كانت مفاجئة سينمائية (مبهجه) عرض فيلم (زي عود الكبريت) للفنان الراحل حسين الامام في دار عرض سينما زاوية بعد نحو عامين على رحيله، الفيلم تجربة خاصة جدا و كأن الفنان الراحل أراد به تكريم نفسه فبجانب التمثيل أخرج لأول وأخر مرة ليس هذا فقط بل قدم شريط سينمائي (جديد) على المشاهد العربي حقق من خلاله أمنيته في التواجد جنبا الي جنب مع نجوم السينما المصرية الذين عشقهم من خلال أفلام والده حسن الامام خاصة فترةالخمسينيات فظهر ممثلا مع مجموعة من أهم نجوم السينما المصرية عبر تاريخها !من خلال حكاية كوميدية ساخرة بالأبيض والاسود.
تبدو تجربة الإمام عنصر التجريب هو بطلها الرئيسي ممزوجا بالإبداع الفني والمتعة والتسلية أيضا تجربة تشعرك بمدى عشق هذا الرجل للفن بكل ألوانه وتتسأل لماذا ظل حبيس الأدوار النمطية رغم موهبته (العريضة )! ربما هذا هو حال الفن في مصر حيث لا يحاول الصناع او النجوم (التجريب والتجديد ) إلا فيما ندر .
ظهر حسين الامام في تجربته السينمائية الفريدة في العالم العربي في قمة نضجه وتألقه وربما أراد القدر أن يعطيه ذلك كتكريم لمشواره ، وهو أحد ابناء الجيل المنسي (جيل الثمانينيّات) الذي لم يأخذ حقه ،هذا الفنان الساخر اختار عدد من الافلام القديمة (أبيض وأسود) للمخرج الراحل حسن الامام، بنجومها المرموقين فاتن حمامه وهند رستم وحسين رياض وعماد حمدي وليلى فوزي ومحمود المليجي وفريد شوقي وسمير صبري وغيرهم من نجوم تلك الفترة ومُذكّرا المشاهد بأسماء شخصياتهم السينمائية الشهيرة فقام بدمج عدد من مشاهد هذه الأعمال مع مشاهد فيلمه لتتسق مع قصة البطل وحيد عزت (حسين الامام ) الذي يعمل في تجارة المخدرات ويبحث طوال الفيلم عن الرجل الكبير والذي تنحصر شخصيته في أحد البكوات وتحديدا بين حسين رياض وسراج منير مثل شخصيات المافيا الإيطالية وكل ذلك يتم بسخرية كوميدية تنتزع ضحكات المشاهدين في القاعة وتكشف عن حجم موهبة هذا الفنان والتي لم تتاح له الفرصة كما ينبغي.
تجربة (زي عود الكبريت ) والذي شارك فيها بالتمثيل سحر رامي جديرة بالمشاهدة أطلق فيها حسين الامام لخياله العنان وحقق أمنيته في أن يمثل وسط هذا الجيل للسينما المصرية ولم يخفي
أيضا سخريته من تنفيذ بعض مشاهد الاكشن بشكل ساذج، او ظهور مفاجيء للفنان نور الشريف وهو شاب صغير كمطرب في أحد المشاهد بشكل كوميدي.
وفق حسين الامام بشكل كبير في اختيار المشاهد من هذه الافلام لتتسق مع السيناريو الكوميدي الساخر الذي أعده ،وايضاً الحوار بينه وبين نجوم هذه الافلام بحس كوميدي عالي مستخدما أشهر افيهات تلك الاعمال الخالدة وكان من الممكن توسيع دائرة الاختيار لتظهر المشاهد أكثر اتساقا مع سيناريو العمل الذي أعده الإمام، واستكمل مراحله الأخيرة نجله المخرج الشاب يوسف.
العمل في المجمل ممتع ومسلي وكشف عن موهبة فنية كبيرة للفنان الراحل ، والذي ربما لو كان على قيد الحياة الان لطُلب منه إخراج أعمال سينمائية كوميدية، خاصة و أنه كان يرى ان تجربتيه فيلمي أشيك واد في روكسي و كذلك في الزمالك اللذان كتبهما للسينما كانا سينالا حظا من النجاح لو اخراجهما.
نرشح لك :
أحمد فرغلي رضوان يكتب: يسري نصرالله ..عفوا نكتفي من الخُضّرة !