أحمد فتح الله
أعداد قتلى حادث غرق مركب هجرة غير شرعية في رشيد تزيد كل يوم، عشرات من الشباب والأطفال وكبار السن، كلهم ماتوا أثناء محاولتهم الهرب من ظروف صعبة إلى بلاد تعطي لكل مجتهد ثمن اجتهاده الحقيقي بعيدًا عن الفساد والرشوة والمحسوبية، لكن من المسئول حقًا عن قتل هؤلاء الناس؟
لا تتوقع مني إجابة على هذا السؤال فلا أملك الإجابة، أنا مجرد شخص بسيط جالس الأن يكتب هذا المقال، لم أتشرف بمقابلة كل من ماتوا لأطرح عليه اسئلة تتعلق بسبب سفره، ولماذا لم يفكر في القيام بعمل مشروع صغير في مصر يوفر له دخل محترم بدلًا من سبب غير مضمون النجاة منه، ولن أمتلك أبدًا القدرة على السفر إليهم في العالم الآخر لأسئلهم من الشخص الذي يحملونه مسئولية موتهم.
ماذا لو قرأ القائمين على إدارة هذا البلد كتاب الطريق إلى السعادة للدكتور أحمد عكاشة؟ كتاب رائع يحوي عشرات الصفحات التي تقدم روشتة للنظام المصري تجعله يعرف جيدًا كيف يجعل هذا الشعب سعيدًا ولا يفكر في هجرة غير شرعية، لكن للأسف القائمين على ادارة مصر لا يقرأون ولا حتى يبدو انهم يحترمون الكتب.
ماذا لو كنت أملك مبلغ 70 ألفًا من الجنيهات، وقررت عمل مشروع في مصر؟ سيقابلني روتين قاتل يطلب مني مئات الأوراق الحكومية البائسة قبل عمل مشروعي، ومطلوب مني دفع الاف الجنيهات كرشاوي حتى استطيع انهاء اي اوراق أريدها، وفي النهاية قد اخسر كل نقودي اذا فشلت في دفع رشاوى تجعل مشروعي يستمر ويكبر.
لماذا وصل بنا الحال في مصر الى درجة اننا نفضل الهروب في مراكب مهترئة نعلم جيدا انها قد تقتلنا في اي لحظة؟ ما الذي اوصلنا لذلك؟ بالتأكيد الفساد الذي بات يقتل في كل تفاصيل حياتنا ولا نستطيع الهرب منه، بالتأكيد الغلاء الذي بات هو الانجاز الوحيد الذي تقوم به الحكومة الحالية وجعل الناس “ماشية تكلم نفسها في الشارع”. بالتأكيد احساس الناس بأنهم لا يستطيعون اخذ حقهم الا لو كان لهم ظهر وسند وواسطة تحميهم من مجتمع اصبح كالغابة.
يجب ان نعترف ان مصر بها مشاكل كثيرة، ونعترف ايضا اننا لا نجد اي رغبة حقيقية من الحكومة الحالية في حل تلك المشاكل والا لماذا لا يخبروننا ما هي خططهم للحل؟
لن انهي مقالي بالتشاءم بل بالأمل.. القادم قد يكون افضل.. اتمنى وأحلم بذلك.. يا رب هذا الشعب طيب وواجه صعوبات كثيرة..اتمنى لبلدي كل الخير.