روى أحمد الأخرس، شقيق مدير نيابة الظاهر، محمد الأخرس، تفاصيل مقتل أخيه الأسبوع الماضي في التجمع الخامس، موضحًا أن جميع المعلومات التي تداولتها المواقع الإلكترونية عن سبب الوفاة غير صحيحة، ومنوهًا إلى أنه يمتلك الأدلة والمعلومات التي تدين الجناة، ولكنه سيفصح عنها في التوقيت المناسب.
وكتب “أحمد” تفاصيل ما حدث قبل الجريمة وبعدها، قائلًا:”بسم الله الرحمن الرحيم{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} نظرًا للمعلومات المغلوطة التي تناولتها الصحف الالكترونية وصفحات بعض الأشخاص بوسائل التواصل الاجتماعي المختلفة, قررت أنا شقيق حبيبي الشهيد محمد يحيى الأخرس مدير نيابة الظاهر أن أوضح ما حدث تفصيلا من حقائق معلومة وموثقة لدي في واقعة استشهاده أمام مشروع كمبوند سيتي جيت بمنطقة التجمع الخامس إلى أن نعرف ما ستسفر عنه التحقيقات بالنيابة العامة التي نعتز بها كأسرة قضائية ونثق في من يمثلها”.
وأضاف: “أنه في يوم الثلاثاء الموافق 16 أغسطس 2016 توجه عمي الدكتور أحمد الأخرس إلى التجمع الخامس لتوصيل نجلته إلى جامعتها ثم توجه عقب ذلك لتفقد وحدته المتعاقد عليها منذ شهر يناير 2016 بكمبوند سيتي جيت التابع لشركة ديار القطرية والذي يقع بجوار كمبوند ذا سكوير (مشروع القضاة) وحال وصوله أمام بوابة المبيعات فوجئ بغلق بوابة المشروع وعدم تواجد ثمة عمال على غير العادة فاستدار بالسيارة التي كان يستقلها وحال تحركه للعودة, استوقفه أحد الأشخاص (بودي جارد) حاملا جهازا لاسلكيا فتوقف عمي مستفسرا منه عن سبب غلق بوابة المشروع وعدم تواجد عمال فأجابه بتوقف العمل بالمشروع وطلب منه ابراز الرخص وتحقيق شخصيته وقام بالتحدث بجهازه اللاسلكي ثم فوجئ عمي بظهور سيارة نصف نقل بيضاء قادمة تجاهه من الحارة البطيئة بالاتجاه المعاكس لسيره شاهد قائدها ويظهر من النافذة اليسرى مقدمة سلاح آلي فلاذ بالفرار سالكا نفس الطريق الذي سلكه والمؤدي إلى كمبوند ذا سكوير وأثناء ذلك استدارت السيارة وبدأت بمطاردته واطلاق عدة أعيرة نارية لم تصبه بشئ وتذكر عمي أنه حال مروره من أمام كمبوند ذا سكوير لاحظ وجود عمال كثيرين, فأسرع نحوهم محتميا بهم وتوقف بالفعل حتى أدركته السيارة التي كانت تطارده بالإضافة إلى سيارتين أخرتين إحداهما سيارة دفع رباعي فضية اللون وأخرى نصف نقل سوداء اللون مثبت أعلها مدفع رشاش وبدا على مستقليها ملامح البدو من خلال ملابسهم المألوفة لدى الجميع وقام أحدهم بإطلاق عيار ناري أصاب السيارة وأحدث تلفيات بالجانب الأيمن الأمامي”.
وتابع: “تمكنوا من الاستيلاء على رخصة القيادة وبطاقة الرقم القومي عنوة وتعدوا عليه بالسب ساخرا أحدهم “خللي موزة ترجعلك فلوسك” لكون الشركة المالكة قطرية وطلبوا منه العودة معهم إذا ما رغب في استعادة الرخصة والبطاقة وحين أصرعمي على البقاء محتميا بالعمال قرروا الرحيل على مرأى من العمال.فتوجه عمي إلى قسم شرطة القاهرة الجديدة برفقة ابن عمي (نقيب شرطة) مستنجدا به وتقابلا مع معاون مباحث القسم النقيب/ ممدوح ليحرر محضرا بالواقعة, فرفض الضابط ذلك بحجة (وجود تعليمات له بعدم تحرير أي محاضر بتلك المنطقة)”.
وواصل: ” الضابط قال هناك عدة بلاغات سابقة لوقائع مشابهة حدث بها إصابات وحوادث أخرى لم يتم تحرير محاضر لها واحمد ربنا أنها جت على قد كده أنا بالكتير أعمل لك مذكرة، ثم توجه عمي إلى مقر الشركة وتقابل مع مدير المبيعات المدعو/ سامح عثمان الذي فسر له ماحدث بوجود نزاعات بين الشركة القطرية المالكة والدولة !وبصباح اليوم التالي الموافق 17 أغسطس 2016, توجه عمي برفقة أخي الشهيد وصديقه النقيب محمد راضي (المجني عليه الثاني المصاب) للنيابة, وتم تحرير محضر بنيابة القاهرة الجديدة بما حدث ومعاينة السيارة محل الحادث ثم انصرفا من سراي النيابة بعد رحيل عمي وحوالي الساعة الثالثة والنصف عصرا, تلقيت اتصالا هاتفيا من أحد أصدقاء أخي قائلا: “يا أحمد! محمد راضي كلمني دلوقتي وبيقول ان هو وأخوك اتضرب عليهم نار عند كمبوند سيتي جيت اللي في التجمع!!”. وأنا جريت ساعتها أنا وزوج أختي الذي يعمل قاضيا علشان نلحقهم واحنا في الطريق اتصلنا بالنجدة والاسعاف وبلغتهم باللي حصل واتصلوا بينا بعد كده وقالولنا انهم نقلوا على المستشفى الجوي التخصصي اللي في شارع التسعين فروحنا على هناك لقيت أخويا مضروب بالنار وبيحاولوا ينقذوه هو وصاحبه”.
واستطرد: “بعد ساعة ونصف من محاولات إنقاذ أخويا لقينا الدكتور خارج بيقولنا شدوا حيلكم والبقاء لله فافتكرت ساعتها عمي لما الناس في الشركة قالتله ان في مشاكل بينهم وبين الدولة قعدت اصرخ واقول “حسبي الله هو نعم الوكيل في اللي قتل أخويا” لحد ما راضي بدأ يفوق ويحكيلي مين هما فعلا اللي قتلوا أخويا ويحكيلي باقي القصة من ساعة ماسابوا عمي قدام النيابة الظهر. ( بعد انصرافهما من سراي النيابة, تركا عمي وذهبا لأداء صلاة الظهر جماعة بمسجد بالتجمع الخامس ثم قال أخي لصديقه “تعالى نروح نحاول نشوف أي حد من أفراد الأمن بتوع الكمبوند نفهم منهم ايه اللي حصل امبارح ونشوف فين البطاقة والرخصة” وبالفعل توجها إلى كمبوند سيتي جيت وتقابلا مع بودي جارد حاملا جهازا لاسلكيا وأطلعاه على شخصهما مبرزان له كارنيهات عملهما ذاكرين له ماحدث بالأمس مع عمي طالبين منه البطاقة والرخصة المستولى عليهما وحال ذلك طلب منهما الانتظار وتحدث مع آخرين بجهاز لاسلكي ففوجئا بقدوم ثلاث سيارات محملة بمجموعة من البدو المسلحين مطلقين صوبهما وابلاً من الأعيرة النارية بأسلحتهما الآلية فأصابت النقيب محمد راضي أولا فأسرع أخي لمحاولة إنقاذه فأصيب هو الآخر وسقط أرضا بجواره ناطقا الشهادة وعلى لسانهما “أشهد أن لا إله إلا الله …. حسبي الله هو نعم الوكيل” محاولين آنذاك كليهما الدفاع عن نفسمها مستخدمين سلاحهما الشخصي دون جدوى وتركوهما ينزفان ولاذوا بالفرار ظنا منهم أنهما قد فارقا الحياة)”.
واختتم حديثه قائلًا: “اتصل محمد راضي بصديقه (الذي أبلغني بإصابة أخي آنذاك) مستغيثا به. وعقب ساعة ونصف تقريبا وصلت الإسعاف وتم نقلهما إلى المستشفى الجوي لمحاولة إسعافهما. وثابت كل ذلك بالأدلة والبراهين (التي لا يمكن الإفصاح عنها حفاظا على سرية التحقيقات التي تجريها النيابة العامة) راجين منهم سرعة القصاص من الجناة ومحاسبة المسئول عن عدم تأمين تلك المنطقة تقصرا أو تواطؤا والإصرار منه على عدم تحرير محاضر بالحوادث التي تحدث بدائرة قسم الشرطة التابع لها بالإضافة إلى مسائلة مدير مبيعات شركة ديار القطرية (سيتي جيت) باتهامه للدولة بالدفع بهؤلاء المسلحين بسبب النزاع على أرض المشروع.ونحن على ثقة بالسيد النائب العام الذي طالما كان يفخر أخي الشهيد بالعمل تحت رئاسته والذي نكن له كل التقدير والاحترام واثقين في كامل عدالة ونزاهة القضاء التي عهدناها ونفخر برموزها في عائلتنا ممن عملوا بالقضاء والتي كان يرسخها فينا أبي”.