نقلاً عن المصري اليوم
مهما كان لونك وانتماؤك الكروى.. تأتيك لحظات يكون فيها العقل أقوى من أى غرام وجنون انتماء.. ويصبح فيها المنطق أهم من أى انحياز واندفاع.. وإذا كنت وسأبقى أحد أبناء الأهلى وعشاقه.. إلا أن التسعين دقيقة التى لعبها الزمالك أمس الأول أمام الوداد المغربى تجبر أى أحد على احترام الزمالك وكل من ينتمى لهذا النادى الكبير وكل من شارك بأى جهد أو فكر وتخطيط من أجل هذا المستوى وهذه القدرة والمكانة الكروية الرائعة..
صحيح أننى لا أخجل من الاعتراف بأننى كنت أتمنى أن يكون الأهلى هو فارس الدور قبل النهائى لدورى الأبطال الأفريقى.. وكنت أتمناها بطولة جديدة يضيفها الأهلى لرصيده الضخم من البطولات والانتصارات وسأبقى دائماً أريد للأهلى كل فرحة وأى فوز.. إلا أن ذلك لم يمنعنى قبل المباراة من تمنى فوز الزمالك على الوداد المغربى.. ولم يمنعنى بعد المباراة من التصفيق لهذا الأداء وهذا الانتصار الكبير.. وأود قبل الحديث عن دلالات ومعانى انتصار الزمالك أمس الأول أن أتوقف أولاً أمام حقائق غابت أو تاهت وسط الفوضى والصخب.. فلا الزمالك أو الأهلى أو أى ناد آخر حين يلعب فى بطولة أفريقية.. يلعب باسم مصر وبالنيابة عن مصر كلها.. فالمنتخب المصرى فقط هو الذى يلعب باسم مصر..
نرشح لك : حفيظ دراجي لجمهور الزمالك: ضميري مرتاح
أما الأهلى فسيبقى هو الأهلى فقط وكذلك الزمالك وكل أندية مصر.. وبالتالى ليس فرضاً على جمهور أى ناد مصرى تشجيع ناد آخر لمجرد أنه يلعب مباراة أفريقية.. كتبت ذلك من قبل كثيراً وأكتبه الآن من جديد.. لأن هذا هو العقل والمنطق وما يحدث فى بلاد الدنيا حولنا.. وقد كان هناك مغاربة يشجعون الزمالك أمام الوداد ويتمنون فوز الزمالك.. وكان هناك توانسة ينتمون للترجى أو الأفريقى ويشجعون الأهلى بحرارة وهو يلعب أمام الصقاقسى أو الترجى..
وكان من الضرورى تأكيد ذلك حتى نكف عن اتهامات بعضنا البعض بالخيانة أو عدم الوطنية والانتماء.. وقد فرحت بانتصار الزمالك الكبير على الوداد ليس لأنه كان يلعب باسم مصر.. إنما فرحت لأن ما جرى فى تلك المباراة كان فى حقيقته انتصاراً لكثيرين جداً لابد من احترامهم.. المدرب الجديد والقدير مؤمن سليمان الذى منذ تسلم مهمته يقود فريقه بفكر جديد وروح جديدة وبات يستحق التشجيع من الجميع سواء كانوا ينتمون للزمالك أم لا..
ونحن دوماً تسعدنا رؤية وحضور ميلاد مدرب جديد فى أوروبا ونتجاهل ذلك فى بلادنا.. كذلك لابد لأى أحد أن يسعده الانتصار الشخصى لنجم كبير جدا هو شيكابالا الذى يفاجئنا من وقت لآخر بانتصاره على كل ظروفه وقيوده ويعود من جديد رائعاً ومتألقاً ومنتصراً على كل من راهن على انكساره ونهايته.. وإذا كان الزمالك قد اقترب بالفعل من النهائى الأفريقى ومن الفوز بالبطولة نفسها والسفر لليابان مشاركاً فى بطولة العالم للأندية.. فهذا يعنى شهادة تقدير ونجاح لمرتضى منصور، رئيس الزمالك، الذى كان القائد والصانع الأول لكل هذه الفرحة وكل تلك الانتصارات الجميلة.