الإستقبال الجماهيري الكبير لأحدث أعمال الفنان أحمد حلمي ربما فاق توقعات الكثيرين ولكنه يدل على أنه لايزال لنجوم هذا الجيل رصيد جماهيري لا يستهان به يجعلهم يواصلون صدارة شباك تذاكر السينما المصرية وهو ما يحدث الأن مع فيلم (لف ودوران) جديد أحمد حلمي أحد فرسان الكوميديا الأربعة الذين تتابعوا على قمة إيرادات هذا الجيل مع محمد هنيدي وعلاء ولي الدين ومحمد سعد ويتفوق عليهم بأنه الأكثر إستمرارا على القمة وأكثرهم حصدا للإيرادات حيث تقترب إيرادات أفلامه ( 15 بطولة ) من رقم 200 مليون جنيه .
الفيلم (يشبه) أعمالا كثيرة للنجم أحمد حلمي وهو نموذج الشاب خفيف الظل الذي يقع في حب فتاة بالصدفة ويعتمد خلالها على كوميديا الموقف التي يجيدها ببراعة ويعتبر حلمي من أكثر النجوم إجادة لنوعية الرومانتيك كوميدي في أفلامه وهو ما خلق حالة ثقة بينه وبين جمهور السينما الشاب ، و يكرره في جديده ( لف ودوران ) الذي يخرجه خالد مرعي في رابع لقاء بينهما بعد ( أسف على الإزعاج _ بلبل حيران _ الف مبروك ) وكتبته منة فوزي.
مفارقة الأحداث (المتقنة) تبدأ عندما يقرر البطل (نور) الذهاب لشرم الشيخ لإستقبال فتاة إيطالية أرسلها والده لكي يصطحبها في جولة سياحية ولكنه يتورط ويأخذ عائلته المرتبطة به وهم أمه وجدته وأخته وخالته أيضا ! ليلتقي في شرم الشيخ بالفتاة الإيطالية والبطلة ليلة ( دنيا سمير غانم ) ليصبح راجل وست ستات ! وهي تيمة تستطيع أن تصنع منها كوميديا بلا حدود وبالفعل تتصاعد الكوميديا مع وجود هذه الفتاة الغريبة لتقيم معهم في نفس الفيلا السياحية ، حتى الأن الأحداث متماسكة ومترابطة والمواقف الكوميدية جيدة جدا وكذلك البناء الدرامي لشبكة العلاقات بين الأبطال ( البطل والأم والجدة والأخت والخالة والفتاتين ) متقنة جدا ومفارقة الأحداث بينه وبين البطلة كذلك متقنة للغاية وتتأكد أنك أمام عمل فني جيد الصنع ولكنه للأسف لم يُبنى على ذلك بناء دراميا جيدا حتى نهاية الأحداث والتي جاءت مفاجأة وغير مقنعة لكثير من الجمهور ، حيث يبدأ الملل يتسرب إلي المشاهدين في النصف الثاني وخاصة الثلث الأخير والذي يتم فيه ترك البطلين بمفردهما فوق جزيرة وهي تُشبه فكرة برنامج تليفزيون الواقع الأجنبي dating naked ! وكان يجب إختصارها أو وضعها مبكرا في أحداث السيناريو
ولكن الأمر كأن صناع الفيلم أنهوه دون مجهود في التفكير وهم متعجلين ! ولم يبذلوا مجهودا لخلق أحداث مشوقة أكثر بين البطلين بها مزيد من المشاعر والأحاسيس والتي ظهرت على فترات من الأحداث إلي جانب إعطاء مساحة درامية أكبر لباقي العلاقات بين الشخصيات مثل مدير الفندق ( بيومي فؤاد ) والخالة (صابرين) ولكن باقي الأبطال غابوا تماما في نهايات الأحداث.
ويبدو أن صناع الفيلم أشتغلوا من البداية بأقل مجهود على السيناريو وأكتفوا سريعا بما تم ليلحقوا بموسم العيد وتم إنجاز العمل في أقل من أسبوعين تصوير ! وهو أمر غير معتاد لإنتاجات النجوم الكبار للسينما الحالية ومعتاد فقط من أفلام منتجين وممثلين بعينهم ! تعتمد أفلامهم على التصوير في كباريهات الرقص الشرقي والغناء! والتصوير في لوكشن محدود.
ويجب علي الفنان أحمد حلمي أن يعمل بجدية أكثر وبأفكار جديدة ومفاجئة مستغلا حالة الثقة الكبيرة لجمهوره الأن ليحافظ أطول فترة ممكنة على مكانته لديه والتي إستعادها الأن بجدارة بعد إخفاق أخر أعماله صنع في مصر !
عودة حلمي لصدارة الإيرادات والتي تقترب من 15 مليون جنيه خلال أيام العيد فقط حدثا سينمائيا أسعد الكثيرين خاصة أبناء جيله والذين أثبتت سوق الإنتاج السينمائي الحالية وما قدمته خلال السنوات التالية لأحداث يناير٢٠١١، أنه يجب المحافظة على نجوم ( جيل هنيدي) كما أطلقت عليهم في كتابي الصادر عام 2012 وهو الجيل الذي صعد نجومه ونجماته في بداية الألفية الحالية بعدما إكتشفنا إن إنتاجهم أفضل بكثير مما شاهدناه والقادم سيكون أسوأ والدليل الأفلام التي ظهرت خلال الأربعة سنوات الماضية وظهرت بها أعمالا تسيء لتاريخ السينما المصرية العريق.
نرشح لك- أحمد فرغلي رضوان يكتب: صابر جوجل ..هل ضَل مؤشر بحثه للجمهور !