كشفت صحيفة التليجراف البريطانية في تقرير لها، الخميس عن بضع تفاصيل جديدة، بالحديث مع والدة ريجيني، باولا، وعلى ضوء تقرير تشريح الجثة، المكون من 220 صفحة، والذي كُتب بمعرفة الخبيرين الإيطاليين فيتوريو فينيشي ومارسيلو كياروتي.
ونقلت الصحيفة عن تقرير التشريح العثور على حروف غريبة نُحتت على جسد ريجيني أثناء تعذيبه، حيث وُجدت علامة تشبه حرف X على يده اليسرى، بالإضافة لعلامات أخرى منحوتة على ظهره، وفوق عينه اليمنى، وعلى جبينه. وقالت والدة ريجيني للتليجراف “استخدموا جسده وكأنه لوح كتابة”.
وبحسب التقرير المفصّل عن تشريح الجثة، فإنه تم اكتشاف وجود كسور عظام في أنحاء متفرقة من جسده، وخمسة أسنان محطمة، وحروق وكدمات غطت كامل الجسد، بالإضافة إلى علامات يبدو أنها شكلت حروفًا أبجدية. وعلى ما يبدو تم التعذيب بالركل والضرب بالقبضات والعصي وباستخدام المطارق، لينتهي بالموت بعد كسر في فقرات العنق.
في نفس السياق قال بيان مشترك صدر الجمعة عن محققين إيطاليين ومصريين، يعملون على قضية تعذيب وقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، إن النائب العام المصري المستشار نبيل صادق سلم تقريراً “كاملاً ومعمقاً عن فحص بيانات اتصالات التليفون المحمول في منطقتي اختفاء ريجيني في 25 يناير والعثور على جثته في 3 فبراير”، وذلك بحسب وكالة الأنباء الإيطالية “انسا” ANSA.
وفيما يمثل أول اعتراف رسمي من مصر بإجراء تحريات أمنية حول ريجيني قبل اختفائه، أكد النائب العام المصري، وفقاً للبيان الذي نقلته وكالة رويترز في تقرير من العاصمة الإيطالية، أن الشرطة المصرية “تلقت في السابع من يناير بلاغًا من رئيس النقابة المستقلة للباعة الجائلين”، “وبعدها أجرت الشرطة تحرياتها حول أنشطة ريجيني. وبعد التحريات التي دامت ثلاثة أيام لم يتم اكتشاف أي نشاط له علاقة بالأمن القومي، وعلى أساس هذا تم إيقاف التحريات”. وتنفي الحكومة المصرية أن ريجيني كان قيد الاحتجاز لدى جهات التحقيق الرسمية.
وكانت الحكومة المصرية قد أصرت منذ فبراير الماضي على إنكار أي تورط رسمي في مقتل ريجيني، مؤكدة أن الباحث الإيطالي لم يكن معروفا أو مطلوبا للأمن المصري أثناء إقامته في القاهرة.
وأعرب صادق عن استعداده للقاء أسرة ريجيني لطمأنتهم أنه يحاول الكشف عن الجناة في “جريمة بمثل هذه الجسامة”، حسبما نقلت رويترز.
كان الاجتماع قد انعقد بناء على طلب من المدعي العام لروما جيزيبي بنياتوني، المسئول عن التحقيق في قضية ريجيني من الجانب الإيطالي، وبحضور صادق.
ووفقاً لتقرير وكالة الأنباء الإيطالية ANSA، فقد أكد الاجتماع بين الطرفين في روما على الالتزام المشترك للوصول إلى جذور الجريمة، واستمرار تبادل المعلومات والوثائق بهدف الوصول إلى الحقيقة كاملة، ناقلةً عن البيان أن الاجتماع الثالث من نوعه “نجح في تقديم مقارنة مثمرة بين العناصر التي تم جمعها من قبل المكتبين”.