شروق مجدي
احتفل الكاتب والمؤرخ مؤمن المحمدي، بتوقيع كتابه الأخير “مصر من تالت”، مساء أمس الإثنين، بفرع مكتبة “ألف” بمصر الجديدة، وسط حضور عدد كبير من أصدقائه ومن القراء أبرزهم الروائي وحيد الطويلة، في ندوة مفتوحة أدارها عماد العادلي، المدير الثقافي لمكتبات “ألف”، وتم فيها مناقشة محتوى الكتاب، والحديث حول العديد من الأمور الإجتماعية والدينية والتراثية.
قال “المحمدي” أثناء الندوة، أن الكتاب هو عبارة عن حكايات تصور مصر خلال المئة عام السابقة، وأن كل من يعرفه يعرف حبه لـ”الحواديت”، وأن ذلك هو ما يبرع فيه، فهو لا يؤلف تاريخ، أو يوثق أحداث، بل هو يعيد صياغة ما وجده خلال أبحاثه بصورة جديدة مختلفة.
وقال “المحمدي” عن تسمية الكتاب بهذا الإسم، إن ذلك جاء على نسق كتاب محمود السعدني “مصر من تاني” الذي احتوى على حكايات من تاريخ مصر، مثل كتاب المحمدي، وأضاف أنه لا يسعى لتنقية التراث، بل يسعى إلى تقديمه كما هو وعرضه للناس، في محاولة لرؤية العيوب الأصلية الموجودة في تراثنا دون محاولات التنقيح المستمرة.
وتحدث “مؤمن” خلال الندوة عن قصتين من القصص التي تضمنها الكتاب، أحدهما عن “الذوق مخرجش من مصر” وتحدث عن شخصية “الذوق” التي اختلف المؤرخين على وصفها، فمنهم الذي قال أنه كان “فتوة” وآخرين قالوا إنه “ولي” وآخرين قالوا عنه إنه “شهبندر التجار”، وقال إن تلك القصة تمثل الأسطورة عند المصريين التي يجب أن يكون صاحبها يملك إما القوة أو التدين أو المال، وحبذا لو كان يملك الثلاثة.
وحكى عن حادثة دنشواي وعن إبراهيم الهلباوي، المحامي الذي ترافع عن الإنجليز، ووصف الإحتلال بأنه حرر مصر، ونبذه المجتمع فيما بعد، فقال عنه إن شعوره بالندم بعد ذلك لم يكن نابع من حس وطني، بل كان نابع من نبذ المجتمع له، وقال إن التاريخ ينصف دائمًا، فقد قتل قاضي حادثة دنشواي، ومات المتورطين في تلك القضية بين مقتول وبين منبوذ من المجتمع، مات كمدًا.
وقال “المحمدي” في تصريحات لموقع إعلام دوت أورج، إنه خلال أسبوع سيتم طرح كتابه الجديد “قبل الهجرة” وهو الجزء الثالث من ليالي قريش، وسيليه كتاب عن الأهلي “على الحلوة والمرة معاه”، وبعده سيتم طرح كتاب عن السينما يدعى “ألف مشهد ومشهد” مع طرح كتاب الجزء الثاني من “كل العواطف”.
من جانبه وصف عماد العادلي، مؤمن المحمدي بأنه كاتب جريء، يكتب عن أمور يعتبرها البعض الآخر محرمات لا يستطيعوا الإقتراب منها، وقال عن كتابته باللغة العامية، إنها تتمثل في السهل الممتنع، أي أنها توصل لك الفكرة وتجعلك تفكر فيها وتتدبر في الأمر، وفي الوقت نفسه تأتي الصياغة بسيطة يستطيع قطاع كبير من الجمهور التعامل معها.