فايزة أحمد
نشر الكاتب الصحفي هيثم التابعي، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، مساء اليوم الجمعة، تفاصيل وشهادات حادث غرق مركب الهجرة غير الشرعية، قبالة سواحل “رشيد” بمحافظة البحيرة، حيث أوضح العديد من الملابسات والنقاط الغامضة لهذا الحادث.
قضي التابعي، نحو (24 ساعة) في موقع الحادث، لاستقصاء أسبابه والظروف المصاحبة له، كما نقل شهادات الناجين، وردود أفعال أهالي المفقودين الذين كانوا في انتظار جثث أبنائهم على الشاطئ.
قال التابعي، نقلًا عن أحد الناجين، إن المركب الغارقة حملت على متنها نحو (450 شخصًا) من جنسيات مختلفة معظمهم مصريين شباب تبدأ أعمارهم من الـ17، مشيرًا إلى أن هذه المركب ظلت على مدار يومين اثنين مستقرة في المياه المصرية على عمق (12 كم)، لكي تجمع المسافرين على متنها قبل الانطلاق.
عدد المسافرين
يؤكد التابعي، أن أعداد المسافرين الذين كانوا على متن المركب بدأ من (450) على أقل تقدير، بينما أخبره أحد الناجين رقمًا دقيقًا؛ وهو (482 مسافرًا)، لافتًا إلى أن الناجي قد عرف هذا الرقم حين سمع المهربين يتحدثون فيما بينهم عن الأعداد.
أرجع التابعي، سبب غرق هذه المركب إلى أن المهربين خالفوا اتفاقهم مع المسافرين، حيث إنهم أخبروهم بأن المركب سيكون على متنها (200 شخص) فقط، إلا إنهم تفاجئوا بهذا العدد الضخم.
لحظات الغرق
يشرح أحد الناجين البالغ من العمر 17 عامًا، هول ما شاهدوه أثناء غرق المركب قائلًا: “المركب مالت على جنبها وراحت قالبة مرة واحدة وطارت بقا واللي كان فيه الثلاجة ما عرفش يخرج تاني واللي على الطرف فضلوا يمسكوا في اي حاجة لحد ما نجينا”.
أشار التابعي، إلى أنه _بحسب شهادات سمعها من الناجين-، فإنهم تركوا العديد من الأطفال والنساء غرقى في البحر، لعدم تمكنهم من انقاذهم، راويًا قصة شخصين يحملان الجنسية السودانية أجبرا امرأة على خلع سترة النجاة الخاصة بها، ليحتما هما بها، نظرًا لعدم احتواء المركب على سترات أو أي من أدوات النجاة.
أوضح أن عدد الناجين وصل إلى (163) حتى الآن، منهم (26 سودانيًا)، و(14 اريتريًا)، وشخصين صوماليين، وشاب سوري، بالإضافة إلى (120 مصري)؛ من بينهم أربعة مهربين تم حبسهم أربعة أيام.
ثلاجة المركب
عن باقي المفقودين قال نقلًا عن الناجين، إن المعظم تكدسوا في ثلاجة المركب، ولم يتمكنوا من الهرب أصلاً، موضحًا أن: “قصة ثلاجة ببساطة أن مراكب الهجرة غير الشرعية بتبقى اغلبيتها العظمى مراكب صيد من اللي بتدخل تصطاد أسابيع طويلة ففيها ثلاجات لحفظ السمك في اسفلها ولها باب”.
وأرجع سبب جلوس المسافرين في الثلاجات إلى: “مراكب الصيد حمولتها البشرية اصلاً قليلة ولضمان أكبر ربح فالمهربين بيكدسوا الناس في الثلاجة”.
وروى قصة الثلاجة قائلًا: “واحد من الناجين قالي إن واحد من المهربين عدهم في الثلاجة وكانوا ١٠٤ هو كان رقمه ١٠3، ولما المركب بدأت تميل على جنبها الباب اتفتح اتزق منه اتنين واتقفل تاني للأبد”.
استغلال القوانين
بحسب أهالي المفقودين لم يكن ضيق الحال والفقر هما ما دفعا الأهالي للسماح لأبنائهم لاسيما الأطفال منهم بالسفر بهذه الطرق الخطيرة، فيوضح التابعي سبب سفر الأطفال إلى أنه ثمة قوانين تسليم مهاجرين غير شرعيين بين مصر وايطاليا تسمح بترحيل المهاجرين فوق ١٨ سنة.
أضاف الكاتب الصحفي: “الاهالي وعصابات التسفير بتستغل دة لتسفير العيال الصغيرة بتقنع اهاليهم ان فرصهم حلوة في السفر لإيطاليا وان حياتهم هتتقلب ١٨٠ درجة للأفضل لو عيالهم سافروا”.