فور قرار إقالة مصطفى شحاتة رئيس قطاع الأخبار من منصبه، انتشرت حالة تعاطف معه بين أبناء قطاع الأخبار، خاصة لما يتمتع به الرجل من علاقات طيبة داخل القطاع مع أغلب العاملين، إضافة إلى تواصله الدائم معهم مع وجود عدة طرق تسهل التواصل معه مباشرة مع جميع العاملين بالقطاع، فالرجل منذ توليه منصبه وهو يتيح للجميع فرص لقائه بسهولة مطلقة، بعكس بعض قيادات أخرى داخل اتحاد الإذاعة والتليفزيون، يصعب على العاملين التواصل معهم، ويقيمون حول أنفسهم هالة زائفة من المسئوليات الوهمية.
يجمع مصطفى شحاتة معدى ومراسلى ومذيعى القطاع فى جروب واحد على “واتس اب”، يتواجد دائما بينهم ويدير المنظومة داخل القطاع لحظة بلحظة، لم يحصل على إجازات طويلة ويترك القطاع مثل غيره من القيادات أصحاب النفوذ داخل الاتحاد، لذلك كان علينا أن نجيب على عدة تساؤلات أولها .. هل مصطفى شحاتة مسئول عما حدث ؟.
رئيس القطاع ليس مسئولا عما حدث بصورة مباشرة، خاصة أنه بنفسه جهز مع جميع القائمين على الأمر كافة التفاصيل المتعلقة بالحوار الذى أجراه الرئيس مع القناة الأمريكية، فأرسل مصطفى شحاتة رسالة واضحة على الجروب الخاص بالعاملين فى تمام العاشرة ونصف مساء، أى قبل الحديث بفترة طويلة، جاء نصها كالتالى (حديث الرئيس مع شارلى روز يذاع حوالى الساعة 5 فجرا بتوقيتنا وسنذيعه مع محطة CBS بالانجليزية على النايل تى فى وبالعربية على الأولى والفضائية والنيل للأخبار .. ملحوظة هامة .. الحديث به فاصل أو فاصلين عبارة عن تنويهات عن برامج محطة CBS وبمجرد دخول الفاصل يقوم مخرج التنفيذ بالدخول بأحد فواصلنا والعودة للحديث بانتهاء فاصل المحطة .. وهكذا إذا كان هناك فواصل أخرى .. تم التنسيق مع التنفيذ فى الأولى والفضائية لإذاعة الحديث فى الموعد المذكور وفى حال تعارضه مع الموجز تكون الأولوية للحديث .. يتم الإستفادة بمقتطفات من الحديث فى خدماتنا الإخبارية التالية).
نرشح لك- تفاصيل جديدة عن أزمة الحوار القديم للسيسي في ماسبيرو
إلى هنا انتهت رسالة مصطفى شحاتة للعاملين ضمن تأكيدات منهم على الجروب بتنفيذ التعليمات، لتأتى رسالة أخرى منه فى تمام الثانية صباحا، جاء نصها كالتالى (نظرا لعدم امكانية استقبال قناة CBS لدينا سيقوم التبادل بمحاولة الاستقبال عن طريق الانترنت .. مطلوب الانتظارللتأكد من تسجيل الحديث كاملا ثم الإذاعة .. يتم التنسيق فى ذلك مع التبادل ومحمد عاطف من المراسلين فلديهم التعليمات بالضم عند تمام البث).
هذه الرسائل تثبت أن الرجل قام بنفسه بمتابعة العمل وأعطى تكليفاته للعاملين ولم يتهاون فى عمله، بل كان جزءا أساسيا من العمل ومارس دوره كرئيس قطاع ولم يتخاذل عن عمله، فالخطأ واضح جدا أن المتسبب به العاملين على التنفيذ والتبادل الإخبارى، لذلك كان قرار إقالة شحاته متسرعا من صفاء حجازى، فى محاولة منها لإستمالة الرأى العام ووسائل الإعلام التى اشتعلت جميعها ضد اتحاد الإذاعة والتليفزيون، أرادت صفاء أن تخلى مسئوليتها عن الواقعة وتبعد عنها الأنظار بإقالة الرجل، على طريقة كبش الفداء.
تناست رئيسة الاتحاد نجاح الرجل خلال الأشهر الماضية فى ضبط أداء قطاع الأخبار داخليا، وارتياح العاملين بالقطاع لوجوده فى المنصب، خاصة أن طريقته فى الادارة تختلف كثيرا عن رؤساء قطاعات أخرون، فهو جزء من العمل ويسعى دائما لتوفير الإمكانات للعاملين ودائم التواصل مع الجميع، وهو ما أوجد حالة من التعاطف بين العاملين مع الرجل الذى خرج فى هدوء وقرر ألا يدخل فى أى صدامات مع أحد، تقبل الرجل الأمر الواقع، ليعيد بنا الذاكرة إلى موقف مشابه اتخذه عصام الأمير حينما كان رئيسا للاتحاد، بإقالة صفاء حجازى من منصبها كرئيس قطاع أخبار بسبب عدم قدرتهم على التعاون معا، إلا أن صفاء حينها قررت خوض معركة أسفرت عن انحياز رئيس الوزراء لها وإلغاء قرار الأمير.
أما عن السؤال الثانى وهو .. هل إقالة مصطفى شحاته هى الحل لأخطاء ماسبيرو ؟، بالطبع الإجابة ..لأ.. فلا إقالة رئيس قطاع من منصبه ولا إقالة رئيس قناة ولا حتى إقالة رئيس الاتحاد سيكون لهم تأثير إيجابى على ماسبيرو، فى النهاية المنظومة ستظل كما هى والأخطاء ستستمر، والمستوى سينحدر ويظل ماسبيرو فى ذيل قائمة الإعلام المرئى، خاصة فى ظل الصراعات القائمة بين القيادات والتنافس الغير شريف والأساليب الرخيصة التى يستخدمها البعض منهم للنيل من خصومه، متناسين أنهم يديرون منظومة إعلامية واحدة، فمصطفى شحاته يدير كل كبيرة وصغيرة ويراجعها بنفسه، حتى أنه ينتظر إنتهاء كل برنامج على الهواء ويرسل تقرير شامل بالأخطاء والهفوات فور إنتهاء البرنامج لجميع العاملين به، حتى لا تتكرر هذه الأخطاء، فهو لا يترك هفوة صغيرة إلا وعلق عليها مع العاملين من خلال الجروب الذى يضمهم على واتس اب.
على هامش الأزمة
1
هناك أزمة حقيقية أخطر بكثير من السقطة التى وقع بها قطاع الأخبار أثناء عرض لقاء الرئيس، سقطة أخرى خفية لم يتداولها أحد، وهى فى الحقيقة الواقعة التى تستدعى التحقيق الفورى، وهى اختيارات اتحاد الإذاعة والتليفزيون إلى اثنين من أبنائه لمرافقة الرئيس أثناء سفره إلى الأمم المتحدة، حيث تم اختيار المراسلة أيات عبد اللطيف والمراسل علاء رشوان لتغطية فاعليات إجتماعات الأمم المتحدة وهم لا يجيدان اللغة الانجليزية، وهو ما يمنعهم من إجراء أى لقاءات خاصة وحصرية للتليفزيون المصرى مع مسئولين أجانب على هامش الإجتماعات، سافر هؤلاء لإجراء لقاءات مع الوفد المصرى المسافر بصحبة الرئيس، فمن المسئول عن تلك الواقعة ؟ وهل سيتم محاسبة من وضع نظام الدور فى تغطية نشاطات الرئيس الخارجية بدلا من وضع نظام مهنى يتم الإختيار على أساسه ؟.
.. أشك..
2
بدأ أسامة هيكل رئيس مدينة الإنتاج الإعلامى وعضو البرلمان حملة موسعة مع بعض زملائه من الإعلاميين والكتاب الصحفيين داخل البرلمان فى تشكيل لوبى يمكنهم من فرض أزمة ماسبيرو على أجندة أولويات البرلمان فى دورة انعقاده الجديدة، حيث بدأوا التنسيق فيما بينهم وبتواصل مع بعض العاملين بماسبيرو لحملة منظمة تهدف للضغط على الحكومة لإقالة صفاء حجازى رئيسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون من منصبها، وسيتصدر هؤلاء خلال الفترة القادمة شاشات بعض الفضائيات للحديث عن هذه الأزمة وتصعيدها إعلاميا بهدف الضغط لإقالة حجازى، وينضم لمجموعة أسامة هيكل الكاتب مصطفى بكرى وعدد أخر من البرلمانيين العاملين فى مجال الإعلام.
نرشح لك : في حالة إلغاء ماسبيرو، ما هي القناة التي تفضل الإبقاء عليها؟