سعيد أنا بتواصل أصدقائي معي حول سلسلة المقالات، ومطالبة بعضهم بالكتابة عن المهنة الفلانية أو الشخص العلاني، وبناءا على طلب الجماهير العريضة (حوالي 11 شخص) فقد قررت أن أحدثكم اليوم عن قلب الكونترول رووم النابض، ووريدها الحيوي، الذي وان انقطع أظلمت الشاشات وخربت البرامج .. أو هكذا يزعمون.
فريق التحرير هو المسمى الدقيق والأصح (من وجهة نظري) لمجموعة الأشخاص اللذين نطلق عليهم لقب .. الإعداد .. وبداية فإنني أرى أن كلمة التحرير تلائمهم أكثر لأنهم لا (يعدون/ يجهزون) البرنامج وفقراته ، بقدر ما يحررونه .. وللتفصيل يمكننا قول التالي:
هناك عدد من الصراعات التاريخية بين أهل المهنة وبعضهم البعض (قد نشرحها بالتفصيل يوما)، وما يهمنا هنا هو ذلك الصراع الذي يحدث دوما وبلا توقف بين أهل الإعداد وبين العاملين بالتقنيات كالمخرج والبروضيوصر والفنيين إجمالا .. فأهل التقنيات يرون (في العادة) أن فريق التحرير دوما لا يفهمون بقدرهم في (صناعة) الصورة .. وأن آخرهم شوية ريجيسيرات بيجيبوا ضيوف ويكتبوا كام سؤال ، وكان الله بالسر عليم .. وعلى العكس يرى فريق التحرير أن العملية البرامجية ستفشل تماما بدونهم .. وأنا شخصيا أؤيد كلا الرأيين !!
فبرنامج تلفزيوني يعني بداهة أن نقدم فيه (صورة) والصورة مسئول عنها الفريق التقني الذي لا وزن فيه لفريق التحرير …. وعلى الجانب الآخر فبرنامج تلفزيوني بدون أفكار يقدمها في كل حلقة، بدون ضيوف يتبادلون الآراء أمام المذيع، بدون معلومات كافية حول الموضوع.. هو مجرد شاشة صماء، وكمية ليست بالبسيطة من الكلام الفارغ…. والأفكار والضيوف والمعلومات، هي المسئوليات الرئيسية لفريق التحرير.. هم من يرسم/ ينفذالخط التحريري للبرنامج.. هم من يُسئل عن دقة المعلومة.. هم من يسائل عن نوعية الضيوف .. وهم من يتحدث مباشرة مع المذيع لإنقاذه ومده بمعلومة جديدة… وعلى هذا فكلا الرأيين على صواب .. وهذا طبعا في اليوتوبيا ، ولهذا سيظل الظراع قائما ومحتدما.
والمعدين أنواع وأشكال وأصناف.. وقد أسعدني الحظ بالعمل مع كل الأشكال والصنوف، ولهذا فيمكنني القول، أن المعد منهم يبدأ برتبة محرر ينفذ ما يُطلب منه بدون تفكير أو تردد .. وينتهي ماشاء الله ولا قوة إلا بالله كرئيس تحرير محطة كاملة تهتز الأرض من تحت أقدامه… ويمر المعد بأكثر من مرحلة سنفصلها تباعا بداية من المحرر ثم المعد (الإيربييس) الذي يمكنه التواصل مع المذيع في الإير بييس (قطعة الأذن المذكورة في المقال السابق) … يليها المعد الريجيسير المسؤول عن تجهيز الضيوف وتعبئتهم داخل الاستديو (وهم يستخدمون فيما بينهم ألفاظا أكثر قسوة فلا تلومني على لفظ تعبئة الضيف)… ثم المعد العلاقات الذي يمكنه حل أكثر المواقف صعوبة التي تواجهها المحطة بتليفون صغير منه ، إستنادا على شبكة علاقاته الواسعة … ثم الجلوس على عرش المحطة كرئيسا لتحريرها وهو قطعا واحد من أهم ثلاثة أشخاص داخل تكوين أي محطة.
ولأن الكلام عن المعدين طويل ومتشعب … فأنا أستأذنك في أن يكون كلامي عنهم في أربعة مقالات كاملة ستقرأها على أسبوعين .. بدأناه اليوم بهذه المقدمة ونتبعه بمقالات ثلاثة إن كان لنا عمر وحظ .
حلقتنا القادمة ستكون عن المعد الإيربييس .
وقبل أن أشاركك بها دعني أعطيك تلميحا سريعا .. السواد الأعظم من المعدين يأتينا من بين جدران الصحف … صحفيا نشيطا
هماما .. أبلغوه أنه سيتقاضى راتبا لطيفا مقابل كلمتين في الفورتي فورتي ع الإيربييس .. وأترك لخيالك إكمال باقي الصورة.
في ختام كلماتي أود أن أتوجه بالشكر لصديقي الذي لم أقابله يوما “آدم ياسين” على كلماته التي ساهمت كثيرا في خروج هذه المقالات عن فريق التحرير.
للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك
للتواصل مع الكاتب عبر تويتر
اقرأ أيضًا:
أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم.. المقال الرابع: في أهمية الـ Q
أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم .. المقال الثالث (البديع الفظيع)
أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم .. المقال الثاني (التايتل)
أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم .. المقال الأول (البروضيوصر)