أحمد حلمي.. من "صنع في مصر" إلى "صنع في شرم"

 سما جابر

بمجرد أن أعلن الفنان أحمد حلمي عن عودته للسينما بعد غياب عامين منذ أخر فيلم له “صُنع في مصر” ظل الجمهور منتظرًا لمشاهدة العمل الذي سيعود به حلمي نظرًا لثقتهم فيه، وتأكدهم من تقديمه لكل ما هو مختلف ويحترم عقلية المشاهد.

عاد حلمي بـ”لف ودوران” الذي ربما صدم الكثيرين من جمهوره، إلا أنه لا زال “النجم” المتربع على عرش الإيرادات بالمقارنة مع منافسيه في الموسم ذاته، والذي حاز على الإشادات رغم الإخفاقات الكثيرة في الفيلم.

إيرادات الأفلام الستة في أول أيام العيد 

 رغم أن الفيلم لم يكن بقوة بعض أفلام أحمد حلمي السابقة كعسل إسود وأسف على الإزعاج وألف مبروك وغيرهم، ورغم الانتقادات التي وقع فيها الفيلم إلا أنه احتوى أيضًا على بعض الإيجابيات التي تجعلك تخرج من قاعة العرض وأنت مبتسم غير نادم على المشاهدة.

في البداية نقوم بسرد نقاط الضعف التي احتوى عليها الفيلم وجاءت ملحوظة بشكل واضح لكل من شاهدوه

 “اللف والدوران” على المشاهد

ملخص قصة الفيلم هو إقناع أسرة أحمد حلمي “نور”، والمكونة من 4 نساء “والدته، جدته، خالته، شقيقته”؛ بعدم سفره للعمل بالخارج لتتوالى الأحداث غير المفهومة إلى حد ما… حيث سيطرت حالة نابعة من اسم الفيلم، حالة من “اللف والدوران” على المشاهد في الأحداث من حيث إقحام بعض المشاهد والإيفيهات و”اللزمات” والشخصيات أيضًا، والتي إذا استغنى صناع الفيلم عنها لن تؤثر فيه، وهو ما أدى إلى عدم فهم البعض ما المرجو من تلك المشاهد حتى وإن كان هدفها الضحك فقط، فالفيلم أيضًا لم يحتوِ على المشاهد التي تجعل “قهقهتك” تملأ قاعة السينما.. فأنت بالكاد تبتسم.

 مشاهد غير كاملة

يبدو أن البدء في تصوير الفيلم في شرم الشيخ والانتهاء منه بسرعة خلال أيام قليلة، والإعلان المفاجئ عن عرضه في موسم العيد، قد أثّر على انتهاء بعض المشاهد دون فهم الهدف منها أو معرفة النهاية الحقيقية لتلك المشاهد، كمشهد معرفة بيومي فؤاد بحقيقة “هاني وأماني” أو “نور وليلة”، وما خطط له العروسان المزيفان، وترك الجمهور يستنتج أن “صابرين” هي من كشفت حقيقتهما له، فضلًا عن نهاية العمل التي جاءت مفاجئة ومفتوحة ولم يتوصل المشاهد إلى النهاية السعيدة المباشرة التي انتظرها طوال الفيلم.

 نجوم بلا طلّة

من ضمن نقاط الضعف أيضًا كان وجود أدوارًا غير مؤثرة في الأحداث، ولم تستطع أن تظهر بشكل أفضل مما ظهرت عليه سابقًا، فمثلًا دور صابرين –خالة نور- التي حققت نجاحًا كبيرًا بظهورها في مسلسل “أفراح القبة” في رمضان، جاء دورها في لف ودوران سطحيًا لأبعد الحدود، كذلك جميلة عوض التي جاء دورها في الفيلم أضعف كثيرًا من أولى أدوارها الفنية في تحت السيطرة، فلم تظهر بشكل أو أداء مميز، وجاء الحوار جافًا باردًا لم يضف لها شيئًا في مشوارها.

 المط والتطويل

بالتأكيد هناك مشاهد طويلة ومملة بالفيلم قد تجدها غير مؤثرة في الأحداث، إلا أن أطول المشاهد على الإطلاق تلك التي كانت في “جزيرة العشاق” والتي جمعت بين حلمي ودنيا فقط، والتي انتهى بعدها الفيلم بشكل مفاجئ مخيب لآمال البعض.

المشاهد بها العديد من التفاصيل المملة كان يمكن أن تُختصر، فالتركيز بشكل مكثف على الغروب أو الشروق كان مبالغًا فيه، كما أن فكرة هذا الجزء من الفيلم كانت غير واقعية بعض الشيء، فمثلًا لا أحد يستطيع الجلوس بهذا الهدوء لعدة أيام في مكان ما ومن المفترض أنه تائهًا، بلا طعام أو مياه أو وسيلة اتصال تساعده.. فلسنا نشاهدCast Away  حتى نصدق ونقتنع بالأحداث!.

 فيها حاجة حلوة

بالرغم من وجود العديد من الملاحظات السلبية على الفيلم إلا أن “هيبة” أحمد حلمي تفرض نفسها على الجمهور، فالجمهور الذي من المؤكد سمع عن ضعف مستوى الفيلم منذ بداية عرضه، لم يكترث وذهب لمشاهدة حلمي… فيكفي استقبال الفيلم في قاعة السينما بالتصفيق الحاد، وحتى الإيفيهات المتواضعة التي قوبلت بابتسامة خفيفة من الجميع، قوبلت بالتصفيق أيضًا.

كذلك الصورة والمناظر الطبيعية كانت رائعة، ومبهجة بشكل كبير، كما أن هناك بعض المشاهد البسيطة التي علقت في أذهان الجمهور بعد انتهاء الفيلم، وظلوا يرددوها كالغنوة التي أدتها دنيا سمير غانم في أحد المشاهد وهي “بتناديني تاني ليه”

“لف ودوران” فيلم متواضع يليق بأجواء العيد وما يريد الجمهور مشاهدته من أفلام خفيفة مناسبة لأفراد الأسرة كافة، وحتى إن كانت بعض أفلام أحمد حلمي دون المستوى المتوقع في الفترة الأخيرة، إلا أنها فعلًا “فيها حاجة حلوة”.

 إيرادات الأفلام في ثاني أيام العيد