ما ٱلت اليه الاوضاع في ماسبيرو لا يختلف كثيرا عن حال باقي المؤسسات الاعلامية المملوكة للدولة ومسئولية ذلك تتوزع بين العاملين أنفسهم في هذه المؤسسات وقياداتها والحكومة المنوط بها التدخل الفوري لتصحيح الاوضاع.
لا يخفي علي أحد أهمية وجود مؤسسات وكيانات اعلامية وثقافية قوية للدولة تسهم في نشر الوعي والثقافة والقيم الوطنية وتحفظ تاريخ الدولة وانجازاتها وتنقلها للاجيال المتعاقبة ولا تهدف الي الربح لكن علي الأقل تحقق الإكتفاء ولا تصبح عبء علي ميزانية الدولة.
لتحقيق ذلك لابد للدولة من توفير الإمكانيات الفنية والكوادر الإعلامية القادرة علي تقديم محتوي إعلامي وثقافي هادف يسهم في تثقيف وتوعية الجمهور ويعبر عن قضاياه باعتبار ان الشعب هو المالك الحقيقي لهذه المؤسسات.
لكن انتشار البيروقراطية، الشللية، المحسوبية، المجاملات، غياب مبدأ الثواب والعقاب، افتقاد الاحساس بالمسئولية وغياب التنافس الايجابي بين العاملين، الزيادة المبالغ فيها في عدد العاملين، غياب معايير المهنية والكفاءة في الترقي وتولي المناصب القيادية، وغيرها أمراض اصابت وتمكنت ليس فقط من المؤسسات الاعلامية المملوكة للدولة وانما اغلب جهات العمل الحكومي في مصر، والتغلب والقضاء علي هذه الافات هو السبيل لانقاذ تلك المؤسسات.
آفات وأمراض العمل الحكومي المسئول عنها بالأساس أسلوب وطريقة ونظام الإدارة واللوائح والقوانين التي عفا عليها الزمن بدليل أن أغلب العاملين في المؤسسات الإعلامية الخاصة ومكاتب الوكالات والقنوات والصحف العربية والاجنبية هم من كوادر المؤسسات الاعلامية الحكومية، وهو مايعني ان وجود نفس العناصر البشرية في بيئة عمل مختلفة واحترافية تجعلهم قادرين علي التميز والابداع وبالتالي تحقيق النجاح.
اتعجب من الدعوات التي اطلقها البعض والتي تطالب بهدم واغلاق المؤسسات الاعلامية الحكومية المنوط بها القيام بدور هام لن يقوم به الاعلام الخاص والذي يهدف بالاساس لتحقيق الربح ومصالح مالكها بعيدا عن اي شئ اخر، والاغرب أن بين هذه الاصوات من هم ابناء تلك المؤسسات والتي ستظل زاخرة بالمواهب والكفاءات التي تحرص علي أداء عملها بتفاني واخلاص وحب لهذا الوطن بعيدا عن أي مصالح ومكاسب شخصية.
يبقي الحل من وجهة نظري في وجود إرادة حقيقية وإدارة احترافية لديها كافة الصلاحيات من بين العاملين في تلك المؤسسات تعمل علي تطوير وهيكلة هذه المؤسسات لوضعها علي الطريق الصحيح لاداء وظائفها ومهامها ومسئولياتها الهامة والقومية والتي لن يقوم بها سواها.