"يلا أندرجراوند".. أحلام غنائية بعيدا عن الشائع - E3lam.Com

لانا أحمد

الموسيقى تجد طريقها دائما للوصول إلى الجمهور، رغم العقبات والمنع والصد، لأنها بالأساس تعبر عن الهوية والأحلام والهموم أيضا، وهو ما حققه أبطال الفيلم الوثائقي “يلا أندرجراوند”، الذي يقدم مجوعة من أبرز الفرق المستقلة في كلا من مصر ولبنان والأردن وفلسطين، راصدا التطورات والفروق التي حدثت لهم منذ عام 2009، وحتى عام 2013، خاصة مع تأثير ثورات الربيع العربي.

بالصور… حضور كبير فى العرض الخاص لفيلم Yallah Underground

يرصد إسلام فريد مخرج الفيلم رحلة زيد حمدان، شادي زقطان، أوسو لطفي، هبة منصوري، أستاذ سام، وغيرهم من عالم الفن المستقل، الذين يحاولون التعبير عن أنفسهم وتجربتهم في الغناء، حتى مع وجود كم كبير من الحصار والتضييق عليهم، بالحديث عن احلامهم، ونظرتهم للمجتمع والفن والسياسة.

ما يميز الفيلم اللقطات السريعة في التصوير، ووجود عدد كبير من المشاهد الحقيقية، وهو ما يتناسب مع أجواءه وموسيقاه، كما أن حركة القطع السريعة في المونتاج أضافت جوا من الحماس ملائم أيضا للتطورات التي تحدث للأبطال، وما يتحدثون عنه من صعوبات وأحلام وغيرها.

إلا أن تكرار بعض المشاهد مع قيام ثورات الربيع العربي، قد يجعل بعض الملل يتسلل إلى المشاهد، خاصة وأن التركيز على الثورة المصرية، والإكثار من اللقطات الأرشيفية أخذ حيزا كبيرا من الفيلم لا داعي له، رغم أنه يدور بالأساس في 4 دول عربية، وليس مصر فقط.

كما أن تحدث ابطال الفيلم باللغة الإنجليزية، وليس بلغتهم الام ، غير مبرر في الأحداث، بلى على العكس فإن التحدث بلغتهم الأصلية سيساعدهم على التعبير عن أنفسهم بتلقائية أكثر، كمغني الهيب هوب الأردني سام الوحيد من تحدث بلغته، لذا جاءت مشاهده عفوية وقريبة من القلب عن غيره، خاصة مشاهده مع عائلته.

وكان من الأفضل للفيلم التركيز أكثر على العروض الحية  للمغنين، وتفاعلهم مع الجمهور، بدلا من تكرار بعض الأحاديث معهم حول قيود المجتمع، وشعور الإنفصال عن الثقافة العربية.

الجهد المبذول من كل القائمين على الفيلم يحسب لهم في محاولة تقديم تجربة جديدة ، استغرقت وقت طويل، وتطلبت جرأة في الطرح سواء في الفكرة أو المضمون، وإلقاء الضوء على فنانيين يسعون للوصول إلى الجمهور بطريقتهم الخاصة بعيدا عن الشائع.

وقد عرض الفيلم لأول مرة فى افتتاح مهرجان “Visions Du Reel” للأفلام الوثائقية بمدينة نيون بسويسرا العام الماضى، ليحصد عدة جوائز فى دورته فى المهرجانات في عامي ٢٠١٥ و 2016.

وفاز بجائزة مهرجان Hessian Film Festival لأفضل فيلم وثائقى لعام 2015 بفرانكفورت بألمانيا، وبجائزة المحكمين لأفضل فيلم وثائقى في مهرجان The Chicago International Movies and Music Festival بالولايات المتحدة الأمريكية هذا العام وبالجائزة الكبرى في مهرجان The Gaspe Vues Sur Mer Festival بكندا بالإضافة إلى ترشيحه لجوائز في أكثر من ٦ مهرجانات آخرى وعرضه فى أكثر من ٢٥ مهرجانا دوليا.