بعد الانتهاء من قراءة كتاب عمر طاهر الجديد (أثر النبي) أودّ أن انقل لكم كم المتعة والصفاء الروحي الذي أصابني. بداية من كون عمر طاهر كاتب عرف عنه أسلوبه الساخر دوماً سواءً في كتبه أو مقالاته وأفلامه وحتى في تناوله لقضايا جادة فهو يتسلح بسلاح المصري الأصيل وهو السخرية اللاذعة التي تثبت أن الشخصية المصرية أقوى من تلك المشاكل.
أما في هذه التجربة التي ينفرد بها عمر طاهر نجد أنفسنا أمام عدد من القصص القصيرة المستوحاة من سيرة الرسول عليه السلام – كما وصفها على غلاف الكتاب – قد يكون هذا الوصف قاصراً بعض الشيء، فالمحتوى في هذا الكتاب ليس عبارة عن تدوين لأحداث وأقوال مرت في سيرة الرسول الكريم أو مع أهل بيته وإنما قصص رومانسية نغوص في طيات التاريخ التي قد تكون منسية أو مجهولة لأغلبنا.
نحن أمام تناول جديد وحميد لمواقف تبرز أصول الاسلام من منابعه السليمة غير المشوهة كالتي تنشرها الجماعات الإرهابية التي تتمسح في صبغة الاسلام وهو منهم براء، مواقف تصدح بكم من الرقة والجمال تنفي عن الاسلام ما اتهم به وما علق بردائه من شوائب بسبب الفكر المتطرف الذي لا يخدم الا أصحابه أو من يقف ورائهم.
هذا الكتاب والذي خصص ريعه بالكامل لدعم بنك الطعام، يمكن أن يصبح نواة لصنع جيل محصن ضد التسمم بأفكار التطرّف البغيضة وَيَا ليت قومي يقرأون. لمن بيدهم الأمر يمكن أن يكون هذا جزء من منهج يدرسه الطلبة في بلادي يحميهم من فكر هدّام قد يتسلل إلى عقولهم ويسمم أفكارهم. لمن يريدون تغيير وتحديث الخطاب الديني وتحديث المناهج الأزهرية، طعموها بمثل هذا الكتاب.
عمر طاهر الذي رسم الضحك على وجوهنا في مقالاته وبرامجه وأفلامه، يبهرنا من جديد بكتاب جديد مختلف ونحتاجه للغاية في هذا التوقيت، في هذا الكتاب نتعرف على تاريخ من المحبة في سيرة عطرة تناولها الكثيرين فقهيا وسياسيا واقتصاديا وحتى عسكريا وتناسوا الجوانب الانسانية التي نقّب عنها عمر طاهر وتجعلنا نذوّب عشقاً ونهيم شوقاً في أثر النبي.
اقرأ أيضًا: