على مدار أربع سنوات يتبع الإعلام المصري الخاص سياسات وتوجهات عجيبة تجاه ثورة 25 يناير ، لم أعترض على أراء هؤلاء الإعلاميين الخاصة في الثورة وتحول الكثير منهم من تأييدها وانحيازه لها إلى لعنتها وإهانتها من خلال أراءهم الخاصة، فلهم مطلق الحرية في أراءهم الخاصة تجاه الثورة وتجاه أي شيء أخر ولا يمكننا أن نفرض عليهم أرائنا.
إلا أن ما يزعج الكثير من جيلنا ويصيبه بالإحباط هو إصرار هؤلاء الإعلاميين على اختيار شخصيات للحديث باسم الثورة ، هم في الحقيقة ليس لهم أي علاقة بها من قريب أو بعيد سوى حب الظهور والشو الإعلامي لتحقيق مطامعهم الخاصة وأهدافهم في الوصول السريع على حساب الثورة بآرائهم وأفكارهم المشوهة سياسيا ومجتمعيا.
دائما نشاهد من يتحدث على الشاشات عن ثورة يناير مجموعة من الشباب المتعصب والمنحاز لأفكار منحرفة بعيدة كل البعد عن الأهداف الحقيقية للثورة، فالثورة قامت من أجل البناء وليس الهدم، إلا أن الإعلام الخاص يعمل متعمدا على إظهار أصحاب الآراء الهدامة والغير مؤهلين للحديث سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي، وهو ما يصيب أغلب المواطنين بالكره لثورة يناير ويجعلهم يتخذوا مواقف معادية لها ولكل من يمثلها على طريقة المثل الشهير “يضعوا البيض كله في سلة واحدة”.
ولذلك أكتب رسالتي إلى الإعلاميين في ذكرى ثورة يناير مطالبا منهم أن ينتقوا ضيوفهم المنتسبين إلى الثورة ، وعليهم أن يراعوا ضمائرهم فيما يقدموا حتى لا يزيد انقسام الشعب ويزداد عداء مشاهدي هذه البرامج للثورة بسبب ظهور شخصيات غير مؤهلين على الشاشات ويمثل حقا ظهورهم إساءة كبيرة للثورة ولشبابها النقي الذى مازال يسعى جاهدا لتحقيق أهدافها وبناء مصر المستقبل بطرق سلمية وأفكار بناءه.
بالطبع لم أوجه رسالتي إلى بعض الإعلاميين الذين حسموا مواقفهم وأعلنوا مرارا وتكرارا عدائهم للثورة وسعوا كثيرا لتشويهها وتحويلها إلى مؤامرة، ولكني أخاطب بعض الشرفاء في الإعلام ممن لديهم ضمير حي يجبرهم على مراجعة مواقفهم والسير على الطريق الصحيح من خلال تقديم إعلام مهني موضوعي يخدم الوطن ولا يسئ للثورة سواء متعمدا أو غير متعمد.
مصر بها آلاف الشباب الذين شاركوا في ثورة يناير العظيمة أعرفهم جيدا بصفة شخصية لم يظهروا يوما على الشاشات برغم قدرتهم على الحديث ونقل صورة محترمة عن الثورة وشبابها ، إلا أن الإعلام دائما يتجاهلهم ولا يقبل باستضافتهم لقدرتهم على الإقناع ونقل الصورة الصحيحة عن ثورتنا العظيمة التي نحيى ذكراها هذه الأيام.
أتمنى أن كل إعلامي يحترم نفسه ومشاهديه أن يتخذ إجراءات كافية في برنامجه لحماية ثورة نص عليها الدستور الذى أيدته الأغلبية في استفتاء شعبي معلن أمام العالم بأكمله ، وأود أن تظهر في الفترة القادمة وجوه جديدة تنتسب لثورة يناير وتشرفها ولديها القدرة على الحديث بإسم الثورة وشبابها بأفكار بناءه بعيدًا عن الهدم ، بدلا من ظهور بعض أصحاب المصالح والمنتفعين الذين نشاهدهم حاليا في الإعلام عن عمد في محاولة للإساءة للثورة.
اقرأ أيضًا: