أصدرت عدد من القوى الوطنية الأردنية، بمشاركة عائلة الكاتب ناهض حتر بيانًا يُهاجمون فيه عملية اغتيال، إثر إطلاق النار عليه أمام مدخل قصر العدل في العاصمة عمَان، على يد أحد المتشددين حيث اعتبروا أن عملية الاغتيال تمت تحت أنظار الأجهزة الأمنية.
وإليكم نص البيان:
“أيها الأردنيون الشرفاء
استشهاد المناضل ناهض حتر صباح اليوم بيد دعاة التكفير والإقصاء تحت أنظار الأجهزة الأمنية لم يستهدف شخص الكاتب وحده أو أبناء عشيرته فحسب، بل استهدف استقرار الوطن وهويته العروبية الضاربة جذورها في التاريخ.
الجهة التي أطلقت الرصاصة تآمرت على الأردن بأمل قتل مشروع سياسي وطني حمله الشهيد على أكتافه طيلة حياته دفاعا عن ثرى الوطن الجامع، غير مبال بالترهيب ومحاولات الاغتيال وتقييد الحرية.
ظل قلمه سيفا مشرعا للدفاع عن الأردن وفلسطين وسورية ولبنان، كما وقف مع المقاومة المشروعة ضد مخططات تقسيم الأوطان وتصفية القضية الفلسطينية.
ناهض أراد باستشهاده اليوم وضع الأردنيين في مواجهة قضية مصيرية كبيرة طالما ناضل من أجلها في مواجهة الفكر الظلامي والإرهاب وسماسرة الأوطان.
جميع الجهات التي تتبنى هذا الفكر الظلامي لم تتوان يوما عن تهديد الأردن؛ الوطن، الهوية والإنسان والسعي إلى زعزعة أمنه واستقراره وتفكيك كيانه الوطني، لتمرير مشاريع خطيرة نجحت وأخذت مفاعيلها في أقطار عربية عديدة. لكنها فشلت وستفشل أمام لحمة الوطن وجيشه العربي الأردني المدافع عبر تاريخه عن الوطن والمجتمع ورسالته القومية والانسانية.
هذا الإرهاب الأسود جاء نتيجة حملة التحريض والتكفير وهدر الدم، امتدادا للشرارة التي أطلقها رئيس الوزراء بإيعازه لوزير الداخلية بجلب الكاتب السياسي والتحقيق معه، في قضايا باطلة، كان يناضل دون هوادة لمحاربتها بالفكر الحر مستندا إلى عزيمة الأردنيين، التي تتحطم على عتباتهم دائما جميع الدعوات الظلامية الساعية لجعل الوطن موطئا لها.
وتوالى التحريض ثم التقصير الرسمي الذي هدّد حياة ابن الأردن داخل السجن وخارجه دون إجراءات أمنية أو قضائية ترتقي إلى حجم التهديد، لمحاسبة خفافيش الظلام والمحرضين على هدر دمه في دولة القانون والمساواة. ورغم تقديم شكاوى بعشرات المحرضين، لم يتخذ بحقهم أي إجراء.
ووصل الإهمال والتقصير ذروته صباح اليوم بعملية الاغتيال على مدخل قصر العدل تحت أنظار الأمن العام، الذي كان من المفترض أن يوفر الحماية له ويرافقه إلى قاعة المحكمة.
القوى الوطنية والشعب الأردني الحر إذ يحمل الحكومة ورئيسها المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء، ليطالب بالقصاص من جميع المحرضين على جريمة الكراهية والعنف ومواجهة التيارات التي اعتادت تسيّيس الدين لتحقيق أهدافها السياسية- ومحاسبة المقصرين وإقالة الحكومة.
رسالة ناهض حتر لن تموت.. وباستشهاده يقف الأردن الآن على مفترق طرق: إما ثقافة الحياة وإما انتصار الهمجية.
عاش الاردن وشعبه الأبي وعاشت وحدته الوطنيه
المجد والخلود لشهداء الوطن
والخزي والعار للخونة الجبناء المجرمين”.