جريمة بشعة شهدها شارع سيد فهمى بمنطقة منشية البكارى فى الهرم بالجيزة، «سائق»، فى أوائل الثلاثينيات من العمر، أحضر كرسياً خشبياً وضعه أعلى سرير حجرة نوم أطفاله، وعلّق نفسه بملاءة بجنش فى السقف وانتحر شنقاً، ولم يكن ما حدث نهاية الحكاية، فالشاب أحمد فتحى رجب ألقى بطفليه «إسلام»، 10 سنوات، و«يوسف»، 5 سنوات، فى نهر النيل، قبل إقباله على الانتحار.
بمجرد الدخول إلى الشارع، تصادفك أعين كلها جاحظة من فرط المفاجأة: «(أحمد)، الشاب المحترم المهذب، يقتل طفليه وينتحر!»، يقولها وليد أحمد، صديق السائق المُنتحر، جاره بالعقار ذاته، محل الواقعة.
بدأت المأساة، كما يطلق «وليد» على الحادث، بحضور والدة جارهم «أحمد» إلى العقار، أمس الأول، وكانت فى حالة انهيار، وتصرخ: «ابنى شكله عمل حاجة فى نفسه»، وعندها بدأنا فى الاستفسار منها عما حدث: «خير يا حاجة إيه اللى حصل؟!»، فأخبرتنا باتصال هاتفى دار بينها وبين نجلها، قال لها خلاله نصاً: «أنا يا أمى رميت عيالى فى النيل عند كوبرى الوراق، وحاولى أن تأتى إلى منزلى، لكن أرجوك أن تمسكى أعصابكِ».
يتوقف «وليد» لثوانٍ عن الحديث، ويصطحبنا إلى العقار، ويشير إلى شقة «أحمد» بالطابق الرابع، حيث كانت الشبابيك مفتوحة عن آخرها، وأشار إلى أحدها، قائلاً: «هذا شبّاك حجرة الطفلين التى انتحر داخلها (أحمد)».
صعد الجيران فى سرعة إلى شقة «أحمد»، طرقوا الباب أكثر من مرة، دون جدوى، نادوا باسم صاحب الشقة حتى ملوا، حتى الأم نادت ابنها بصوت كله وهن: «يا ابنى افتح الباب، ارحم قلب أمك».
يروى «وليد»، صاحب الشاهد، أنهم دلفوا إلى الشقة، عن طريق كسر شبّاك المطبخ ناحية «المنور»، وكانت الصاعقة «(أحمد) معلّق نفسه فى جنش حجرة الأطفال، ولفظ أنفاسه الأخيرة»، فحضرت قوات الشرطة بناءً على بلاغ الأهالى.
هنا الجميع سأل «أم أحمد» عما حدث؟، فقالت لهم إن خلافات دارت بينه وبين زوجته «ش»، التى طلقها منذ فترة وجيزة، جعلته فى مأساة طوال الوقت، مؤكدة تلقيها اتصالاً من ابنها، أبلغها خلاله بأنه مقبل على الانتحار داخل شقته فى الهرم، وذلك بعد إلقائه طفليه «إسلام» و«يوسف» فى نهر النيل.
كل تلك الإجابات لم تكن لتكشف المستور لولا حديث محمد أحمد، نجل صاحب العقار، الذى قال: «(أحمد) استأجر الشقة التى انتحر بها منذ 20 يوماً، وذلك بعقد إيجار مؤقت لمدة عامين، وكان يستعد- بعد تطليقه أم ولديه- للزواج من فتاة تقطن بالمنطقة، وبالفعل أحضر أثاث منزله، لكنه كان يمر بحالة نفسية سيئة، كونه يحب طليقته بشدة، فأقبل على الانتحار!».
«الحب هو اللى أدى به إلى تلك المأساة»، يؤكد «محمد» أن «الشاب المنتحر كان يجلس معنا كل يوم ما يزيد على الساعة، وكان سلوكه طيباً، ولم يؤذ أحدا، ولم تكن لديه عداوات مع أحد، لكن زوجته السابقة رفضت الرجوع إليه، رغم توسلات والدته إليها، ويوم السبت، أحضر ابنه الكبير (إسلام)، وذهب به إلى منطقة إمبابة لإحضار شقيقه (يوسف)، واستغل عدم وجود والدتهما، وأخذهما إلى كوبرى الوراق، وألقى بهما فى النيل، وبعدها فوجئنا بانتحاره»، وذلك وفقًا لموقع “المصري اليوم”.