المجتمع السعودي من "مشاعل بنت فهد" إلى "بركة يقابل بركة" - E3lam.Com

إيمان مندور  ( للتواصل من هنا )

بعد مرور 36 عاماً على عرض الفيلم الوثائقي البريطاني (موت أميرة  Death of a Princess )، والذي تناول القصة الحقيقية لإعدام الأميرة السعودية مشاعل بنت فهد بن محمد آل سعود بتهمة الزنا، عادت من جديد فكرة العلاقات بين الشباب والفتيات في المجتمع السعودي تُطرح من جديد على الساحة، وذلك عن طريق فيلم “بركة يقابل بركة”.

الفيلم الذي تم اختياره ليُمثل المملكة السعودية في جوائز أوسكار 2017 بفئة أفضل فيلم أجنبي، يحكي قصة عاشقين يجمعهما القدر لكن في بيئة معادية للمواعدة الرومانسية من أي نوع، وهو ما عانت منه الأميرة مشاعل وتم قتلها بسببه.

إعلام دوت أورج يرصد الأحداث والوقائع الحقيقية التي تجمع بين أبرز فيلمين تناولا فكرة مصير العلاقات العاطفية داخل المملكة.

 

**فيلم (موت أميرة  Death of a Princess ) 

فيلم وثائقي بريطاني تم إنتاجه عام 1980 أي بعد 3 سنوات من إعدام الأميرة مشاعل بنت فهد بن محمد آل سعود رمياً بالرصاص عام 1977، وأعيد عرضه مرة ثانية في دور السينما العالمية عام 2005، بمناسبة مرور ربع قرن على عرضه الأول.

الفيلم يروي قصة الأميرة مشاعل التي تم إعدامها في سن التاسعة عشر من عمرها، لأنها حاولت الهرب خارج المملكة برفقة حبيبها الذي تعرفت عليه أثناء دراستها في بيروت، بعد أن تخفت في زي رجل إلا أن أمرها كشف في المطار، وتمكنت السلطات من القبض عليهما بمطار الرياض قبل إقلاع الطائرة بدقائق، وبعد توجيه تهمة الخيانة للأميرة الصغيرة واعترافها على نفسها ثلاث مرات أنها ارتكبت جريمة الزنا، تم إعدامها رمياً بالرصاص، في حين تم ضرب العشيق ( ابن آخ للسفير السعودي في بيروت حينها) على رقبته بالسيف 5 مرات متتالية.

خلال سياق الفيلم أوضح المخرج أنطوني توماس أن إجراءات المحاكمة باطلة من الأساس والإعدام لم يتم بشكل رسمي ولا وفقاً لشريعة الإسلام، وأشار إلى عدة أدلة من ضمنها أن مشاعل لم تُعْدَم في الأماكن الإعتيادية لتطبيق الحد وإنما في حالتها هي كان مكان الإعدام غير مخصص، فضلا عن أنها غير متزوجة فلماذا تُقْتَل، فحدها هو الجلد وليس الرجم، ومن ثم فإن ما حدث فيها قانون قَبَلي وليس إسلامي،لكن عدداً من أسرة آل سعود أدلوا بتصريحات لصحفيين أجانب قالوا فيها أنها كانت متزوجة ولذلك فإن الرجم هو الحد في تلك الحالة.

كل الشخصيات في الفيلم محوَّرة وتتخذ مهناً وأسماءً وهمية لحماية الشخصيات الحقيقية التي كانت تخشى من كشف هويتها، قامت بدور الأميرة فيه الممثلة المصرية سوزان أبو طالب والتي غيرت اسمها على إثره إلى “سوسن بدر” بعدما أدرج اسمها وآخرين على قوائم المنع التي منعت أفلامهم من دخول السعودية، الفيلم من بطولة الفنانين المصريين سوسن بدر، سمير صبري، نبيل الحلفاوى، محمد وفيق، إضافة لعدد من نجوم السينما في انجلترا بول فريمان وجودي بارفيت.

 
خلق الفيلم أزمة دبلوماسية بين بريطانيا والسعودية، مما أدى إلى سحب السفير السعودي من لندن، وطرد السفير البريطاني في الرياض، وشنت حملة سعودية ضد بريطانيا تدخلت فيها شركات النفط مثل موبيل (Mobil) وأدانت الفيلم وصناعه في إعلان ضخم في جريدة نيويورك تايمز، ومورست الضغوط من قبل الحكومات لمنع عرضه.

 

 

**فيلم “بركة يقابل بركة”

تم اختيار الفيلم السعودي “بركة يقابل بركة” للمخرج محمود صبّاغ لتمثيل المملكة السعودية في جوائز أوسكار 2017 بفئة أفضل فيلم أجنبي، وذلك بعد حصوله على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان برلين السينمائي الدولي، واختياره للمنافسة ضمن قسم عروض خاصة بالدورة الـ 41 من مهرجان تورنتو السينمائي الدولي.

الفيلم يعبّر عن الواقع السعودي فيما يتعلق بالمواعدة بين الشباب، قصة الفيلم تدور أحداثها بشكلٍ كاملٍ في مدينة جدة وتتناول الحب بكلّ معانيه المرتبطة بالعائلة والأسرة والحي والجار، لتصبّ في النهاية ببقعةٍ في الأرض وهي الوطن، وقد تمّ ترشيحه لجائزة أوسكار 2017 حول قصة حب تجمع بين عاشقيْن في المجتمع السعودي المحافظ وهو من أكثر المجتمعات العربية محافظة خاصة وأنه يحرّم اللقاءات بين الجنسين.

فأبطال الفيلم هما الشاب “بركة” وهو موظّف بلدية من أسرة متواضعة وهو أيضاً ممثّل يعشق التمثيل، قد دخل في تجربة للتدريب على دور نسائي في مسرحية “هاملت” وهو يعيش في حيّ متواضع تحكمه القوانين التي تقرّب الحبيب وتعالج العقيم، ويضمّ مجموعة من الشخصيات المختلفة ويشتهر بصوت المذياع والتلفزيون والأغاني خاصّةً صوت أم كلثوم وهي تغنّي ليتغيّر كلّ شيء بعد محاولات تكفيرية بتهديد هذا الصفو.

https://www.youtube.com/watch?v=Zh1xfkhVfQ0