تحيا جمهورية.. واحد فول واتنين طعمية

محمد حسن - مقالات

بمناسبة الخريف ودخول المدارس وألبوم إليسا اللي بيحلوّ لما يبات زي البامية ، والهوا اللي فجأة بقا يلسع بالليل فتجري تلبس حاجة تقيلة ، دخول المدارس وذكريات وجع البطن ليلتها ، مكوة القميص اللبني والبنطلون الكُحلي ، تلميع الجزمة بالورنيش ، الحلاقة يوم الجمعة بعد الصلاة ، ودُش بالليل ، تسريح الشعر علي جنب صباح السبت ، قفل الزُرار الأولاني من القميص ، أول حس عشان تصحي “يالا يا محمد عشان تفطر قبل ما تروح المدرسة”

_ يا ماما أنا……..

_ يالا يا محمد “بنبرة أكثر حسم وعنفوان” فتقوم “تفز” بسرعة م السرير تغسل وشك وأسنانك

_ سندوتشات الجبنة بالطماطم اللي بغطسها في مج الشاي بلبن فتضحك العيلة كلها

_ يا محمد متنساش تقرا آية الكُرسي 3 مرات والمعوذتين وقُل هو الله أحد …

_ حاضر يا ماما …….اتكدر وساعات انسي اقرا وأنا ماشي .

كسرة أول 5 دقايق مشي وشعشعة الشمس ، بهجة ما بعد 7 صباحاً ، صوت الشيخ محمد رفعت الخارج من كل الدكاكين المفتوحة.

https://www.youtube.com/watch?v=4qfSzkJ9pRQ

عم أبو غريب البقّال ، ال 50 قرش مصروف “كيس بوريو ب 40 قرش وببريزة ملبس” زمايلي اللي عمري ما اشتاقتلهم بس كنا بنضحك مع بعض ، وكانوا بيسرقوا سندوتشاتي

_ في سنة من السنين كنت غايب أول يوم دراسة ، روحت المدرسة لقيتها مقفولة وانتابني شعور في منتهي القُبح والسوء ، لقيتها صحرا وبالصدفة قابلت زميل قالي اننا اتنقلنا مدرسة تانية ، قالي تعال ورايا وسبقني بخطوات كبيرة وقبل المدرسة بخطوات قابلت زميل تاني كان فاشل بمفهومنا ومفهوم المُدرسين وقتها لقيته بيقرب ناحيتي وبصوت سينمائي قالي : متسلمش ع الواد اللي جاي دا ، حاطط بين صوابعه موس ، لما يمد ايده ابعد عنه واطلع سلم المدرسة جري

_ طب….علي غرار مشاهد الساسبنس اختفي في لحظة من غير ما الحق أرد بكلمة
قرب الولد ومد ايده وأنا نفذت التعليمات وجريت علي سلم المدرسة بسرعة ، وأنا ع السلم سمعت واحد بيصرّخ “كان وقع في الفخ ومد ايده فالطفل المعجزة جرحله كف ايده بطوله ، وقتها كان أول درس مجرد عن مفهوم الشر في الحياة ، وبرضه وقتها فهمت ليه أمي موصياني بالآيات دي ومن يومها منستش يوم أقراهم .

_ وجبة المدرسة قصة لوحدها ، بيضة + قطعة حلاوة + رغيفين فينو + برتقانة !
تركيبة تشبه لمسائل الفيزيا اللي بتيجي في امتحانات الثانوية

بعد الفُسحة بقا يكفيك الشر من ريحة الفصل ، تدخله تعمل زي محمد سعد لما فتح التلاجة ف فيلم بوحة

وقتها كمان كان في مجموعة حاجات منعكشة وغير متناسقة وغير مترابطة بس هي لزقت كده في مخنا ، تشبه للدستور ، مواقف وحاجات متعرفش أصلها إيه بس هي متركبة في دماغك كده وفي دماغ الجيل كله

_ المسطرة الملونة اللي فيها ميّة ، والمقلمة اللبني اللي عليها خريطة العالم ، اللي كان بيشتريهم كان محمد رمضان الجيل ، برنس ونضيف وحاجة فخيمة وبن ناس.

chat13979490661

tumblr_lqxkr7sqpz1r2caqxo1_500

_ أوعي تنفخ في البرّاية بعد بري القلم عشان الموس هيبوظ

_ غزل البنات اللي كان بيتعمل من قشر البرتقان علي المساطر في الفسحة ، ومش فاهم ايه علاقته بغزل البنات !

_ كراسات العربي بالجلاد الأحمر وكراسات الدين بالبُنّي

_ العيّال اللي بتمشي تشوط الطوب في الشارع مش كويسة “طبعاً عشان بيستهلكوا كوتشات أسرع ودا ضرر فادح للموازنة العامة للأسرة”

_ ضهر كتب التدريبات بتاعت الوزارة “لقد حرصنا علي وضع الإجابات مقلوبة ………فكان أول حاجة بتتفتح الإجابات المقلوبة بتاعت كتاب التدريبات قبل ما نقرا أي سؤال كنا نعملها ونضحك ونحس بنشوة غريبة كإننا بندي الوزارة علي قفاها

_ اللي مش معاه مصاريف الكُتُب مش هيستلم

_ لو في حد يتيم أو ظروفه تعبانة يقول عشان هيستلم ببلاش ، 3 يطلعوا وباقي التعبانين يتفرجوا عليهم

_ ريحة الورق الجديد المبهجة والرسومات اللي في كتاب العلوم والشنب والدقن اللي بيترسموا لمبارك كل سنة في كتاب الدراسات “اخوان من يومنا والله وقلوبنا كويسة”

قعدة الطبلية أول يوم عشان تجليد الكُتُب والكراريس بعد طابور طويل عند عم أبو عمرو عشان “دسَت” الأقلام والكراريس والجلاد والتيكيت

%d8%b5%d8%ab

_ نضافة الكشكول أهم من نضافتك أنت

_ في مفتش جاي بكرة عايزكوا ترفعوا راسي ، الشطار هيقعدوا ورا مؤقتاً لما يجي والبُلدة أدام “ترسيخ فكرة زيارة المسئول المفاجئة المتوقعة”
ولما المُفتش يسأل سؤال عارف مش عارف ارفع ايدك وسط الزحمة والهيصة ومد صدرك أدام ومتبصش في الأرض ما تقعدليش زي خيبته مبلم وتفضحنا

_ العلم المُهترئ في المدرسة الثانوي والطابور الفاضي ومدرس الألعاب يهتف تحيا جمهورية مصر العربية ، والطلبة ترد بصوت واطي : واحد فول واتنين طعمية”……………
ذكريات وأيام صعبة وحلوة وغريبة ودسمة بس عمرنا ما هننساها ، ووقت ما بنبدأ نحكي ونتكلم ونقابل أصحابنا القدام بنفضل نفتكر وتضحك ولو فضلنا نتكلم هنتكلم لسنين أدام….