نجحت منذ فترة أن أتجنب نقاشات “فيسبوكية” وجدل أصبحت غيرمؤهلة نفسيا له، انهم يسرقون الطاقة ويبدلون الأمل بالاحباط وكل ما هو ايجابى بطاقة سلبية تخترق خلايا المخ كسرعة الضوء تاركة مُخ مشوش غير قادرعلى انجاز ما يجب اتمامه.
لكنى ومنذ ساعات أقاوم غريزتى الفضولية المُلحة أن أعُلق أو أتحدث عن انفصال النجمين العالميين “انجيلينا جولى وبراد بيت”، ودائماً فى مثل هذه الأمور فإنى أُذكر نفسى من أنا؟ أنا لا أعرفهم وبالتالى لم أراهم حقيقة ولم أعيش معهم لساعة واحدة وطبعا بعيدة عن تفاصيلهم وكواليسهم أيضاُ، أنا انسانة بسيطة تتطلع يوميا على ما قد تراه مُفيدا فى عدد الساعات القليلة جدا المتبقية من يومها بعد استقطاع وقت الذهاب الى العمل وساعاته والرجوع منه ومكالمات الأصدقاء وأعمال البيت والكتابة والقراءة وأداء ما يلزم من مناسبات اجتماعية (لو عرفت)، فيتبقى لى ساعة أو اثنتين أستقطعهم غالباُ من أشياء أخرى أريد أن أفعلها فأقرأ هذا الخبر التافه وذلك المُهم كى أتواصل مع العالم الخارجى.
لم أكتب عن الحب الى الآن لأنى أؤمن أنه لؤلؤة فى قاع البحر، شئ نادر لتحياه فتكتب عنه، الحب أصبح شئ غالى بيع وشراء، أخيرا قررت الكتابة عن نجمى المحببين فقط من رؤية خاصة تحتمل الخطأ أو الصواب.
نظرة بسيطة على موقع “فيس بوك” بعد ظهور خبر انفصال النجمين انقسم أهل مصر الى ما يلى:
الفئة الأولى وهم من البنات: انتشار لبوست للنجمة “جنيفر آنستون” طليقة “بيت” يحمل علامات الفرحة والشماتة وأن “ديل الكلب عمره ما يتعدل” و “سبحان الله.. داين تُدان” تتخللها مواسات متقطعة للست الغلبانة أما الطابع الذى يحمله تعليقات البنات فى مصر ينُم عن فرحة داخلية مُستترة وكأن كل من تكتب تعليق تكتب عن تجربة شخصية لها، أو تهون على نفسها أن (أنجيلينا بحالها حصلها زيها) ولا ننكر عدد فشل التجارب الزوجية والعاطفية أيضا نتيجة لأسباب كثيرة معروفة.
الفئة الثانية أكثر بؤساً (فى رأيى المتواضع الذى لا يتجرأ أن يحكم وانما يحاول الرصد) وهم من النساء والرجال: كل الآراء تقول ان هذا طبيعى جدا وأن الزواج منظومة فاشلة جدا يجب اعادة النظر فيها (مش عارفة ازاى!)، وأنه طالما تزوجت فسوف تنفصل حتماً! هؤلاء أيضا لا يكذبون لكنهم ينقلون معتقداهم الشخصية مُبرهنة بخبر واقعى وصدمة لزوجين كانا أيقونة الأعوام كثيرة سابقة وكثيرا ما كانت البنات تضع “بوست” يحمل صورة للنجمين وأنجيلينا تنظر له فى حب وينشدوا ترنيمة الحب المفقودة، ويكثر “الشير” و”المنشن” للأزواج والخُطاب والأحباب أن تعلموا كيف يكون الحب يا رجالة.
الفئة الثالثة وهى من الرجال: المُدافعة بكل الطرق الصحيحة والملتوية مستشهدة بحقهم الشرعى وأن قلب الرجل خُلق هكذا قادراُ على بلع جُرعات مختلفة من الحب، فهل يخون فى الحرام وتسمونها نزوة؟ أم يعلن زواجه فى الحلال وتسمونه خائن؟ وهو فى كل الأحوال ذو سمُعة سيئة، أى منطق هذا؟ وكلام كثير عن المشاعر وتُغير القلوب وأن الأمر حقاُ مُعقد، هذه الفئة تطرح سؤالا قد يبدو فى بعض الحالات منطقية لكن ما يطرحونه ما هو الا رغبة بداخلهم، وأمل فى تغيير فكر المرأة التى لا تتقبل أن ينظر من تحبه لإمرأة أخرى لا أن يتزوجها!
هل تفضح مواقع التواصل الاجتماعى طبيعتنا ومشاعرنا تجاه خبراتنا الشخصية أم أننا نواجه أنفسنا..
فى النهاية دعونا جميعا نخلع الأجنحة قليلا لنستريح ونتقبل الحياة كما هى، حاولت جاهدة أن أُبقى على لونين فى الحياة (أبيض وأسود)، لكنى تعلمت أن هناك ألواناً أخرى كثيرة مختلفة، وأقول لكم أننا جميعا نرى 100 “أنجيلينا” و 100 “براد بيت” ونعرفهم عن قرب ولا نعيرهم من اهتمامنا الا بعض الغيبة والنميمة على سبيل التلسية.
أما أنا فلست “بره الدايره” طوال الوقت، لكنى استغرقت بعضه وخرجت منها لأكتب هذا المقال لنفسى ولكم، وأقولها صريحة.. نعم خلق الله الحب، نعم مازال المحبون حولنا.. نعم لا شئ يدوم.. لكن تأكدوا أن كل ما هو حقيقى باق..