نقلًا عن اليوم الجديد
الأمر هنا لا علاقة له على الإطلاق بأى موقف سياسى، فأحمد موسى مثل كثيرين غيره يعتمدون المنطق الكاذب بأنه لا أحد يحب الوطن سواهم، وحب الوطن لا يعنى سوى التسبيح بحمد أى قرار حكومى أو رئاسى سواء كان خاطئا أم صوابا، حتى لو كان قرارًا لا يصب فى أى صالح عام أو خاص حتى، وهذا منطق معتاد أصبح كثيرون يجيدون التعامل معه بالسخرية أو بالتجاهل، ولكن ماذا عن أسرى شاشة أحمد موسى، ماذا عن الذين يسجنون نفسهم يستمعون إلى هذا الرجل فيه برنامجه عديم المسولية المسمى خداعًا «على مسؤليتى».
الأمر يتعلق باللياقة وبعض المهنية -لا نقول المهنية فى مطلقها- الأمر يتعلق ببعض العقل -ولن نقول كله أيضاـ هل نتحدث هنا عن خطيئته الشهيرة الأكثر سذاجة التى لا يقع فيها طفل فى الخامسة من عمره وهو يصول ويجول سعيدًا بالانتصار الروسى على داعش عارضا فيديو للقوات «الصديقة» وهى تهاجم التنظيم الإرهابى، دون أن يشك ولو لحظة أنه يخدع الجماهير الشاسعة التى تعتبر ما يقوله قدرًا ويعرض لهم لعبة إلكترونية شهيرة فى الحقيقة، أو وهو يسب السفير الإنجليزي ويصفه بالنطع، أم وهو يعرض فيديو شخصى منسوب لنائب برلمانى هو خالد يوسف من أجل يصفى معه حسابات لصالح بعض أصدقائه أم وهو يستبيح حرمة الموتى ويعرض صورة لمعتقل فارق الحياة، مؤكدا أنه شارك قبل أيام فى محاولة اعتداء على وفد إعلامى مصاحب للرئيس فى نيويورك، أم وهو يتباهى بآراء خبراء «فالصو» يعطيهم ألقابًا غرائبية فقط من أجل أن يظهر أن العالم كله شرير ويتآمر على من يحبون الوطن، سقطاته فى الحقيقة لا تنتهى أبدا، أحمد موسى الذى وصف خبر جاء على التليفزيون المصرى منقولا من وكالة عالمية تعليقا على عملية إرهابية فى رفح بأنه سقطة مهنية كبرى لا يرى سقطاته أبدًا بل سقوطه المهنى المدوى، لا يرى أبدًا أنه مسؤول عن جيش متابعين يعتبرونه المثل الأعلى فى العمل والوطنية والإعلام وهو يخدعهم بأخبار مفبركة تخدم آراءه ولا تخدم الوطن أبدا، فى الحقيقة هو مسؤول عن إلحاق الأذى بنفوسهم وبعقولهم وبروحهم من كم الكراهية والعدائية التى يتفوه بها على هواه فى «صدى البلد»، فهو يضر من يدعى أنه يحبهم أكثر مما يتصور بخياله المتوقف عند «لعبة الأتارى» العتيقة، إنه الرجل الخارج من صندوق الإشادات القديم جدا الذى لا يعترف إلا بالاستطلاعات المعروفة النتيجة مسبقا، لذا هو لم يدرك كيف يفكر أهل تويتر الذين أعطوه الصفعة الأولى بإحراجه بنتيجة أول استطلاع قام به على حسابه بالموقع الشهير، حيث كان يقدم فروض الولاء مستهلا مسيرته بسؤال عن مدى قبول المتابعين لترشح الرئيس لفترة أخرى، فجاءت النتيجة مدوية بالرفض شبه التام.. أحمد موسى هو البديل المتفق عليه حتى الآن لتوفيق عكاشة المتقاعد دون حتى أن يتمتع بالقدرة على الإضحاك التى كان يتمتع بها العكاشة، إنه بديل عكاشة -حتى حين- هو مجرد نمرة.