم ما يعيشون منه .

و رغم ذلك لم نقصر لا على المستوى الفكرى و لا العملى و الدليل أن جريدة مسرحنا لا تعطى إلا القليل و برغم ذلك لم يتأخر الزملاء عن الكتابة فيها ، ليدعموا نفسيتهم التى لا تعلم سيادتكم عنها شئ .

7 – هل تعلم سيادتكم أننا نفقد الأمل فى اليوم مائة مرة ، و نموت مائة مرة لأنه لا يليق أبدا أن يكون ( فلان ) مليونير ، و صوفينار ( مليونيرة ) و غيرهم و أكيد سيادتك عارف … و نحن نتسول الجنيه كى نعيش ولا نتأخر عن تقديم ما نستطيع و فوق ما نستطيع …

يا سيادة الوزير … أتركنا لحالنا … فيكفى الزمان و حسرة قلوبنا على ما نحن فيه … و بالله عليك أن لم تسطع أن تدعمنا فأبتسم فى وجهنا علها تكون لك صدقة ، و تكون لنا أمل …