نقلاً عن البوابة
أعرف أن ما سأقوله هنا تأخر قليلا، لكن ربما يكون هناك من يمكنه تدارك الأمر من بين المسافرين الى الأمم المتحدة لحضور الجمعية العمومية ال ٧١.
نيويورك هذه المرة متحيزة ومتحفزة، لن تستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى باسترخاء كما جرى فى الدورتين السابقتين، صحفيون ينتمون الى الاخوان او مدفوعين منهم حصلوا على تراخيص دخول الأمم المتحدة، جهزوا ملفات عديدة عما يحدث فى مصر، جمعوا معلومات لا بأس بها عن ملفات الحريات والسجون والأوضاع الاقتصادية، يستعدون لمواجهة الجميع هناك، ذهبوا وهم مستعدون لخوض معركة سياسية، يحصلون منها على مشهد أو تعليق أو موقف يدينون به الدولة المصرية ونظامها.
نواب فى الكونجرس الأمريكى يعملون طبقا لأجنداتهم الخاصة، يستعدون هم أيضاً للمواجهة والسؤال، ولا مانع لديهم من وضع النظام المصرى فى خانة اليك، فهذا يضيف الى مجدهم ومكاسبهم، فهم لا يعملون الا لمن يدفع لهم.
على الجانب الآخر يبدو أنه لا استعدادات كافية من قبل الوفد المصرى لمواجهة كل هذا، فحتى الآن لا يعرف المسافرون مع الرئيس ما هو المطلوب منهم على وجه التحديد.
الوفد المصرى يضم صحفيين واعلاميين ونواب برلمان وشخصيات عامة، والمفروض أن يكون لهؤلاء جميعا دور واضح خلال الأيام التى تستغرقها الزيارة.
نرشح لك : محمد الباز يكتب: الجائع المصرى لا يثور… يبحث فقط عمن يطعمه
لم يجتمع أحد مع أعضاء الوفد على الأقل من أجل التنسيق، وتحديد دور كل فرد بدقة واحترافية، فليس معقولا أن يكون الدور المطلوب هو مساندة الرئيس ودعمه، من خلال الاستقبال ورفع الأعلام والهتاف الذى لا يفهمه الا من يرددونه، وهؤلاء جميعا لا يشكك أحد فى ولاءهم للدولة المصرية، ولا فى رغبتهم أن ينجح هذا النظام ويتجاوز الأزمات التى تحاصره من كل مكان.
يضم الوفد صحفيين واعلاميين، فلماذا لا تقوم وزارة الخارجية بتحديد مواعيد لهم مع رؤساء تحرير الصحف الأمريكية وعدد من الاعلاميين الأمريكان، لشرح وجهة النظر المصرية فيما يحدث، وتعريفهم على الأوضاع بشكل واقعى، بعيدا عن التهويل والشائعات والتقارير المغرضة التى تنشرها الصحف العالمية ضد مصر ؟ ولماذا لا يتم تحديد مواعيد مع أعضاء فى الكونجرس، ليجلس معهم ال ٢٠ نائبا المرافقين للرئيس، ليشرحوا ما لديهم ويتحدثوا عن حقيقة الأوضاع فى مصر ؟
لا يمكن بحال من الأحوال ترك هذه المهمة للإعلاميين والنواب، لابد من تنسيق على أعلى مستوى، فليس من المنطقى أن نترك الأمور للصدفة، لأننا لن نتحمل ما تفعله بنا الصدف.
أعرف نوابا يجتهدون ويجهزون ملفات يكونون من خلالها على استعداد للإجابة على الأسئلة المتوقعة من المشاركين فى دورة الأمم المتحدة، لكن هذا لا يكفى، فقد لا تتاح لهم فرصة التلاقي مع نواب الكونجرس، فالأمر لابد أن يكون معد سلفا، وإلا سيكون سفر النواب بلا قيمة مضافة للزيارة.
أثق فى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى سيؤدى أداءا جيدا، وسيتفادى المطبات الصناعية التى يستعد كثيرون لوضعها فى طريقه، لكن هذا لا يكفى، فلابد أن يكون كل فرد فى الوفد له مهمة محددة، يقوم بها بإحترافية شديدة، لكن لابد من التنسيق الواضح والمحدد، وإلا سنجد أنفسنا فى ورطة، أو على الأقل لن نستفيد شيئا من هذا الحدث العالمى.
العالم ينتظر مصر هناك، ما فى ذلك شك، لكنه انتظار المتربص، فلا أقل من تفويت الفرصة على من يريد أن يوقع بنا ويوردنا موارد التهلكة، فالنيات الحسنة والطيبة لا تكفى وحدها لمواجهة خصوم لا هم لهم الا اصطيادنا، فهل نقدم لهم أنفسنا لقمة صائغة على طبق من ذهب؟ أم نقاوم؟
أعتقد أن المنطق يقول : لابد أن نقاوم.