محمد سلطان محمود يكتب : لف ودوران .. حلمي و 6 ستات

(1)

من الممكن اعتبار ان موسم افلام عيد الأضحى هذا العام واحد من أفضل المواسم في المستوى الفني، بعدما شهد للمرة الأولى منذ سنوات غياب أفلام المهرجانات والرقص او ما يُعرف باسم “خلطة السبكي” وهو مصطلح يطلق على تلك النوعية من الأفلام حتى لو كانت من إنتاج شركات أخرى، بالإضافة إلى خروج محمد رمضان وفيلم “جواب اعتقال” من المنافسة ودخول أحمد حلمي المفاجيء لموسم افلام عيد الأضحي.

محمد سلطان
محمد سلطان محمود

(2)

مرور عام 2015 بدون أى عمل سينمائي لحلمي واكتفاءه بالمسلسل الإذاعي “احنا صغيرين اوى يا ماندو” جعل البعض يضع فيلم “لف ودوران”  تحت مسمى عودة أحمد حلمي إلى السينما، وهو إن عبر عن شيء فيعبر عن أهمية حلمي وقيمته الحالية كواحد من أهم نجوم الإيرادات في مصر.

الفيلم هو استكمال لعودة صابرين إلى شاشة السينما بعد غياب إستمر 20 عام منذ تقديمها لفيلم “الغاضبون” من بطولة فريد شوقي و الشحات مبروك وثلاثي الشباب الواعد حينها،علاء ولي الدين، صلاح عبد الله وأحمد ادم ، بعدما أطلت في فيلم “الماء والخضرة والوجه الحسن” ليسري نصرالله الذي تم عرضه منذ أسابيع، كما تعود ميمي جمال إلى السينما بعد 6 سنوات منذ مشاركتها في فيلم محمد رجب “محترم إلا ربع” عام 2010، كذلك عودة للمخرج خالد مرعي إلى السينما بعد فيلم “بلبل حيران” عام 2010 ومشاركته ضمن طاقم مخرجي فيلم “18 يوم” عام 2011 وكلاهما كانا من بطولة أحمد حلمي.

(3)

فيلم “لف ودوران” يمكن اختصار قصته في جملة واحدة هي “راجل و 6 ستات”، ودون الدخول في تفاصيل قد تؤدي إلى إفساد مشاهدة الفيلم لمن لم يشاهده بعد، فالقصة تدور حول شاب (أحمد حلمي) يعمل في احد الفنادق يقوم بالسفر إلى شرم الشيخ لمقابلة إحدي قريبات زوجة والده الإيطاليه، ويصطحب معه اسرته المكونة من 4 سيدات هن جدته (إنعام سالوسه) ، والدته (ميمي جمال)، خالته (صابرين) ، شقيقته (جميلة عوض) ، وهناك يلتقي بفتاة (دنيا سمير غانم) تدفعه الظروف للإدعاء أنها زوجته ، لتقع بينه وبين الـ6 ستات عدة مفارقات طريفة تستمر طوال أحداث الفيلم .

(4)

الفيلم هو العمل الأول لمؤلفته منة فوزي ، التي قامت بكتابة سيناريو جيد للأحداث تميز بعدم وجود تطويل أو اقحام لأحداث لا ضرورة لها مما نتج عنه تمتع الفيلم بإيقاع  للأحداث حرصت فيه على تسلسل الأحداث بشكل يومي يبدأ في الصباح وينتهي مساءًا.

كما تميز الفيلم بالعديد من الجمل الحوارية التي وزعتها منة فوزي على لسان الأبطال وأبرزت فيها مشاكل العلاقة بين الرجل والمرأة من عدة زوايا، دون مبالغة وايضًا دون إخلال بالطابع الكوميدي للفيلم.

(5)

اختيار المخرج خالد مرعي لأبطال الفيلم كان موفق للغاية، الجمع بين إنعام سالوسه وميمي جمال وصابرين وجميلة عوض كأسرة واحدة ربما يبدو إختيار غريب حين تسمع الاسماء للمرة الأولى، لكن التناغم بين سيدات الاسرة الأربعة كان واضح على الشاشة، وكان لكل واحدة منهن تأثيرها الخاص على سير الأحداث، وبالرغم من الإنتقادات التي لاحقت الفيلم بسبب تصويره خلال إسبوعين فقط، إلا أن قصر فترة التصوير لم يؤثر على تمكن الممثلين من ادوات شخصياتهم، ولم تظهر أى شخصية بشكل سطحي، بإستثناء بعض اللحظات التي فقدت فيها جميلة عوض مفاتيح الشخصية وكانت تميل إلى الضحك اثناء حديثها مع حلمي.

(6)

فيلم “لف ودوران” يشهد التعاون الثاني بين أحمد حلمي ودنيا سمير غانم بعد فيلم “اكس لارج” عام 2011،  ومن يحب متابعة أعمال دنيا سمير غانم سيستمتع باداءها في فيلم “لف ودوران” كما لو كان لم يشاهدها يوميًا منذ اسابيع في مسلسل “نيللي وشريهان”، اداء مختلف وطريقة تمثيل مختلفة، وهو أثبات أن مسلسلات رمضان لا تؤدي إلى “حرق الممثل” لدى المشاهدين بقدر ما يمكن أن يكون نمطية اداء بعض الممثلين تدفع المشاهدين للشعور بالملل من مشاهدتهم في عملين متتالين.

(7)

أحمد حلمي إستعاد لياقته الكوميديه بعد تجربة فيلمي “على جثتي” و “صنع في مصر” اللذان شهدا تراجع في المستوى المعتاد من أفلام حلمي بسبب غرابة قصصهما التي مالت إلى الفانتازيا.

المباراة التمثيلية الممتعة بين حلمي و الـ6 ستات جديرة بالمشاهدة، والفيلم ممتع و مناسب لكافة أفراد الأسرة.