– جميعنا يتذكر المقال الشهير لغادة شريف في صحيفة المصري اليوم والذي أثار ضجة كبيرة وقت أن كان الرئيس عبد الفتاح السيسي لا يزال وزيرا للدفاع ولم يعلن ترشحه بعد للرئاسة.
– المقال كان يحمل عنوان” يا سيسى.. إنت تغمز بعينك بس!” ونشرته الكاتبة يوم الخميس 25 يوليو 2013 أي اليوم السابق لجمعة “التفويض” التي طالب فيها السيسي المصريين بالنزول لتفويضه في محاربة الإرهاب.
– كاتبة المقال كانت تتحدث عن نفسها وعن تأييدها لأي شيء يطلبه السيسي الذي كان وزيرا للدفاع وقتها، وأنه لم يكن في حاجة لتوجيه دعوة بل يمكنه أن يغمز..
– ثار الجدل رغم أن الكاتبة كانت تتحدث عن نفسها وهناك الكثير من الكتاب الذين انتقدوها وقالوا لها إنها لا تمثل إلا نفسها، وتلك فعلا هي الحقيقة، فهي لا تملك إلا أن تتحدث عن نفسها أو تفعل بها ما تشاء طالما أنها لا تضر غيرها أو الدولة في شيء، ومع ذلك انتظرت من السيسي أن يغمز كشرط.
– تذكرت هذا المقال في ظل ما يحدث حاليا من بعض من لا ينتظرون حتى غمز الرئيس ولا دعوته، ويلصقون أنفسهم به بدعوى أنهم يقومون بالواجب الوطني، مع أنهم لا يهدفون من ذلك إلا خدمة أنفسهم أو البقاء في مناصبهم، وأيضا يلحقون الضرر بالدولة، ويبددون أموالها على أغراضهم الشخصية، ولذلك فهم يطبقون قاعدة ” من غير ما تغمز يا سيسي”.
– أتحدث هنا عن عدد من رؤساء تحرير ورؤساء مجالس إدارات صحف قومية، أصبح شغلهم الشاغل مؤخرا أن يرتبوا أمورهم وتسخير كل وقتهم للسفر ضمن الوفود الإعلامية التي تغطي زيارات الرئيس الخارجية.
– همهم فقط هو السفر، وأن يقال إن فلان سافر مع الرئيس، الرئيس راض عنه، هكذا يوهم العاملين معه في جريدته بأنه من ذوي النفوذ والسطوة وأنه لا يجب أن يعارضه أحد.
– الحقيقة أن أي صحفي في مصر سواء في جريدة صغرى أو كبرى يمكنه أن يسافر لتغطية زيارات الرئيس، وذلك لأن مؤسسة الرئاسة في هذا الشأن تعامل الجميع سواسية، ولا تتحمل تكلفة أي أحد، وتسهل إجراءات التأشيرة فقط.
– لكن اللافت أن فتح الأمر هكذا وعدم قصره على المحررين المعتمدين كمندوبين في مؤسسة الرئاسة، جعل بعض من لا يملكون من المهنة شيئا من رؤساء تحرير أو رؤساء مجالس إدارة صحف قومية أو غيرهم، يستغلون الأمر لصالحهم على حساب التغطية الحقيقية والمطلوبة لزيارات الرئيس.
– وزاد الأمر عن حده أكثر بل أصبح هناك صحيفة واحدة يسافر منها رئيس تحريرها ورئيس مجلس إدارتها ومحررها الرئاسي.
– واللافت في كثير من الأحيان – كما حدث في أغلب الزيارات الأخيرة- أنك تجد المندوب فقط هو الذي يكتب ويغطي أخبار الزيارة وأحيانا يضع رئيس التحرير اسمه معه على نفس الموضوعات، مما يجعلك تتساءل عن سبب سفر رئيس مجلس الإدارة ؟
– أيضا تتساءل هل الأفضل أن يسافر رئيس التحرير أم يظل هنا ليدير جريدته، ويوجه كتيبة التحرير لتحقيق التغطية الأمثل والأفضل للزيارة من جميع الجوانب وخاصة رصد ردود الفعل عليها ؟
– الأهم من كل ذلك أن مثل تلك الأمور باتت تؤثر بالسلب على الزيارات حيث لا يتحرك المحررون الصغار بحرية في وجود قيادات مؤسساتهم الذين يسيطرون على فرص اللقاءات مع الرئيس.
– أيضا أهمية زيارات الرئيس تبرز بالتغطية الجيدة وليس بالأسماء التي تسافر لتغطيتها وتحولها في كثير من الأحيان إلى “زفة بلدي” لا تليق بمقام الزيارة ولا الرئاسة، مما يجعل الأمر في حاجة لترتيب حقيقي من المسئولين بالرئاسة .
ملحوظات
– رئيس مجلس إدارة مؤسسة قومية يسافر فقط ليجري مداخلات مع فضائيات ويظل اسمه حاضرا في كل تعليق على خبر يخص زيارة الرئيس.
– رئيس مجلس إدارة آخر نصحه بعضهم مؤخرا بأن يسافر كل زيارات الرئيس المقبلة حتى يصور للمعترضين عليه في مؤسسته أن الرئيس يريده وراض عنه.
– تكلفة سفر كل من رئيس التحرير أو رئيس مجلس الإدارة بأي مؤسسة قومية تكلف مؤسسته ما لا يقل عن 30 ألف جنيه في 4 أيام شاملة الإقامة وتذاكر الطيران.
– الرئاسة فعلا لا تغطي تكلفة أي من هؤلاء ولا غيرهم حتى لا تهدر أموال الدولة، ولكن يصبح الأمر في حاجة لوقفة حقيقية حينما تعلم أن المؤسسات القومية حصلت على دعم من الدولة مؤخرا بقيمة 370 مليون جنيه لأنها في أزمة مالية.
اقرأ أيضًا:
هشام المياني: جثة الصحفي أهم من شغله !!
هشام المياني: صحافة برأس نعامة!!
هشام المياني: كيف تصبح مقربًا من أصحاب السلطة؟
هشام المياني: علشان رئيس تحريرك يحبك