إعلام دوت أورج
كيف يمكن أن يجتمع فريق عمل إعلام دوت أورج بالكامل، المحررون القدامي والجدد والمتدربون في عمل جماعي رغم أن جميعهم يعملون من المنزل وهناك من يقيم خارج القاهرة ونادرا ما يجتمعون في مكان وزمان واحد.
العمل الجماعي أحد المهارات التي نفتقدها في مصر، وتعرفها الصحف المصرية حاليا عبر فرق تنفيذ التحقيقات الاستقصائية أو من خلال فرق تصوير ومونتاج الفيديوهات الإخبارية، لكن لم يحدث أن اجتمع فريق عمل موقع أو جريدة بالكامل لتنفيذ موضوع واحد.
من هنا جاءت فكرة استخدام الموبايل أو الكاميرات الصغيرة لكي يلتقط كل زميل بالموقع صورة أو أكثر تستحق نشرها، على أن يتم تجميع الصور والتعليق عليها في رابط واحد، هو ما تقرأه الآن.
طرحنا الفكرة ونحن لا نعلم كيف ستكون النتيجة النهائية، تناقشنا هل نختار موضوع واحد ونطلب من الزملاء أن تكون كل الصور مرتبطة به، كارتفاع الأسعار مثلا، أم نبدأ بتجربة حرة في كل شيء؟، التصوير في البيت أو خارجه؟، في القاهرة أو في المحافظات؟، المهم أن تكون الصورة تصلح فنيا ويرتبط بها تعليق يضيف للقارئ شيئا.
إليكم ما صورت أيدينا، وتكرار التجربة سيعتمد على أرائكم التي ننتظرها بفارغ الصبر.
بما أننا في موسم المصايف نبدأ من الإسكندرية، حيث التقط الزميل أحمد خليفة هذه الصورة لتمثال عروس البحر بميدان أحمد زويل، لماذا يا أحمد؟ لأنه أصيب بالإحباط من التماثيل المشوهة التي ملأت الصحف ومواقع التواصل ومن قبلهما شوارع مصر خلال الأعوام الأخيرة فقرر أن يشارك بتمثال لم يتشوه بعد.
كان الزميل وليد سمير قد أعد موضوعا جذب الانتباه، جمع فيه صور أكثر من 17 تمثالا مشوها خرجوا في السنوات الأخيرة، كان هذا قبل تمثال التحرش بمصر الذي ظهر في سوهاج. وليد شارك في التجربة الجماعية بصورتين وكلاهما من بني سويف حيث يدرس، الأولى لمواطنين فقراء يجلسون على أبواب القطارات المفتوحة، يمكن إهداؤها لمن يفكر في رفع أسعار تذاكر المترو والقطارات في الأيام المقبلة.
الثانية لرسوم غريبة مع عبارات غير مفهومة ظهرت على حوائط شارع صلاح سالم في بني سويف، وعلى من يعرف تفسيرا لها أن يهديه إلينا وله مسبقا جزيل الشكر.
الزميل أحمد صوان، وضع كفنه على كتفه واختار صورة لملصقات دعائية للنائب المشكوك في عضويته للبرلمان الحالي أحمد مرتضى منصور، وبالصدفة البحتة تم لصقها على عبارة “للمساءلة القانونية” في أحد شوارع العجوزة وهي الصورة التي أصبحت ذات معنى بعد صدور الحكم الذي لم ينفذ لصالح عمرو الشوبكي.
نذهب إلى فاصل من خلال صورة مرتبطة بالعمل الكوميدي الأكثر جماهيرية في مصر حاليا، مسرح مصر، التقطتها الزميلة إيمان عبد الفتاح في طنطا، الصورة دعائية لأحد المطاعم برعاية شركة محمول، والوجه الإعلاني هي دينا محسن “ويزو”، يمكن النظر للصورة من زاويتين، الأول حجم النجاح الذي حققه هؤلاء الشباب حتى أصبحوا وجوها إعلانيا مطلوبة، والزاوية الثانية دقة اختيار الوجه الإعلاني المناسب، حيث إن السلعة مرتبطة بالأكل والطعام، وكون “ويزو” تفتح النفس.
من دينا محسن إلى هداية ملاك، صورة للزميل محمد عبد الرحمن التقطها لبوابة نادي الصيد بالدقي والتي حملت لافتة الاحتفاء بصاحبة برونزية التايكندو في أولمبياد ريو 2016، الصورة لا تحمل أي مزايا فنية، لكن كونها عن هداية ملاك وكون ملتقطها رئيس التحرير كان من الصعب استبعادها من الاختيار.
نأتي الآن لفقرة “الشوبينج”، صورتان متتاليتان من زميلين مختلفين لهما علاقة بمحلات الملابس والأحذية، الأولى من شارع مصر والسودان، التقطها الزميل مصطفي سعيد لمحل قرر أن يكون منفردا في شكل تصميم الواجهة، فجعل الحذاء يكسر زجاج الفاترينة كما هو واضح أمامكم.
الثانية للزميلة إسراء عدلي، حيث يبدو أن صاحب المحل مصاب بانفصام في مبادئه الدينية، فهو يبيع فساتين زفاف قصيرة، لكنه في الوقت نفسه يُحرم التماثيل، فنزع أدمغة كل ما لديه من “مانيكانات” (جمع “مانيكان”).
ومن المحلات إلى الأكشاك، رصدت الزميلة سما جابر حال أكشاك الصحافة هذه الأيام كما يبدو من الصورة، تراب وفوضى وعشوائية غطت على الصحف المطبوعة، وذلك بالقرب من مسجد الخازندار بشبرا، أما اسم الشارع فهو للطبيب والشاعر المعروف د.إبراهيم ناجي، ولمن لا يتذكره يمكنه الرجوع لفيلم “الناظر”، أيوا إبراهيم ناجي الذي ينتمى إلى مدرسة “أبولو”.
ولأنها من دمياط كان للزميلة هالة منير بدير نظرة مختلفة للقاهرة، التقطت أولا هذه الصورة البديعة لأحد المساجد القاهرية، وكان انطباعنا الأول أن الهدف “جمالي بحت” لكنها أرسلت تسأل؛ كيف سيشعر المسلمون إذا ما تمت المطالبة بعدم وضع “الهلال” فوق قبة ومئذنة المساجد ..
اللقطة الثانية لهالة منير بدير كانت لبرج القاهرة، الذي لا نسمع عن أي فعاليات أو أحداث تستغل اسمه الكبير والقديم والعريق فيما أبراج أخرى – بنت امبارح- يتم لصق أي نشاط بها حتى تظل في الصورة كل ساعة.. لا، بل كل يوم.
الزميل إسلام وهبان اختار أن يطرح من خلال صورته قضية غاية في الأهمية، نحن نتكلم عن ارتفاع الأسعار في كل شيء، ونسينا ارتفاع أسعار المعدات الخاصة بمتحدي الإعاقة، إليكم كرسي كهربائي متحرك سعره يبدأ من 10 الآف جنيه وقد يصل إلى 35 ألف جنيه، طبعا مستورد، طبعا السعر يزيد بانتظام، لكن وهبان يؤكد أن الأزمة ليست فقط في السعر، فحتى لو توافرت الفلوس ما فائدة هذا الكرسي في مدن شوارعها لا تعترف أصلا بذوي الاحتياجات الخاصة؟
تبقى معنا 3 صور لثلاث زميلات:
الأولى هي هانيا فهمي – أصغر محررات الموقع على الإطلاق – التي لم تستوعب فكرة الموضوع بدقة وكتبت قصة صحفية عن خريجة الحقوق ريم محمود التي تبيع الأكلات السريعة بواسطة “شيري كار” في أحد شوارع مساكن شيراتون، القصة ننشرها كاملة قريبا، وملخصها في الصورة التالية.
الزميلة بسنت عبد العزيز رصدت في مسجد الحاكم بأمر الله صورة تؤكد أن الاختلاط لم يعد أزمة داخل حرم المسجد، مدير المكان قال لها إنه لم يعد يشعر بأنه يعمل في بيت لله إلا في المناسبات الدينية، عدا ذلك يتعامل الزوار مع المكان باعتباره أثرا وحسب، وليس مسجدا له تاريخ، السؤال الفانتازي هنا ماذا كان سيفعل الحاكم بأمر الله، صاحب القرارات الغريبة والذي اختفى ولا يستدل له على أثر، إذا علم بما يحدث في مسجده الآن؟؟
أخيرا، مع صورة أكثر محررات الموقع روقاناً، الزميلة فاتن الوكيل، تفادت حر أغسطس، وأنتجت صورة عرفنا منها ماذا تفعل عندما تكون في إجازة من العمل بالموقع، تستمع لفيروز إلى جوار صورة عبد الناصر وتأكل الشوكولاتة، وهي تتناول كوبا من الشاي…. هاتي شفطة يا فاتن.