قال الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، إن تجديد الخطاب الدينى لابد أن يبدأ أولًا فى مراجعة وتغيير المناهج الدراسية الموجودة فى التعليم، خاصة الأزهرى، من المرحلة الابتدائية إلى المراحل الجامعية، ثانيا اللجوء إلى تأويل الآيات والأحاديث الصحيحة التى قد يفهم منها مخالفة العصر أو التمييز ضد أصحاب الديانات غير الإسلامية. ثالثا تبنى الاتجاهات العقلانية فى التراث الإسلامى وإعادة الاعتبار إليها، رابعا رفض المذهب السلفى الوهابى رفضا تاما وإقصاؤه والنظر إلى مستجدات العصر الذى “تعولم” فعلا.
وأضاف “عصفور” أنه يرغب فى إقصاء الفكر السلفى الوهابى، لأنه فكر دينى يعمل على تأخر الأمة الإسلامية ولا يساعد على تقدمها، وتابع: “لو تذكرنا المذاهب الإسلامية التى كانت سائدة فى مصر أواخر الستينيات لوجدناها كلها مضادة للسلفية الوهابية، ولهذا كان لمصر الريادة سياسيا وثقافيا وكانت رمزا للاعتدال والوسطية، لكن دخول السلفية الوهابية ورضاء الأزهر عن ممارستها أدى إلى انتشار هذا الفكر الذى أنتج التطرف والتعصب، والمشاكل الطائفية لم تكن موجودة قديما وإنما بدأت فى الظهور بقوة مع تغلغل الفكر السلفى الوهابى فى المجتمع، ورأينا حرق الكنائس والاضطهاد والطائفية وما إلى ذلك من آفات حلت بالمجتمع جراء السماح لهذا الفكر باقتحام الحياة فى مصر”.
وعن مزاحمة السلطة الدينية للدولة المدنية، أجاب في حواره مع جريدة “المصري اليوم”، قائلًا: “أولا لا توجد سلطة دينية فى الإسلام أصلا، ولكن عندنا نجد شيئا عجيبا يحدث، حيث نجد الأزهر يحاول أن يفرض نفسه فى الأمور السياسية، وله آراء وتدخلات فى هذا الشأن يأمر وينهى ويرى أنه على الصواب دائما، وأن من يختلف معه مخطئ، وهذا فى حد ذاته طامة كبرى لأنه أوجد تدينا مبالغا فيه، والإسلام ليس فيه من يتحدث بالإنابة عن الدين، إضافة إلى وجود السلفيين واحتلالهم المساجد وإصرار الدولة على عدم إبعادهم، وكأنها تكافئهم على وقوفهم ضد الإخوان فى ثورة يونيو، وللعلم فإن كل من يزعم أنه عالم بالدين فاعلم أنه ينطق عن الهوى وله مصلحة خاصة”.