نقلًا عن جريدة “المصري اليوم”
من حق عصام لطفى كأى مواطن مصرى أن يحلم بابنه مينا لاعباً للكرة.. وأن يذهب معه لاختبارات الناشئين فى النادى الأهلى لتحقيق هذا الحلم.. ومن حق إدارة الناشئين فى الأهلى رفض أى لاعب ليس موهوباً أو صالحاً وقادراً لبدء مشوار الكرة فى النادى الأهلى.. وقد كان هناك مثل عصام لطفى أكثر من أربعمائة ألف أب أرسلوا أولادهم لاختبارات الأهلى لم ينجح منهم حتى الآن إلا قرابة ستمائة ناشئ، وسيجرى مستقبلاً تصفيتهم لأعداد قليلة جداً.. ولم يكن مينا ممن اجتازوا تلك الاختبارات فى شهر مايو الماضى.. واشتكى الأب وقتها لكثيرين، مؤكدا أن ديانته المسيحية كانت السبب الوحيد لرفض قبول مينا ناشئاً فى الأهلى.. ويومها دافعت عن حق مينا فى اللعب للأهلى إذا كان يملك الموهبة والقدرة.. وكتبت هنا فى «المصرى اليوم»، مؤكدا أنه لا أحد يقبل استبعاد أى ناشئ موهوب من الأهلى أو أى نادٍ آخر لمجرد أنه مسيحى.. واستجاب قطاع الناشئين وقرر إعادة اختبار مينا مرة أخرى.. وبعدها اختفى عصام لطفى ولم يظهر مرة أخرى إلا منذ أيام قليلة بنفس الشكوى القديمة.. وبالتأكيد من حق عصام وأى أب القتال من أجل أولاده إن تعرضوا لأى ظلم أو اضطهاد.. وعبر أكثر من شاشة وصحيفة واصل عصام الحرب واستجابت له مرة أخرى إدارة الناشئين فى الأهلى وحددت له الثلاثاء الماضى موعدا لإعادة اختبار مينا من جديد أمام كل المدربين، لكن لم يأت عصام ومينا..
وفوجئت، أمس الأول، بقناة اسمها الحرية تتصل بى للحديث عن مينا.. وكان المذيع الذى لا أعرفه يصرخ شاكيا اضطهاد الأهلى للمسيحيين ويردد كلمات ساخطة ويشعل نيران أكثر من فتنة.. ثم قدمنى لجمهوره باعتبارى الصحفى ذى الميول الإخوانية.. هكذا مرة واحدة..
لمجرد أننى تحدثت سابقا فى ذكرى ميلاد حسن البنا عن علاقته بكرة القدم.. وحين تحدثت أخيرا قلت إننى لست إخوانيا وكلامى عن حسن البنا لم يكن له أى علاقة بالدين أو المسلمين أو الأقباط، وإنما كان عن الاستغلال السياسى لكرة القدم لمصلحة الجماعة ضد القصر وحزب الوفد.. وإننى قلت هذا الكلام وكتبته فى أزمان مبارك ومرسى والسيسى، لأننى قمت بدراسة العلاقة التاريخية بين الجماعة وكرة القدم.. تماما مثل دراسة أخرى عن كرة القدم داخل الكنيسة المصرية حاولت فيها اكتشاف الأسباب التى أدت لغياب المواهب الكروية القبطية عن الدورى المصرى حتى فى الأندية التى يملكها أقباط، مثل وادى دجلة والجونة.. وأنه فى أوقات كثيرة سابقة كان هناك اضطهاد وتمييز كروى بالفعل، لكنه أصبح صعبا الآن فى زمن الميديا المفتوحة وشبكات التواصل الاجتماعى، حيث لن يجرؤ أحد على ذلك.. وقلت أيضا إن الأهلى لم يرفض مينا بسبب مسيحيته، وإن هناك عشرات الآلاف من المسلمين تم رفضهم أيضا.. انقطع الاتصال فجأة لأن المذيع اكتشف أننى لن أكون صالحا لمزيد من النيران.. ولا يزال والد مينا يشكو الاضطهاد الدينى ولا يزال أيضا يرفض خضوع مينا لأى اختبارات.