فيلم سينمائي سعودي لتوثيق بطولات الملك عبدالعزيز - E3lam.Com

نقلاً عن صحيفة “الرياض” السعودية 

محمد الطميحي

 

نجح الفيلم الدعائي الأخير الذي تم عرضه بمناسبة اليوم الوطني وظهرت فيه شخصية الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – في نقلنا عبر رحلة زمنية من بدايات التأسيس بما فيها من صعوبات وتحديات إلى ما تشهده بلادنا اليوم من نهضة واستقرار في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله.

لم نعتد ذلك من مؤسساتنا الإعلامية الرسمية منها والخاصة التي لم تقدم حتى الآن فيلماً واحداً يعكس هذه الشخصية الاستثنائية التي أسست كياناً مترامي الأطراف احتوى معظم أراضي الجزيرة العربية، شمالاً من أطراف العراق والشام، جنوباً إلى اليمن، ومن البحر الأحمر في الغرب، إلى ضفاف الخليج في الشرق، في تحدّ لكل القوى الدولية والإقليمية التي تنافست طويلاً على استعمار هذه المنطقة من عالمنا العربي.

من خلال السينما تعرفنا على الشهيد عمر المختار، المهاتما غاندي، تشي جيفارا، نيلسون مانديلا والكثير من الشخصيات العالمية التي رسخت في الأذهان من خلال عشرات الأفلام التي تناولت جوانب مختلفة من حياتهم دون الحاجة إلى قراءة كتاب واحد.

المؤسس ليس أقل شأناً منهم، ومهما كان تاريخه مادة رئيسية في مناهجنا، وإرثه باقٍ فينا من خلال شواهد التوحيد التي نعيشها كل يوم إلا أنه يتوجب علينا تخليد هذه المرحلة التي امتزجت بتجربة محارب شجاع، وقائد فذ ألّف الله على حبه قبل سيفه قلوب الملايين، وسخر له خدمة وحماية مقدسات المسلمين في مكة والمدينة.

تاريخ مثل هذا لا يمكن اختصاره في الكتب والمتاحف إذ لا بد من أن يرى النور من خلال إنتاج عالمي ضخم باللغتين العربية والإنجليزية يقوم على كتابته وتأليفه نخبة من المثقفين الأكثر دراية بتاريخ الملك عبدالعزيز، فيما تبقى الأولوية لأحفاده لتجسيد شخصيته على الشاشة.

كم منّا سمع عن مواقف الملك المؤسس الإنسانية خصوصاً تلك القصة التي أبكت الملك سلمان حين تحدث عن المرأة العجوز التي أحسن اليها -المغفور له- رافضاً الكشف عن هويته، وكيف أنها دعت له بعد أن عرفته بأن يفتح الله عليه خزائن الأرض فكانت هذه الدعوة الصادقة أحد الأسباب التي ساهمت في اكتشاف النفط في المملكة؟

كم معركة خاضها المؤسس بنفسه وكم مرة تحامل على جروحه وإصاباته لتحقيق النصر تلو الآخر وصولاً إلى هذا التاريخ الذي نحتفل به للمرة السادسة والثمانين؟

هذا الخليط من الشجاعة والإنسانية لا بد من أن يوثق ليس لنا وحدنا بل للعالم الذي سيجد في سيرة مؤسس المملكة العربية السعودية إلهاماً يفوق أولئك الغربيين الذين نتناقل أقوالهم وبطولاتهم كل يوم.