في الاستطلاع الأخير لمركز بصيرة الذي أعلنه عبر وسائل الإعلام قبل أيام رصد المركز المهتم باستطلاعات الرأي انخفاض شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي من 91% إلى 82% خلال فترة وجيزة بسبب الأوضاع الاقتصادية، وهو الانخفاض الذي حدث خلال شهرين فقط بين آخر استطلاع أجراه المركز في الذكرى الثانية لتولي الرئيس منصبه والاستطلاع الذي رصد انخفاض شعبية الرئيس وتغير في قناعات الفئة المستهدفة.
أما في الاستطلاع الذي أجراه الإعلامي أحمد موسى عبر حسابه على “تويتر” فجاءت نتيجته 80% رافضة لإعادة ترشح الرئيس مقابل 20% يؤيدونه وهي نسبة تقترب من عكس نسبة استطلاع بصيرة الذي جرى قبل شهرين فقط وقال فيه 81% ممن تم استطلاع أرائهم بأنهم سيعيدوا انتخاب الرئيس السيسي مجدداً إذ ما جرت الانتخابات الرئاسية في اليوم التالي.
لا يبدو لجوء أحمد موسى الى اتهام الإخوان والهاكرز من قطر وتركيا بالتصويت بكثافة لتغيير نتيجة الاستطلاع منطقياً، نظراً لأن قواعد استطلاعات الرأي لتويتر تؤكد أن التصويت يتم بشكل سري بحيث لا يتم عرض مشاركتك مع الآخرين، ولا يمكن للشخص الذي أنشأ الاستطلاع ولا للمشاركين فيه الاطلاع على هوية المصوتين أو الطرق المتبعة في التصويت، وهو ما يؤكد أن تفسير موسى ليس أكثر من اجتهاد شخصي غير موفق للتخلص من الموقف الحرج الذي تعرض له.
في أبجديات استطلاعات الرأي تلعب الوسيلة المستخدمة في الوصول للجماهير دورا كبيرا في صياغة النتيجة النهائية للاستطلاع، فمركز بصيرة على سبيل المثال يعتمد في استطلاعات عدة على عينة عشوائية يتم اختيارها عبر أرقام الهواتف وعادة ما تكون العينة العشوائية تشمل فئات مختلفة من المجتمع المصري على العكس من اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي.
المؤكد أنه وفقاً للدراسات العلمية في مجال استطلاعات الرأي فإن الإنترنت يعطي سرعة عالية في نتائج الاستطلاعات بتكلفة أقل، لكن إمكانية التصويت المفتوح لأي شخص دون معرفة هويته واهتمامته تجعل نتائج هذه الاستطلاعات ليس دقيقة ولا يمكن قياس الرأي العام عليها.
أخطأ أحمد موسى باختيار “تويتر” لإطلاق الاستطلاع، فاللجان الإلكترونية المتواجدة على “تويتر” يبدو أنها لم تنتبه إلى النتيجة في الاستطلاع الذي استمر أقل من 24 ساعة بالإضافة إلى أن فضول الكثير من المعارضين لرؤية النتيجة التي انتشرت صور الـ برنت سكرين الخاص بها على السوشيال ميديا قبل وقف الاستطلاع كانت تشترط التصويت مسبقاً وهو ما يفسر ارتفاع نسبة الرافضين من 75 إلى 80% في أقل من ساعة واحدة، أغلقت بعدها الصفحة، خاصة وأن جمهور أحمد موسى ليس هو نفسه رواد الموقع الأزرق، الأمر الذي ربما يفسر عدم القدرة على تعديل النتيجة واتساعها سريعاً بين المؤيدين والمعارضين.
لكن جمهور مقدم على “مسؤوليتي” متواجد بكثافة عبر “فيسبوك” وهو ما يفسر صعود نتيجة استطلاع الفيسبوك إلى 95% لكن لا يمكن تفسير النسبة فقط باللجان الإلكترونية لكن أيضا لأن جمهور السيسي على الفيسبوك وليس على “تويتر” الذي يشكل الشباب قاعدته الأساسية وهم الفئة الأقل تأييداً للرئيس في جميع استطلاعات الرأي وبالتالي أخطأ موسى في التوجه لهم.
أما الفيسبوك فبخلاف اللجان الإلكترونية النشطة والتي تتهم دائماً بأنها تدعم هذا النوع من استطلاعات الرأي المؤيدة للرئيس إلا أنه يضم شريحة ليست بالقليلة من مؤيدي الرئيس السيسي سواء من كبار السن الذين انضموا للموقع الأشهر في التواصل الاجتماعي بعد ثورة 25 يناير وهم فئة ليست بالقليلة من جمهور موسى الذين دخلوا للتصويت، وقام بقراءة تعليقاتهم على الشاشة.