أحمد حسين صوان
أوضح الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، في لقاء سابق له، المقومات التي يجب توافرها في المطرب، قائلًا : “يجب على المطرب أن تكون لديه المقامات المتفق عليها علميًا، والمسافات الصوتية تكون معلومة وسليمة، بالإضافة إلى الإحساس بالمادة التي يؤديها، وأن يكون لديه مضمون ورسالة داخلية، يريد توصيلها إلى المستمع، موضحًا أن المطرب عليه أن يمتلك 10 مقامات صوتية جيدة على الأقل”.
وعلى غرار برامج المواهب المنتشرة حاليا، استمع عبد الوهاب خلال حواره مع الإعلامية ليلى رستم، ببرنامج “نجمك المفضل”، الذي كان يذاع على التليفزيون المصري، في ستينيات القرن الماضي، إلى عدد من طلاب معهد الموسيقى، الذين يعتقدون بأن لديهم الموهبة ويريدون عرضها على عبد الوهاب، ليقو بدور “عضو لجنة تحكيم” في أحد برامج المواهب.
استمع عبد الوهاب إلى الطلاب، وبالرغم من موهبتهم المتواضعة، إلا أن الخجل الذي عرف عن الموسيقار الراحل منعه من توجيه النقد إليهم، حيث فضّل أن يوجه عدة نصائح من بينها دراسة الموسيقى والتعمق في تعلمها، والإخلاص في العمل الفني، وعدم التوقع بدخول المجال عن طريق “الواسطة”، مضيفًا بسخرية، أنه لا يملك أحد مهما بلغت قوته أن يرسل خطابًا إلى شعبه، يقول فيه “عزيزي شعبي، جامل هذا المغني، وأرجو أن تسمعه وتستمع بصوته مثلي”.
لاحظ عبد الوهاب أن الجيل الغنائي، آنذاك، يعمل بالفن كوسيلة للشهرة وتربح المال، وأن يكون محط الأنظار للمعجبات، وليس هدفًا، موجهًا لهم النصيحة بضرورة الإخلاص في عملهم الفني، حتى يرصدون النجاح والتميز، والحصول على الشهرة والمال والمعجبات.
تابع “عبد الوهاب” أنه على الرغم من وجود مواهب غنائية رائعة، وعدم وجودهم فرصة لاكتشافهم، إلا أن المعاهد الموسيقية والإذاعة باتوا يكتشفون تلك الأصوات، مشيرًا إلى أن المطرب قديمًا، عندما كان يصنع أغنية، كان يسافر إلى المدن والقرى بالمحافظات من أجل سماعها للجمهور.
ذكر الموسيقار الراحل موقف طريف تعرض له عندما كان ذاهبًا إلى أحد الأفراح بقرية مجاورة لمدينة بنها، وكان الطريق إليها من خلال ركوب حمار، لتدهور حالة الطريق، موضحًا أنه ركب حمار إلا أنه سقط به في “الترعة”، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا حاليًا أصبحت تساعد المطربين.
يذكر أن الراحل محمد عبد الوهاب، لُقب بـ”موسيقار الأجيال”، عمل ملحن ومؤلف موسيقى وممثل سينمائي، لحن للعديد من المطربين في مصر والدول العربية، بينهم أم كلثوم، وفيروز، وليلى مراد، وعبد الحليم حافظ، ونجاة الصغيرة، وصباح، وأسمهان.
https://www.youtube.com/watch?v=_-y73d5edmc